/>

عودة دولة "مبارك"!




لاشك فى أن قرار الاستبعاد الذى صدر من "العليا للانتخابات" سياسى وليس قانونيًا.. وربما يكون القرار قد قُوبل بـ"ارتياح" من قِبَل قطاع ليس بالقليل من الرأى العام، ولعله يعود إلى "القلق" من "عمر سليمان" من جهة ومن "أبو إسماعيل " من جهة أخرى.. فيما كشف قرار اللجنة أن الأول لم يكن جادًا فى الترشح، وإنما دُفع به كورقة "ابتزاز" أو لاستخدامه فى تسوية ملف المرشحين الإسلاميين على النحو الذى خرجت عليه يوم أمس الأول.
ما حدث قد "يريح" البعض.. و"الراحة" هنا بالغة الخطورة؛ لأنها تعنى رِضانا بالتلاعب السياسى فى مسألة "قانونية".. وربما رضانا بـ"البلطجة السياسية" طالما جاءت متوافقة مع ما نشتهى.. وهو موقف يعيد إنتاج "دولة مبارك" التى كانت توظف الجهاز الإدارى للدولة فى تصفية الملفات خارج إطار القانون بكل إرثها المخزى من قمع وتعذيب وقتل وتزوير...
القضاء قال إن والدة أبو إسماعيل "مصرية" الجنسية.. واللجنة العليا للانتخابات قالت إنها "أمريكية" .. فلا الأولى استطاعت أن تفرض ولاية أحكامها على الثانية ولا الأخيرة "احترمت" الأولى.. وكأننا فى  بلد "مشطور"، ولكل شطر منه "أحكامه" التى  لا تسرى  على الأخرى!
الوضع بالغ التعقيد.. وكل هذه "العقد" مخلّقة داخل الحضانات "المِيرِى".. التى  تستخدم أدوات "مبارك" فى  بيئة ما عادت تطيق سماع اسمه، فضلاً عن أنها ضحية دولته وأساليبه الرخيصة والتى لم تحفظ للإنسان المصرى آدميته.. وكان من تجليات هذه العودة إلى رحاب "عزبة" مبارك، تلك الطريقة التى تعاطت بها "العليا للانتخابات" مع المرشحين الإسلاميين، ولا سِيَّما حازم صلاح أبو إسماعيل، والتى لم تراعِ الحد الأدنى من "الإتيكيت" فى  التعاطى  مع الرأى  العام، وبشكل ترك انطباعًا عنها بأنها "أداة السلطة" لهندسة المشهد الرئاسى على النحو الذى يُرضِى  جنرالات "المجلس العسكرى"، ورغبته فى الإبقاء على هذا المرشح أو ذاك.
ربما يعتقد البعض أن "قائمة الاستبعاد" جاءت كتسوية لإرضاء كل الأطراف، وللخروج من مأزِق مرشح الفلول "الخطير" ومرشح السلفية السياسية الأوفر حظًا فى الفوز بالمنصب الرئاسى.. غير أن المسألة فى  فحواها الحقيقى أبعد بكثير من أن تُحل "باتفاق عُرفى"؛ لأنها ـ كما قلت آنفًا ـ تُهدر القانون انحيازًا لحسابات مصالح القوى المتصارعة على السلطة، ما يعنى  بأننا "محلّك سر".. فيما سيفضى  السكوت عليها والرضا عنها إلى تأصيل مبدأ "التلاعب" و"البلطجة السياسية" كـ"مُثل عليا" لا تثريب على مَن يمتطينا باسمها مجددًا!.. ظنًا منه أن ظهورنا اعتادت على أن يمتطيها "فراعنة " ما قبل الثورة!




التعليقات
0 التعليقات