/>

خطير جدا من الارشيف الشروط الأمريكية لحكم مصر





الشروط الأمريكية لحكم مصر

الشروط الأمريكية لحكم مصر
1974-2014
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

((يجب أن يكون رئيس مصر وحزبها الحاكم وكل قادتها الشرعيين، ملتزمون جميعا بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ويحظر العمل السياسى لاى حزب او تيار او جماعة تعارض هذه المعاهدة و لا تعترف بإسرائيل)) من الشروط الامريكية الاسرائيلية منذ كامب ديفيد
***
أولا ـ مشاهد ولقطات من دفتر الأحوال السياسية :

((سأوقع على أى شئ يكتبه الرئيس الأمريكى بدون أن أقرأه)) السادات فى مفاوضات كامب ديفيد 1978
***
·       هيموجلوبين
·       كرات دم بيضاء
·       كرات دم حمراء
·       خوف من أمريكا وإسرائيل
((صورة من تحليل دم مسئول مصرى))
***
((يتعهد كل طرف.. بالامتناع عن التنظيم أو التحريض أو الإثارة أو المساعدة أو الإشتراك.. فى النشاط الهدام .. ضد الطرف الآخر فى أى مكان، كما يتعهد بأن يكفل تقديم مرتكبى مثل هذه الأفعال للمحاكمة )) من المادة الثالثة من معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية
***
 ((قبول اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية  شرط للموافقة على أى حزب جديد )) قانون الأحزاب  1979
***
قام السادات بحل برلمان 1979 بسبب اعتراض 15 عضو فقط على معاهدة السلام
***
·       سيادة المستشار، انهم يصادرون جريدتنا كل اسبوع
·       بالطبع لأنكم تخطيتم الخطوط الحمراء
·       وما هى هذه الخطوط ؟
·       محظور نشر "نصوص" معاهدة السلام.
((حوار بين ممثل جريدة الاهالى وقاضى الامور المستعجلة فى حجرة المداولة ـ ابريل 1979))
***
فى سبتمبر 1981، اعتقل السادات مرة واحدة 1536 شخص من كافة التيارات، بذريعة تهديدهم لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية
***
·       بعد أن توليت المسئولية، ماذا تريدون منى ؟
·       نريد إلغاء كامب ديفيد
·       مستحيل، اطلبوا أى شىء آخر غير ذلك
((حسنى مبارك لأحد قادة المعارضة فى ديسمبر 1981، فى بداية حكمه))
***
((رئيس مصر يجب أن يوافق عليه الأمريكان وتقبله اسرائيل )) مصطفى الفقى ـ 2010
***
((على مصر تأكيد التزامها بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وبأمن الحدود وبأمن إسرائيل))
الشرط الثابت للمعونة الأمريكية لمصر منذ 35 سنة
***
·       السلام خيارنا الاستراتيجي
·       وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية كفالة لمصالحنا الوطنية وتوافقا مع عقلانية سياستنا الخارجية
((من برنامج الحزب الوطنى الديمقراطى))
***
·       ان خروج مصر من السلام خط احمر
·       إسرائيل خرجت من سيناء بضمانات أمريكية بالعودة اليها اذا تغير النظام فى مصر لغير صالح اسرائيل
((آفى ديختر وزير الأمن الداخلى الاسرائيلى ـ محاضرة فى سبتمبر 2008))
***
(( القوى التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل ))
الرئيس الامريكى أوباما فى 5 مارس 2011
***
(( أيا كانت الحكومة المقبلة في مصر، فاننا نتوقع منها أن تلتزم بمعاهدة السلام التي وقعتها الحكومة المصرية مع إسرائيل )) البيت الأبيض فبراير 2011
***
 ((نحذر من المساس بمعاهدة السلام مع إسرائيل حتى بعد التحولات الأخيرة على الساحة السياسية المصرية)) المستشارة الألمانية ميركل فور سقوط مبارك فى 11 فبراير 2011
***
 ((لا يوجد أي شخص ممن تحدثت إليهم فى مصر يدعم أو يؤمن بأن مصر سوف تلغي معاهدة السلام مع إسرائيل))  "جيه سكوت كاربنتر" فى شهادته امام مجلس النواب الامريكى ـ ابريل 2011
***
اعتراض الخارجية الإسرائيلية على تصريح لرئيس الوزراء المصرى عصام شرف قال فيه بأن نصوص معاهدة السلام ليست مقدسة ـ سبتمبر 2011
***
·       هل يمكن النص على معاهدة السلام فى الدستور
·       لا بالطبع، لكنى أطمئنك أنه لن تجرؤ اى حكومة قادمة على مخالفة الالتزام بالمعاهدة
((حوار بين الرئيس الأسبق جيمى كارتر مع المستشار حسام الغريانى ـ نوفمبر 2012))
***
((على الإدارة الجديدة فى مصر ألا توهم نفسها وألا توهم المصريين بأن المعاهدة يمكن تعديلها))
وزير الخارجية الاسرائيلى ليبرمان فى رده على ما كنت قد طالبت به من إعادة النظر فى المعاهدةـ سبتمبر 2012
***
 ((يجب انشاء صندوق مارشال عربى لدعم أصدقائنا فى دول الربيع العربى، فى مواجهة أعدائنا هناك))
اقتراح نتنياهو الى أوباما ـ يوليو 2011
***
 (( نحذر المصريين من الأضرار البالغة الذى ستصيب الاقتصاد المصرى ان هم طالبوا حتى "بتعديل معاهدة السلام " وليس بإلغائها )) جون كيرى بالقاهرة ـ 10 ديسمبر 2011
***
 (( مقالك يصيب باذى العلاقات بين مصر وإسرائيل، وأنا اعتبره بمثابة "تخريض" الشعب المصري ضد اسرائيل))
 السفير الإسرائيلى السابق فى مصر "تسفى مازائيل" ردا على مقالى " كامب ديفيد والسيادة المجروحة فى سيناء" بالمصرى اليوم ـ ابريل 2013
***
((ما هو موقفكم من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية))
سؤال إجبارى بعد الثورة من كافة الوفود أمريكى الى كافة التيارات السياسية بلا استثناء
***
((نحترم الاتفاقيات والمواثيق التي تم توقيعها، بما فى ذلك معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية))
 حزب الحرية والعدالة فى اجتماعه مع السيناتور جون كيرى فى 10 ديسمبر 2011
***
·       ماذا كان يريد منكم السيناتور جون ماكين
·       كان يريد الاطمئنان على موقف جبهة الإنقاذ من معاهدة السلام، فطمئناه
((حوار صحفى مع أسامة الغزالى حرب ـ 16 يناير 2013))

***
 ((لا مانع لدينا من الجلوس مع الإسرائيليين فى حضور وزارة الخارجية المصرية))
حزب النور ـ ديسمبر 2011
 ***
((الثورة المصرية تغسل يدها من موقعة السفارة الإسرائيلية))
المانشيت الرئيسي للمصري فى اليوم التالي لاقتحام السفارة الإسرائيلية فى 9 سبتمبر 2011، فى تشهيرها بالشباب الغاضب من قتل الجنود المصريين على الحدود
***
·       انتم تعارضون حكم الإخوان فى كل صغيرة و كبيرة، فلماذا لا تعارضوهم لالتزامهم بكامب ديفيد؟
·       طبعا لا؛ فهذا يضعف موقفنا كثيرا أمام أمريكا و المجتمع الدولى
((حوار مع قيادة مدنية بارزة ـ أكتوبر 2012 ))
***
((الحديث عن تعديل اتفاقية السلام سابق لأوانه)) 
العقيد أحمد محمد علي المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية ـ 22 سبتمبر 2013
***
 ((لا يوجد حاليا ما يستدعي تعديل اتفاقية كامب ديفيد)) ياسر على ـ 26 سبتمبر 2012 
***
(( القادة العسكريون وليس السياسيون، هم أصحاب الفضل الحقيقى فى استمرار اتفاقية السلام حتى الآن))
منى مكرم عبيد فى مؤتمر مشروع الأمن الامريكى ASP ـ ديسمبر 2013
***
((الجيش الاسرائيلى يعتبر الجيش المصري شريكا قويا، فهم ملتزمون تجاه اتفاقيات كامب ديفيد التى تمثل حجر الزاوية للاستقرار فى الشرق الأوسط )) رئيس الأركان الامريكى مارتان ديمبسى بمجلس الشيوخ الامريكى ـ لجنة القوات المسلحة ـ 18 يوليو 2013
***
ثانيا ـ الشروط الامريكية لحكم مصر :
بعد أن أعاد الأمريكان صياغة مصر على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والطبقية، قاموا بترتيب باب الحياة السياسية فيها، وهو الباب الذى يرسم الخطوط الحمراء والخضراء، ويحدد معايير الشرعية ومحاذيرها، ومن هو المسموح له بالعمل السياسي والمشاركة فى النظام، سواء فى الحكومة أو المعارضة، ومن المحجوب عن الشرعية والمحظور من جنتها .
·       وفى هذا الباب تم وضع الشرط الامريكانى الاساسى لحق اى مصري فى ممارسة العمل السياسى، وهو شرط الاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود، والقبول بالسلام والتعايش معها .
·       وعلى ذلك فان اى حزب أو تيار أو جماعة لا يقبلون الاعتراف بإسرائيل، يحظر عليهم المشاركة فى الحياة السياسية .
·       وتم تنفيذ ذلك بتأسيس نظام حزبي صوري، مكون من عدد محدود من الأحزاب على رأسها دائما حزبا واحدا يستأثر بالحكم و بالسلطة، يسمى بحزب مصر او الحزب الوطنى أو اى اسم آخر، ولكن بشرط ان يكون فى القلب من برنامجه ما يفيد ان السلام خيار استراتيجي .
·       والسلام كما نعلم هو الاسم الحركي لأمن إسرائيل
·       وعلى ذلك فان الالتزام الرئيسي لأي حزب حاكم في مصر يجب ان يكون هو أن: " أمن إسرائيل خيار استراتيجي "
·       ليس ذلك فحسب، بل بلغت بهم الدقة فى تفكيك مصر المعادية لإسرائيل، أن قرروا منع العمل السياسي فى الجامعات المصرية .
·       وذلك بسبب ما رصدوه من دور الحركة الطلابية فى أعوام 1971 و 1972  فى الضغط على السادات للتعجيل بقرار الحرب، وما رصدوه أيضا من دور الجامعة والحياة الطلابية فى تربية وإعداد وصناعة أجيال وطنية تعادى أمريكا وإسرائيل .
·       فقرروا إغلاق المصنع الوحيد في مصر الذي ينتج شبابا وطنيا، مُسيسا، واعيا بحقائق الأمور .
·       ولم تكن صدفة ان تصدر اللائحة الطلابية التى تمنع العمل السياسي فى الجامعات عام 1979، فى ذات العام الذى وقعت فيه مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل .
·       ولقد ساعدهم على فعل كل ذلك، الطبيعة الاستبدادية للنظام الحاكم فى مصر والتى تضع كل السلطات فى يد رجل واحد هو رئيس الجمهورية، الذى يحكم البلد الى ان يموت، ويفعل بها هو وحاشيته ما يريد، ويبطش بلا هوادة بكل معارضيه .
***
وبعد الثورة :

كانت هذه هى قواعد وشروط الحياة والحكم السياسى فى مصر منذ 1974 حتى 2011، فلما قامت الثورة، توقعنا أن تطيح بكل ذلك الى مزبلة التاريخ، وأن تؤسس نظاما وطنيا ثوريا جديدا، لا يخشى الا الله، ويوظف الزخم الشعبى الثورى فى الضغط على المجتمع الدولى، لتحرير مصر من القيود المذلة للمعاهدة، والتى تهدد أمننا القومى كل لحظة، والتى سقط نتيجة لها عشرات الشهداء فى سيناء بعد الثورة، ولكن للأسف لم يحدث شىء من ذلك.
ورغم ان الثورة أسقطت "على الأقل فى سنواتها الأولى" كل القيود على حرية تأسيس الأحزاب وعلى حرية الرأى، فان غالبية القوى السياسية الرئيسية، ويا للعجب، قررت بمحض إرادتها الحرة ان تفرض ذات الحظر على نفسها بدافع الخوف أو التواطؤ، فامتنعت تماما عن الاقتراب من كل ما يمكن ان يغضب أمريكا أو إسرائيل، واختفى مطلب الاستقلال و التحرر من نظام كامب ديفيد باتفاقياته وقيوده وتبعيته، من برامجها ومطالبها ومعاركها، وأعلن الجميع التزامهم بالمعاهدة، وتنافسوا فى إرسال التطمينات للأمريكان والاسرائيليين وحلفائهم الاوروبيين.
·       ورغم مئات التظاهرات و الإعتصامات و المليونيات من كل طعم و لون، لم تتطرق واحدة منها الى هذه القضية المركزية . مع استثناء النخبة القليلة من خيرة شبابنا التى تظاهرت امام السفارة الاسرائيلية اعتراضا على قتل جنودنا على الحدود فى سبتمبر 2011، والتى على إثرها، أعلن المجلس العسكرى قانون الطوارئ.
·       وحتى حين أردنا محاكمة مبارك، لم يجرؤ أحد أن يطالب بمحاكمته على جرائمه الأخطر وهى إفقاد مصر استقلالها و أمنها القومى وتفريطه فى المصالح والسيادة والكرامة الوطنية، واكتفوا بمحاكمته فقط على دوره بعد الثورة فى قتل المتظاهرين، أو فى تلقيه بضعة فيلات كرشوة من حسين سالم فى تهمة سقطت بالتقادم، وكأن هناك نية مبطنة مشتركة بين الجميع فى الاستمرار فى ذات السياسات والتوجهات الخارجية لمبارك، وإعادة إنتاج ذات العلاقات المصرية الأمريكية الإسرائيلية.
·       وفى الانتخابات الرئاسية 2012 ورغم سيول الأسئلة والأحاديث الصحفية والمقابلات والمناظرات التلفزيونية والتصريحات للمرشحين،  فانه لم يصدر من أى منهم تصريحا واحدا يتيما قويا يفيد بأن  التحرر من قيود كامب ديفيد هو جزء من برنامجه الرئاسى.
·       وفى أجواء الانتخابات الرئاسية الجارية الآن 2014، ورغم كل موالد التأييد ومواويل الوطنية والاستقلال، فلقد تم ابتذال قضية الاستقلال الوطنى، واختصارها فى خلافات هامشية مع الإدارة الأمريكية حول بعض التفاصيل الخاصة بالممارسات الديمقراطية فى خريطة الطريق، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب من المحرمات الأمريكية الحقيقية، بل وجهوا دعوة للأمريكان لإجراء حوارا استراتيجيا.
·       وحتى حين أراد النظام الحالى، العصف بمحمد مرسى وإخوانه، وأخذ إعلامه يتهمهم بالعمالة للأمريكان، لم يجرؤوا على ذلك، واختاروا لهم تهمة أخرى على هوى أمريكا وإسرائيل، وهى التخابر مع حماس، فى محاولة لا تخفى على أحد لاستجلاب الرضا والقبول والاعتراف الدولي.
·       ورغم حالة الاستقطاب والانقسام والصراعات السياسية الحادة التى لا تنتهى والتي وصلت لدرجة التفويض بقتل الخصوم السياسيين واجتثاثهم من الحياة السياسية، والتي دارت رحاها على امتداد ثلاث سنوات حول مئات القضايا والتفاصيل مثل : مدني أم اسلامى أم عسكري، دستور جديد أم تعديلات دستورية، فردى أم  قائمة، شرعية البرلمان أم الميدان، إعلانات دستورية شرعية أم  باطلة، صناديق أم استمارات ومظاهرات، ثورة أم انقلاب..الخ، والتي راح ضحيتها آلاف من الشهداء، وعشرات الآلاف من المصابين، الا أنه لم تُسجل معركة واحدة حقيقية ضد كامب ديفيد وقيودها، أو كما قال أحد المراقبين الإسرائيليين ساخرا ((يبدو أن المصريين بعد الثورة يختلفون فى كل شىء، ما عدا الاتفاق على السلام معنا))
*****




المعونة العسكرية والهيمنة الأمريكية

المعونة العسكرية و الهيمنة الأمريكية
محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com

 ((فى اغسطس 2013 وافقت السلطات المصرية على مرور البارجة الأمريكية سان انطونيو من قناة السويس قبل مرور 24 ساعة من تقديمنا لطلب المرور بينما فى الظروف العادية تحتاج الموافقة الى 23 يوما، وهذا مثل واحد فقط من التسهيلات التى نحصل عليها جراء التعاون العسكرى مع مصر))
من شهادة دريك شوليت مساعد وزير الدفاع الأمريكى فى جلسة الكونجرس بتاريخ 29 اكتوبر 2013
***
 ((الجيش بالتأكيد لا يريد ان يلغى اتفاقية السلام، وبالتأكيد لن يحارب إسرائيل أبدا بعد الآن، هذا بالإضافة هو اننا لا نستطيع ان نحاربها لان كل أنظمة تسليحنا مصدرها الولايات المتحدة وهى لن تسمح لنا أبدا باستخدامها ضد إسرائيل، انه من باب الخيال ان نفكر ان الجيش المصري سيفعل ذلك))
نجيب ساويرس فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى ـ مايو 2012
***
 (( القادة العسكريين وليس السياسيين، هم أصحاب الفضل الحقيقى لاستمرار اتفاقية السلام حتى الآن))
منى مكرم عبيد فى مؤتمر مشروع الأمن الامريكى ASP ـ ديسمبر 2013
***
((مساعدتنا العسكرية لمصر ليست هدية، فهى تحقق لنا فوائد جمة، لا تقتصر فقط على الحفاظ على معاهدة السلام..
فبعد كامب ديفيد قدم الجيش المصري تعهدا بالتحول من نموذج التدريب والتجهيز الروسى للنموذج الامريكى
وكان ذلك قرار كبيرا لانه انتقال كبير فى المفاهيم و"العقيدة" والمعدات..
فى عملياتنا العسكرية فى المنطقة، لا نستطيع بدون مصر، ان نصل الى أهم المواقع الاستراتيجية ..

بدون قناة السويس وحقوق الطيران فوق مصر والتسهيلات بقاعدة غرب القاهرة وغيرها لا يمكننا تحريك أو دعم قوات الانتشار السريع و قوات الطوارىء ..
لقد وفرت مناورات النجم الساطع فى مصر لنا وللأوربيين مساحات واسعة للتدريب كان من الصعب الحصول فى مناطق أخرى..
لقد ظلت علاقة أمريكا بالجيش المصرى قوية جدا وذهبنا الى ساحات المعارك سويا وأعطونا كل ما نحتاجه لمواجهة حالات الطوارىء وكانوا بجانبنا اثناءها ))
الجنرال انطونى زينى القائد السابق للمنطقة المركز الامريكية ـ فى ندوة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن ـ مايو 2013
***
((الجيش الاسرائيلى يعتبر الجيش المصري شريكا قويا، فهم ملتزمون تجاه اتفاقيات كامب ديفيد التى تمثل حجر الزاوية للاستقرار فى الشرق الأوسط،
والجيش المصري شريك قوى لأمريكا والاستثمار فيه له عوائد كثيرة :
فهو يزيد من نفوذ وتأثيرنا على القادة العسكريين
ويمثل عنصر تمكين للسياسة الخارجية الامريكية
ويعطينا مرورا تفضيليا فى السويس وتحليقا ديناميكيا، وتعاون استخباراتي، وتعاون فى مكافحة الارهاب
 ان الأسلحة والمعدات التى نقدمها للمصريين لن  تستخدم بأى صورة قد تعرض موظفى الولايات المتحدة العسكرية أو المدنية أو مصالح الولايات المتحدة، للخطر ))
من وقائع جلسة إعادة تنصيب رئيس الأركان الامريكى مارتان ديمبسى بمجلس الشيوخ الامريكى ـ لجنة القوات المسلحة ـ 18/7/201
*** 
((احتفى قادة البنتاجون خلال شهر أغسطس 2012 بوصول أول قيادة عسكرية تلقت تعليمها العالى بالولايات المتحدةAmerican Trained Officers ممثلة فى الفريق "عبد الفتاح السيسى" والفريق "صدقى صبحي" خريجى كلية الحرب الأمريكية بولاية بنسلفانيا))
محمد المنشاوى ـ مراسل جريدة الشروق فى واشنطن ـ 25 اكتوبر 2013
***
سنتناول اليوم المعونة العسكرية الأمريكية كأحد أهم أعمدة التبعية المصرية للولايات المتحدة الامريكية. فلقد جاءت هذه المعونة كبديل عن المجهود الحربي الذى كان يدعمه القطاع العام المصري قبل أن يأمروا ببيعه وتصفيته بعد حرب 1973
وتبلغ هذه المعونة السنوية 1.3 مليار $ يعتمدها الكونجرس فى ميزانيته فى مارس من كل عام، مقابل 2.4  مليار $ لإسرائيل أصبحت الآن 3 مليار $
وبهذه الطريقة تمكنوا من :
·       الإحاطة الدائمة والتفصيلية بقدراتنا العسكرية،
·       والسيطرة عليها والتحكم فيها لضمان التفوق العسكري الدائم لإسرائيل،
·       وهو ما يتم من خلال التحكم فى نوعية السلاح وحداثته وكميته،
·       بالإضافة الى قطع الغيار والخبراء،
·       وحظر إعادة تصديره الا بموافقة امريكية،
·       وفرض قيود على استخدامه فيما يتعارض مع المصالح الامريكية، أو فى مواجهة حلفاءها،
·       وما يرتبط بذلك من إمكانيات التحكم الاكترونى عن بعد فى هذه الاسلحة بالتعطيل أو بالتوجيه او بعدد مرات الاستخدام !
·       أضف الى كل ذلك تأسيس شبكة من المصالح والعلاقات "الطيبة" مع القيادات العسكرية المصرية، من خلال دورات التدريب العسكرية السنوية للضباط المصريين فى المعاهد والكليات العسكرية الامريكية.
***
ومنذ بدأت هذه المعونة العسكرية فى السبعينات، وأصبح احد المقررات أو التقاليد السنوية للكونجرس الامريكى هو التلويح والتهديد بقطعها أو تجميدها أو تخفيضها أو تغيير طبيعتها ما لم تلتزم الإدارة المصرية بقائمة من الطلبات والشروط تتغير حسب الأحوال والظروف من عام الى آخر، ولكن يجب أن يأتى على رأسها دائما شرط ثابت أساسي وهو الالتزام بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وبأمن إسرائيل، وبأمن الحدود المصرية الإسرائيلية.
***
ورغم ما تروج له الولايات المتحدة دائما من أن معونتها العسكرية لمصر هى تفضلا منها علينا، إلا أن العكس هو الصحيح على طول الخط ، فالمستفيد الرئيسى وربما الوحيد من هذه المعونة، بعد اسرائيل، هى الولايات المتحدة وفيما يلى بعض الأمثلة التى وردت فى تقارير رسمية أمريكية صدرت عامى 2006 و2007 :
·       أنفقت مصر بين عامي 1999 و2005 مبلغ 3.8 مليار دولار لشراء معدات عسكرية ثقيلة من الشركات الأمريكية وبما يوازى 80 % من إجمالي المشتريات العسكرية المصرية، وأن 52 % من مجموع المعدات العسكرية المصرية وفقا لاحصاء 2005 هي معدات أمريكية، وأن المساعدات العسكرية الأمريكية تم استخدامها في استبدال المعدات التي كانت مصر قد حصلت عليها من الاتحادالسوفيتي السابق بمعدات عسكرية أمريكية عصرية .
·       قدمت مصر خدمات لوجستية ومباشرة للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان ..
·       مثل السماح بعبور 36553 طائرة عسكرية أمريكية للأجواء المصرية خلال الفترة من 2001إلى 2005
·       منحت مصر تصريحات على وجه السرعة لعدد 861 بارجة حربية أمريكية لعبور قناة السويس خلال نفس الفترة، ووفرت الحماية الأمنية اللازمة لعبور تلك البوارج
·       بالإضافة إلى قيامها بنشر حوالي 800 جندي وعسكري من قواتها في منطقة دارفور غربي السودان عام 2004
·       ان مساعداتها فى عملية نقل الجنود فى الحرب ضد العراق كان أساسيا لإنجاح الغزو الأمريكى، بالاضافه لمجهوداتها بعد الحرب لإعادة تأهيل العراق عربيا و عالميا فى المجتمع  الدولى .
·       أن مصر قامت أيضا خلال نفس العام بتدريب 250 عنصرا في الشرطة العراقية و25 دبلوماسيا عراقيا
·       إنشائها مستشفى عسكريا وإرسالها عددا من الأطباء إلى قاعدة باجرام العسكرية في أفغانستان بين عامي 2003 و2005 ، حيث تلقى حوالي أكثر من 100 ألف مصاب هناك الرعاية الصحية .
·       تأثير مصر فى المنطقة فهو محوري فيما يتعلق بمصالح أمريكا فى العالم العربي و الاسلامى والدول النامية
·       ان المساعدات العسكرية لمصر سوف تدفع بأهداف السياسة الخارجية لأمريكا إلى الأمام في المنطقة
·       و سوف تؤهل القوات المسلحة المصرية للمشاركة كحليف فى العمليات العسكرية فى العالم أجمع
·       التدريب والتعليم الدولي العسكري للضباط المصريين .. يخدم مصالح أمريكا فى المنطقة
·       تدريب المصريون على الوسائل المختلفة لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال، يساعد على دعم المؤسسات و السياسات المتعلقة بالقوانين الاستراتيجيه المسيطرة على التجارة .
***
الخلاصة هى ان الولايات المتحدة، العدو الاستراتيجى الأول لمصر، والتى حاربت مع اسرائيل ضدنا فى 1967 و1973، وقادت جريمة احتلال سيناء قبل 1973 وجريمة تجريد ثلثيها من السلاح بعد 1979، تتواجد قواتها منذ 35 سنة فى سيناء ضمن ما يسمى قوات حفظ السلام، كما أصبحت هى المحتكر الرئيسى للتسليح المصرى، وتتفاخر بدورها فى إعادة بناء وتأسيس الجيش المصرى وتغيير عقيدته ومعداته بعد 1979، وتعتبره حليفا استراتيجيا مهما لها، وتشيد بالخدمات اللوجيستية التى يقدمها لها والتى لولاها لما نجح غزوها للعراق، وتؤكد على الدوام  انه لا غنى لها عنه، لتحقيق مصالحها فى مصر والمنطقة.
وبعد الثورة لم تكف الولايات المتحدة لحظة واحدة عن توظيف هذا التحالف لمحاولة احتواء الثورة أو إجهاضها عبر شبكة علاقاتها العميقة ووفودها واتصالاتها الدؤوبة التى لم تنقطع أبدا.
ومع ذلك لم يرد فى برنامج أى من القوى السياسية "الرئيسية" بعد الثورة، اى مطالبات جادة بالتحرر من هذا الوضع، بل تنافس الجميع داخل الدولة و خارجها، على كسب ودها والتواصل معها وتقديم التطمينات وشهادات حسن السير والسلوك لصناع القرار فيها، على طريقة الأغنية الشهيرة ((سيبك منهم ده مفيش غيرى))، وعلى امتداد 3 سنوات، لم تخرج اى مليونية واحدة جادة ضد التبعية الأمريكية، وكان هذا من أخطائنا الكبرى.
وفيما عدا الشباب الثورى من كافة التيارات، تبارى الجميع بعد 3 يوليو 2013، كل بطريقته، للفوز باعتراف امريكى بشرعيته فى مواجهة الطرف الآخر، رغم ما يرددوه جميعا من تصريحات رنانة عن الاستقلال والسيادة.
وحتى عندما تصاعدت بعض الأصوات المصرية للمطالبة بوقف هذه المعونة، والخروج من قبضة الأمريكان جاء رد الإدارة المصرية على لسان السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم الخارجية المصرية فى أكتوبر 2013 بالتصريح التالى:
((ان دعوة بعض الأطراف الداخلية للاستغناء عن المعونة الأمريكية، أو إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل غير منطقي))
وفى الشهور الأخيرة، عاد إعلام السلطة الذي أغرقنا فى الشعارات الوطنية، عاد ليتفاخر بالأنباء الواردة من الكونجرس عن قرب الإفراج عن المساعدات العسكرية الأمريكية وعن تغير الموقف الامريكى لصالح النظام الجديد، رغم أنها جاءت مشروطة كالمعتاد، وبذات الشرط المقدس وهو الالتزام بكامب ديفيد، لتنكشف حقيقة الحكاية؛ بأن الادعاءات السابقة برفض التدخل الأجنبى فى الشأن المصرى لم تكن سوى رفضا للتدخل لصالح الخصوم، مع الترحيب الشديد بالتدخل لصالح السلطة الحاكمة والنظام الجديد ـ القديم .
*****





أحذية الأمريكان

أحذية الأمريكان

محمد سيف الدولة
((لا يوجد شيء فى جودة جلد حذائك القديم))
كان هذا هو التعبير الذي اختارته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لوصف نظام مبارك ، فى سياق حديثها إلى مجلة الايكونوميست البريطانية حول المساعدات الأمريكية لمصر ، وبما معناه ان العلاقات المصرية الامريكية فى ظل مبارك كانت مريحة و ممتازة على عكس الوضع الحالى .

و هو كلاما مشابها لحكاية الكنز الاستراتيجى الذى وصف به القادة الصهاينة مبارك ونظامه ، ولكن كلينتون وبمنتهى الوقاحة قررت تخفيض تصنيف مبارك من الكنز الى الحذاء.

ولو كانت المسألة مجرد وقاحة أمريكية معتادة ، لما كان هناك مبرر للتعليق ، ولكن هذا التعبير او زلة اللسان قد كشفت جانبا مهما من النظرة الامريكية الاستعلائية الى شعوب العالم التابعة لها والخاضعة لسياساتها وفقا لنظرية (الأحذية فى فهم وتفسير السياسات الامريكية) !

فحين يوصف أى شخص أو جماعة بانه بمثابة الحذاء المريح للآخرين فان المعانى المقصودة تتعدى بكثير مجرد الوقاحة وقلة الأدب : فللحذاء مواصفات ووظائف محددة :
·       فهو شىء جامد مفعول به لا حياة فيه ، لا يعقل ولا يفكر ولا يحس ولا يعترض و معدوم الإرادة . وهو قطعة صماء من الجلد على مقاس صاحبها يوجهها و يحركها ويتحكم فيها كما يشاء : يلبسها ، يخلعها ، يعتنى بها ، يهملها او يعدمها . فليس له وجود مستقل عن صاحبه ، بل هو احد ملحقاته وممتلكاته ، بكل ما تشتمل عليه الملكية من حقوق التصرف والانتفاع .
·       كما أنه مخصص لحماية صاحبه ولخدمة مصالحه ورغباته ، فليس من وظائفه حماية نفسه او الاعتناء بها ، لا يرغب فى ذلك ولا يعيه ولا يملكه ، ولا يقدر عليه ان رغب .
·       كما ان الحذاء يحتل ادنى مرتبة فى قائمة الملابس والأردية ، فهو الاكثر قذارة بسبب احتكاكه الدائم بالطريق بكل سوءاته وجراثيمه ونجاسته المحتملة ، فهو يتولى ((الاعمال القذرة)) نيابة عن اقدام صاحبه التى تنأى بنفسها عن الاحتكاك المباشر بالطريق ، ولذا يتركه البعض خارج الابواب حفاظا على طهارة المنازل وخوفا من نقل نجاسة وقذارة الطريق اليها .
·       كما ان تشبيه كلينتون لمبارك بحذائهم القديم المريح ، ينطوى على تشبيه ضمنى لما بعد بمبارك بالحذاء الجديد الأقل راحة الى حين ، فالجميع كالأحذية من المنظور الأمريكى ، تم اخضاع قديمها وجار ترويض الجديد منها بمجهودات بسيطة لا تتعدى تلك المبذولة لتطويع اى حذاء جديد . فالمصير النهائى للجميع يجب ان يكون هو الخضوع الكامل والا ستكون العواقب وخيمة .. هكذا يفكرون وهكذا يتصرفون .
***
هل قمنا بتحميل كلام هيلارى كلينتون أكثر مما يحتمل ؟
لا أظن، فمراجعة صغيرة للمواقف والسياسات الأمريكية فى العالم تؤكد بوضوح الرؤية المتدنية العنصرية التى يتعاملون بها مع كل شعوب العالم بشكل يتفوق على أعتى العنصريات على مر التاريخ .
بدءا بإبادتهم للهنود الحمر واستعبادهم لزنوج افريقيا وجرائمهم الكبرى فى هيروشيما ونجازاكى و فيتنام وعشرات البلدان الاخرى ، ثم دورهم فى سرقة فلسطين واخضاع الانظمة العربية ، وفى صناعة نظام مبارك وحمايته ، واحتلالهم لافغانستان وللعراق ، ونهبهم المستمر لكل شعوب العالم ، وتدخلهم السافر فى كل صغيرة وكبيرة فى حياة الجميع .
***
هذا عن الأمريكان ، أما عن السيدة هيلارى فأنسب رد عليها هو صفعة قوية على وجهها لتتعلم الأدب فى مخاطبة خلق الله وعباده ، فان لم يكن فلا مانع من منتظر زيدى آخر يقذفها بحذاءه القديم .
*****













حكاية الغاز + حكاية سيناء بالخرائط




















 المؤتمرات الصهيوينة 1897ـ1903


المؤتمرات الصهيونية



1897 ـ 1903

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

هذه جولة فى موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينة للمفكر الراحل الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيرى ، وبالتحديد حول المؤتمرات الصهيونية على امتداد قرن من الزمان ، والتى بلغ عددها 33 مؤتمرا فى الفترة من 1897 حتى 1997 .


والمؤتمر الصهيوني هو الهيئة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية، وقراراته هي التي ترسم الخطوط العامة لسياسات المنظمة .


وفى هذه الحلقة سنقوم بعرض اهم ما جاء فى المؤتمرات المنعقدة فى الفترة من 1897 حتى 1903 وعددها ستة مؤتمرات :


المؤتمر الأول


• وقد عُقد في أغسطس 1897 برئاسة تيودور هرتزل


• الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود، وأكد أن المسألة اليهودية لا يمكن حلها من خلال التوطن البطيء أو التسلل بدون مفاوضات سياسية أو ضمانات دولية أو اعتراف قانوني بالمشروع الاستيطاني من قبَل الدول الكبرى.


• وقد حدد المؤتمر ثلاثة أساليب مترابطة لتحقيق الهدف الصهيوني، وهي: تنمية استيطان فلسطين بالعمال الزراعيين، وتقوية وتنمية الوعي القومي اليهودي والثقافة اليهودية، ثم أخيراً اتخاذ إجراءات تمهيدية للحصول على الموافقة الدولية على تنفيذ المشروع الصهيوني.


• و تعرَّض المؤتمر بالدراسة لأوضاع اليهود الذين كانوا قد شرعوا في الهجرة الاستيطانية التسللية إلى فلسطين منذ 1882.


• واقترح شابيرا إنشاء صندوق لشراء الأرض الفلسطينية لتحقيق الاستيطان اليهودي، وهو الاقتراح الذي تجسَّد بعدئذ فيما يُسمَّى الصندوق القومي اليهودي.


• تم وضع مسودة البرنامج الصهيوني المعروف باسم برنامج بازل .


• كما ارتفعت الدعوة إلى إحياء اللغة العبرية وتكثيف دراستها بين اليهود والمستوطنين


• وكانت اللغة المستخدمة في المؤتمر هي الألمانية واليديشية.


* * *

المؤتمر الثاني:


• عقد فى بازل فى أغسطس 1898برئاسة هرتزل


• الذي ركَّز على ضرورة تنمية النزعة الصهيونية لدى اليهود


• وكانت أهم أساليب القيادة الصهيونية لمواجهة هذه المعارضة، هو التركيز على ظاهرة معاداة اليهود


• وقدم تقريراً أمام المؤتمر عن مسألة دريفوس باعتبارها نموذجاً لظاهرة كراهية اليهود وتعرُّضهم الدائم للاضطهاد حتى في أوربا الغربية.


• كما لجأت قيادة المؤتمر إلى تنمية روح التعصب الجماعي والتضامن مع المستوطنين اليهود في فلسطين بالمبالغة في تصوير سوء أحوالهم .


• و تم انتخاب لجنة خاصة للإشراف على تأسيس مصرف يهودي لتمويل مشاريع الاستيطان الصهيوني في فلسطين .


* * *

المؤتمر الثالث:


• عقد فى بازل فى أغسطس 1899، برئاسة تيودور هرتزل ايضا


• الذي عرض تقريراً عن نتائج اتصالاته مع القيصر الألماني في إستنبول وفلسطين،


• وهي الاتصالات التي عرض فيها هرتزل خدمات الحركة الصهيونية الاقتصادية والسياسية على الإمبريالية الألمانية الصاعدة في ذلك الوقت مقابل أن يتبنى الإمبراطور المشروع الصهيوني.


• وطالب المؤتمر بتأسيس المصرف اليهودي تحت اسم «صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار»، وذلك لتمويل الأنشطة الاستيطانية الصهيونية وتوفير الدعم المالي للحركة الصهيونية.


• كما ناقش المؤتمر قضية النشاط الثقافي اليهودي في العالم.


• كما تناول المؤتمر مسألة إعادة بناء الجهاز الإداري الدائم للحركة الصهيونية ليحل محلها الجهاز المؤقت.


* * *

المؤتمر الرابع:


• عقد فى لندن فى أغسطس من عام 1900، برئاسة هرتزل مرة أخرى


• وجرى اختيار العاصمة البريطانية مقراً لانعقاد المؤتمر نظراً لإدراك قادة الحركة الصهيونية في ذلك الوقت تعاظُم مصالح بريطانيا في المنطقة، ومن ثم فقد استهدفوا الحصول على تأييد بريطانيا لأهداف الصهيونية، وتعريف الرأي العام البريطاني بأهداف حركتهم.


• وبالفعل، طُرحت مسألة بث الدعاية الصهيونية كإحدى المسائل الأساسية في جدول أعمال المؤتمر.


• وشهد هذا المؤتمر ـ الذي حضره ما يزيد على 400 مندوب :


• اشتداد حدة النزاع بين التيارات الدينية والتيارات العلمانية، وذلك عندما طُرحت المسائل الثقافية والروحية للمناقشة، إذ طالب بعض الحاخامات بألا تتعرض المنظمة الصهيونية للخوض في القضايا الدينية والثقافية اليهودية، وأن تقصر عملها على النشاط السياسي وخدمة الاستيطان اليهودي في فلسطين.


• وإزاء ذلك ، دعا هرتزل الجميع إلى نبذ الخلافات جانباً والتركيز على الأهداف المشتركة.


• وخلال المؤتمر، تم وَضْع مخطط المشروع المتعلق بإنشاء الصندوق القومي اليهودي.


* * *

المؤتمر الخامس:


• عقد فى بازل فى ديسمبر 1901برئاسة هرتزل .


• الذي قدَّم تقريراً عن مقابلته مع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ومحاولاته إقناعه بالسماح بموجات هجرة يهودية واسعة إلى فلسطين التي كانت وقتئذ إحدى ولايات الإمبراطورية العثمانية، وذلك مقابل اشتراك الخبرات اليهودية في تنظيم مالية الإمبراطورية العثمانية التي كانت تعاني ضائقة مالية آخذة في التفاقم.


• وقد وافق المؤتمر على الاقتراح الذي تقدَّم به جوهان كريمينكس لتأسيس «الصندوق القومي اليهودي» بوصفه مصرفاً للشعب اليهودي يمكن استخدامه على نطاق واسع لشراء الأراضي في فلسطين وسوريا.


* * *

المؤتمر السادس:


• عقد فى بازل فى أغسطس 1903برئاسة هرتزل للمرة الاخيرة .


• فلقد كان آخر المؤتمرات الصهيونية التي حضرها. وقد ركز هرتزل في خطابه الافتتاحي ، كالعادة، على تقديم تقرير إجمالي عن مباحثاته مع السياسي البريطاني جوزيف تشمبرلين بشأن مشروع الاستيطان اليهودي في شبه جزيرة سيناء.


• وكان هرتزل قد ألمح لبريطانيا بهذا المشروع كوسيلة لمواجهة الثورة الشعبية المصرية التي رآها هو وشيكة الحدوث ، وهو ما يستدعي وجود كيان سياسي حليف لبريطانيا على حدود مصر الشرقية .


• إلا أن بريطانيا لم تقبل هذه الفكرة وعرضت مشروعاً للاستيطان اليهودي في أوغندا عرف باسم «مشروع شرق أفريقيا».


• وقد نصح هرتزل المؤتمر بقبول هذا العرض ، إلا أنه ووُجه بمعارضة من أطلقوا على أنفسهم اسم «صهاينة صهيون» بزعامة مناحم أوسيشكين رئيس اللجنة الروسية والذين رفضوا القبول ببديل لاستيطان اليهود في فلسطين.


• وقد نجح هرتزل رغم ذلك في الحصول على موافقة أغلبية المؤتمر على اقتراحاته وهو ما حدا بالمعارضين إلى الانسحاب من المؤتمر.


• وقد تقرَّر إيفاد لجنة للمنطقة المقترحة للاستيطان اليهودي للاطلاع على أحوالها ودراسة مدى ملاءمتها لهذا الغرض . كما تقرَّر إنشاء «الشركة البريطانية الفلسطينية» في يافا لتعمل كفرع لـ «صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار».


• وقد شهد هذا المؤتمر نمواً عددياً ملحوظاً في أعضائه إذ حضره 570 عضواً يمثلون 1572 جمعية صهيونية في أنحاء العالم .


(2) المؤتمرات الصهيوينة 1905ـ1921

المؤتمرات الصهيوينة ( 2 )

1905 ـ 1921

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

نتابع جولتنا مع موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينة للمفكر الكبير الدكتور عبد الوهاب المسيرى ، وذلك فيما يخص المؤتمرات الصهيوينة التى انعقدت على امتداد قرن من الزمان 1897 ـ 1997 ، والتى بلغ عددها 33 مؤتمرا .

وكنا قد تناولنا فى الحلقة الاولى ، المؤتمرات الستة الاول المنعقدة فى الفترة من 1897 حتى 1903 ، والتى رأسها تيودور هرتزل قبل وفاته .

واليوم نتناول المؤتمرات المنعقدة فى الفترة من 1905 حتى 1921 وعددها ستة مؤتمرات .

* * *

المؤتمر السابع :

• عقد فى بازل فى أغسطس 1905.

• انتقلت رئاسة المؤتمر إلى ماكس نوردو بعد وفاة هرتزل .

• وكانت القضية الأساسية التي طُرحت للنقاش هي مسألة الاستيطان اليهودي خارج فلسطين ، وخصوصاً في شرق أفريقيا.

• وجاء تقرير اللجنة التي أُوفدت إلى هناك ليفيد بعدم صلاحية المنطقة لهجرة يهودية واسعة.

• إلا أن بعض أعضاء المؤتمر دافع عن ضرورة قبول العرض البريطاني بدون أن تفقد الحركة أطماعها في فلسطين، وسُمِّي أنصار هذا الرأي الذي عبَّر عنه زانجويل باسم «الصهاينة الإقليميون».

• غير أن من المُلاحَظ أن غياب هرتزل، واعتراض المستوطنين البريطانيين في شرق أفريقيا على توطين أجانب في إحدى المستعمرات البريطانية، وكذا اعتراض اليهود المندمجين على المشروع، رجَّح إلى حدٍّ بعيد وجهة النظر الرافضة للاستيطان اليهودي خارج فلسطين .

• الأمر الذي جعل أغلبية المؤتمر تُصوِّت ضد هذا المشروع .

• وهو ما أدَّى إلى انسحاب الإقليميين وتأسيسهم المنظمة الإقليمية العالمية.

• واستمرت الأغلبية في تأكيد ضرورة الاستيطان في فلسطين.

• واكتسب أنصار الصهيونية العملية (الاستيطانية) قوة جديدة من هذا الموقف فتضمنت قرارات المؤتمر أهمية البدء بالاستيطان الزراعي واسع النطاق في فلسطين عن طريق شراء الأراضي من العرب وبناء اقتصاد مستقل لليشوف الاستيطاني داخل فلسطين .

• وهو أمر يكتسب أهمية خاصة في تاريخ الحركة الصهيونية على ضوء حقيقة أنه جاء عقب بداية وصول موجة الهجرة اليهودية الثانية (1904) إلى فلسطين، وهي الهجرة التي وضعت الأُسس الحقيقية للاستيطان الصهيوني وأسهمت إلى حدٍّ كبير بالاشتراك مع الهجرة الثالثة في تحديد معالمه، وامتد تأثيرهما معاً إلى فلسفة وأبنية الكيان الإسرائيلي عقب تأسيس الدولة.

* * *

المؤتمر الثامن:

• عقد فى لاهاي فى أغسطس 1907، برئاسة ماكس نوردو.

• وتركزت المناقشات فيه على برامج الاستيطان وإنشاء المستعمرات الزراعية في فلسطين.

• ولما كانت المنظمة الصهيونية تفتقر إلى مركز في فلسطين للإشراف على الأنشطة الاستيطانية.

• قرر المؤتمر تأسيس «مكتب فلسطين» ليتولى شراء الأراضي ومساعدة المهاجرين اليهود ودعم الاستيطان الزراعي.

• كما وافق المؤتمر على تأسيس شركة لشراء واستثمار الأراضي وهي التي سُجلت ـ فيما بعد ـ في بريطانيا باسم «شركة تنمية الأراضي في فلسطين».

* * *

المؤتمر التاسع:

• عقد فى هامبورج فى ديسمبر 1909، برئاسة كل من مناحيم أوسيشكين وحاييم وايزمان وناحوم سوكولوف .

• وهو أول مؤتمر يُعقَد في ألمانيا .

• وقد أولى اهتماماً واضحاً لبحث النتائج المترتبة على الثورة التركية بالنسبة لمشاريع الاستيطان اليهودي في فلسطين.

• وشهد المؤتمر زيادة ثقل الصهاينة العمليين ورغبتهم في ابتلاع فلسطين دون انتظار توافر الظروف السياسية الدولية المناسبة.

• ولهذا، قرر المؤتمر إنشاء مستوطنات تعاونية مثل الكيبوتس والموشاف .

* * *

المؤتمر العاشر:

• عقد فى بازل فى أغسطس 1911، برئاسة مناحم أوسيشكين

• وقد اتضح فيه تماماً أن المؤتمرات الصهيونية إطار يتسع لوجود الاتجاهات والتيارات الصهيونية كافة .

• برغم ما يبدو عليها ظاهرياً من تناقضات . ففي الوقت الذي أكد فيه المؤتمر أن المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل إلا بالهجرة إلى فلسطين ، وأن المهمة الملحة للمنظمة الصهيونية العالمية هي تشجيع وتنظيم الهجرة إلى فلسطين .

• فقد نوقشت أيضاً مسألة إحياء وتدعيم الثقافة العبرية .

* * *

المؤتمر الحادي عشر:

• عقد فى فيينا فى سبتمبر 1913، برئاسة ديفيد ولفسون .

• وهو آخر المؤتمرات الصهيونية قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى .

• وقد تمت فيه الموافقة بشكل مبدئي على إنشاء جامعة عبرية في القدس ، وجاء ذلك تأكيداً لنفوذ وايزمان المتزايد حيث كان هو وأوسيشكين وبوبر من أبرز دعاة المشروع .

• كما أعلن المؤتمر تشجيعه للجهود الرامية لشراء وتنمية الأراضي في فلسطين .

• كما أصدر المؤتمر قراراً يتناول الهجرة اليهودية إلى فلسطين كواجب والتزام صهيوني على كل من يملك القدرة المادية على خلق مصالح اقتصادية ملموسة في فلسطين .

• وأشار القرار إلى أن كل يهودي يجب عليه أن يضع مسألة الاستيطان في فلسطين كجزء من برنامج حياته وسعيه لتحقيق مثاليته وكماله الخلقي .

* * *

المؤتمر الثاني عشر:

• عقد فى كارلسباد بتشيكوسلوفاكيا فى سبتمبر 1921 ، برئاسة ناحوم سوكولوف

• وهو أول مؤتمر تعقده الحركة الصهيونية بعد نجاحها في استصدار وعد بلفور من بريطانيا عام 1917 واحتلال الجيوش البريطانية لفلسطين ، الأمر الذي كان موضع ترحيب شديد من المؤتمر باعتباره خطوة في طريق تحقيق المشروع الصهيوني .

• كما تمت أيضاً مناقشة نشاطات الصندوق التأسيسي اليهودي الذي أنشئ عام 1920 خلال مؤتمر استثنائي للمجلس الصهيوني العام في لندن .

• كما قرَّر المؤتمر تأسيس المجلس الاقتصادي المالي ليعمل كهيئة استشارية وليشرف على المؤسـسات الاقتـصادية والمالية للحركة الصهيونية

ونظراً لازدياد أهمية الدور البريطاني بالنسبة للحركة الصهيونية ، فقد قرر المؤتمر أن يكون للمجلس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية مقران : أحدهما في لندن ، والآخر في القدس .

• وقد صدَّق المؤتمر على قرارات مؤتمر لندن الاستثنائي عام 1920 بانتخاب وايزمان رئيساً للمنظمة الصهيونية . وهكذا حُسم الصراع الذي دار في المؤتمر حول أساليب الاستيطان بين صهاينة الولايات المتحدة بزعـامة لويـس برانديز وصهاينة أوروبا بزعامة وايزمان لصالح وايزمان .


( 3 ) المؤتمرات الصهيونية 1923ـ 1939

المؤتمرات الصهيوينة ( 3 )

1923 ـ 1939

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

ما زلنا فى رحاب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للمفكر الراحل الدكتور المسيرى . ونتناول اليوم سلسلة المؤتمرات الصهيوينة التى انعقدت من عام 1923 حتى 1939 والتى بلغ عددها تسعة مؤتمرات .

المؤتمر الثالث عشر:

• عقد فى كارلسباد فى أغسطس 1923 ، وذلك بعد موافقة عصبة الأمم على فرض الانتداب البريطاني على فلسطين .

• وقد أعلن المؤتمر ترحيبه بهذه الخطوة على ضوء التزام بريطانيا (في البند الرابع من صك الانتداب) بالاعتراف بوكالة يهودية تتمتع بالصفة الاستشارية إلى جانب حكومة الانتداب ، لها سلطة القيام بتنفيذ المشاريع الاقتصادية والاستيطانية ، وبذلك التزمت بريطانيا بالتعاون مع تلك الوكالة في كل الأمور المتعلقة بإقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين.

• وقد ناقش المؤتمر اقتراح وايزمان الرامي إلى توسيع الوكالة اليهودية بحيث تضم في مجلسها الأعلى ولجانها عدداً من المموِّلين اليهود في العالم ، وخصوصاً غير الصهاينة منهم . وكان الغرض من ذلك تعزيز المصادر المالية للمنظمة الصهيونية وضمان سرعة تنفيذ المشاريع الصهيونية اعتماداً على المراكز الرسمية الحساسة التي يشغلها هؤلاء المموِّلون بالإضافة إلى تدعيم المركز التفاوضي للمنظمة مع الحكومات الأوربية ، والوقوف في وجه الرفض اليهودي للصهيونية وسياستها بادعاء أن المنظمة تمثل يهود العالم كافة دون تمييز. وقد لقي الاقتراح معارضة شديدة ، كان أبرز ممثليها جابوتنسكي. ولهذا، اكتفى المؤتمر باتخاذ قرار بتوجيه الدعوة إلى اجتماع لبحث توسيع الوكالة اليهودية عملاً بنص المادة الرابعة من صك الانتداب.

* * *

المؤتمر الرابع عشر:

• عقد فى فيينا فى أغسطس 1925.

• حضر المؤتمر وفد من الصهاينة التصحيحيين برئاسة جابوتنسكي الذي طالب بتبني سياسة صهيونية أكثر إيجابية ، وهو يعني في الواقع سياسة أكثر عنفاً ونشاطاً في تنفيذ مشروعات الاستيطان ، كما عارض السماح لغير الصهاينة من اليهود بالانضمام إلى الوكالة اليهودية.

• وقد تناول المؤتمر بالتقييم تجربة السنوات الخمس الأولى من الانتداب ، ومدى نجاح مشاريع الاستيطان المرتبطة بموجة الهجرة الرابعة القادمة من بولندا .

• كما أدخل المؤتمر تعديلاً على رسم العضوية (الشيقل) إذ أبطل الأساس الحزبي للشيقل وأحل محله الشيقل الموحد ، كما رفع عدد دافعي الشيقل الذين يحق لهم انتخاب مندوب عنهم في المؤتمر ، إلا أن ذلك لم يؤد إلى تخفيف حدة المعارضة
 * * *

المؤتمر الخامس عشر:

• عقد فى بازل فى أغسطس/سبتمبر 1927.

• عُني المؤتمر بقضية أساسية هي بحث الأوضاع الاقتصادية السيئة التي برزت في المقام الأول في شكل تفشِّي ظاهرة البطالة في التجمع الاستيطاني الصهيوني في تلك الفـترة ، وهو ما أدَّى إلى تصاعُـد موجـة الهجرة من فلسـطين إلى خارجها . وقد نظرت قيادة الحركة الصهيونية إلى هذه الظاهرة بانزعاج شديد ، وجعلت هذا المؤتمر ميداناً لبحث الوسائل الكفيلة بمنع تفاقمه.

* * *

المؤتمر السادس عشر:

• عقد فى زيورخ فى يوليه/أغسطس 1929.

• كان الإنجاز الأساسي لهذا المؤتمر هو إعداد دستور الوكالة اليهودية التي نص عليها صك الانتداب البريطاني على فلسطين.

• وتحقَّق في هذا الصدد ما نادى به وايزمـان من ضـرورة توسيع هـذه الوكالة لتشــمل اليهود غير الصهاينة ، وهو الأمر الذي عارضه جابوتنسكي بشدة .

• كما كان المؤتمر بداية لبروز شخص ديفيد بن جوريون. وفي نهاية المؤتمر تجدَّد انتخاب وايزمان رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية، وسوكولوف رئيساً لمجلسها التنفيذي .

* * *

المؤتمر السابع عشر:

• عقد فى بازل فى يونيه/يوليه 1931، برئاسة ليو موتزكين

• وقد أعلن المؤتمر احتجاجه على مقترحات اللورد البريطاني باسفيلد ، الذي أوصى عقب المظاهرات العربية في فلسطين سنة 1929 بوضع بعض القيود على الهجرة اليهودية وعلى عمليات شراء الأراضي العربية.

• وقد اضطر وايزمان إلى الاستقالة من رئاسة المنظمة الصهيونية أمام ضغوط المعارضة التي احتجت على سياسته الرامية إلى التحالف غير المشروط مع بريطانيا .

• وقد انتُخب سوكولوف رئيساً للمنظمة خلفاً لوايزمان .

• وأثار التصحيحيون بقيادة جابوتنسكي أزمة حينما طالبوا المؤتمر بأن يعلن في قرار واضح لا لبس فيه أن إقامة دولة يهودية في فلسطين هو الهدف النهائي للحركة الصهيونية .

• إلا أن الأحزاب الصهيونية العمالية قد رفضت أن يُطرَح مثل هذا القرار للتصويت لخطورة النتائج المترتبة على مثل هذا الإعلان المبكر عن الأهداف الصهيونية . وقد أيَّدت الأغلبية هذا الرأي .

• وهو ما أدَّى إلى انسحاب جابوتنسكي وأنصاره وتكوين المنظمة الصهيونية الجديدة .

* * *

المؤتمر الثامن عشر:

• عقد فى براغ فى أغسطس/سبتمبر 1933.

• و تكمن أهمية هذا المؤتمر في أنه جاء عقب وصول هتلر إلى الحكم في ألمانيا .

• وقد درس المؤتمر برنامجاً واسعاً لتوطين اليهود الألمان في فلسطين.

• وقد حضر المؤتمر بعض التصحيحيين بزعامة ماير جروسمان ، الذين انشقوا على قيادة جابوتنسكي وألفوا حزب الدولة اليهودية وأكدوا اعترافهم بسيادة المنظمة الأم في كل الأحوال.

• كما شهد المؤتمر صراعاً واضحاً بين حزب الماباي الذي تأسس سنة 1930 وبين التصحيحيين ، وهو الأمر الذي يُعَد الأساس التاريخي للصراع بين الماباي وحزب حيروت بعد إنشاء دولة إسرائيل (ثم بين المعراخ وليكود).

• وقد جدَّد المؤتمر انتخاب سوكولوف رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية.

• وفي هذا المؤتمر نجح الصهاينة العماليون (الاستيطانيون) في تمرير اتفاقية الهعفراه التي كان يفكر قادة المستوطنين في توقيعها مع النازي .

* * *

المؤتمر التاسع عشر:

• عقد فى لوسيرن بسويسرا فى أغسطس/سبتمبر 1935، برئاسة وايزمان، وكان ناحوم جولدمان أحد نواب الرئيس.

• وقد قاطع التصحيحيون هذا المؤتمر

• وقد ركز المؤتمر على أوضاع اليهود في ألمانيا وكيفية ترتيب إجراءات هجرتهم إلى فلسطين .

• وكذلك تنمية نشاطات الصندوق القومي اليهودي.

• وقد رفض المؤتمر الاقتراح الذي تقدَّمت به بريطانيا لإنشاء المجلس التشريعي في فلسطين .

• كما تقرر إعادة وايزمان لرئاسة المنظمة الصهيونية بينما انتُخب سوكولوف رئيساً فخرياً للمنظمة الصهيونية والوكالة اليهودية .

• كما أُعيد انتخاب بن جوريون لعضوية اللجنة التنفيذية.

* * *

المؤتمر العشرون:

• عقد فى زيوريخ فى أغسطس 1937 برئاسة مناحم أوسيشكين.

• وقد تناول المؤتمر تقرير لجنة حول تقسيم فلسطين والذي كان قد أُعلن قبل شهر من انعقاد المؤتمر.

• وقد انقسمت الآراء حول التقرير ودارت المناقشة حول المقارنة بين المزايا النسبية لإقامة الدولة الصهيونية المستقلة وبين ما تصوَّرت بعض قيادات الحركة الصهيونية أنه تضحية من جانبها بالأقاليم المخصصة للعرب وفقاً لهذا المشروع وخسارة للجزء الأعظم من فلسطين.

• فمن جانبهما ، أعلن وايزمان وبن جوريون تأييدهما لإجراء مفاوضات مع الحكومة البريطانية بهدف التوصل إلى خطة تُمكِّن يهود فلسطين من تكوين دولة يهودية مستقلة ومن تحسين أحوال اليهود في البلاد الأخرى في آن واحد.

• وعلى الجانب الآخر، قاد كاتزنلسـون وأوسيشكين المعارضة الصارمة، ورفضا مبدأ التقسـيم أصلاً ، انطلاقاً من أن الشعب اليهودي لا يملك أن يتنازل عن حقه في أي جزء من وطنه التاريخي، ولذا فإن الدولة اليهودية (أي الصهيونية) لابد أن تشمل فلسطين كلها.

• وقد توصَّل المؤتمر إلى حل وسط تمثَّل في اعتبار مشروع التقسيم غير مقبول ، إلا أنه فوَّض المجلس التنفيذي في التفاوض مع الحكومة البريطانية لاستيضاح بعض عبارات الاقتراح البريطاني التي اعتُبرت غامضة في ظاهرها ، وكان الهدف الحقيقي هو ممارسة الضغط على بريطانيا لتبنِّي موقف أكثر تعبيراً عن المصالح الصهيونية مع استغلال نشوء ظرف تاريخي جديد هو اشتعال الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 ـ 1939) .

* * *

المؤتمر الحادي والعشرون:

• عقد فى جنيف فى أغسطس 1939، برئاسة أوسيشكين.

• وكانت القضية الأساسية المطروحة للمناقشة أمامه هي الموقف من الكتاب الأبيض البريطاني الذي كانت بريطانيا قد أصدرته لتوها لاسترضاء العرب بوضع بعض القيود على حجم الهجرة اليهودية ومساحات الأرض التي يجوز شراؤها من جانب اليهود ، وذلك بعد أن نجحت في قمع الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 ـ 1939) بالتعاون مع الحركة الصهيونية ومنظماتها الاستيطانية في فلسطين . وقد استند هذا الرفض الصهيوني إلى مناخ الحرب العالمية الثانية التي بدأت نذرها تلوح في الأفق بما يعنيه هذا من شدة احتياج بريطانيا لمساعدة الحركة الصهيونية.

* * * * * * *



(4) المؤتمرات الصهيونية 1946-1964

المؤتمرات الصهيوينة(4)

1946ـ 1964
محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

ما زلنا فى رحاب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للمفكر الراحل ، الدكتور المسيرى . واليوم نقدم الحلقة الرابعة فى هذه السلسلة .

المؤتمر الثاني والعشرون:

• عقد فى مدينة بازل بسويسرا ، برئاسة وايزمان فى ديسمبر 1946.

• وقد حضر التصحيحيون هذا المؤتمر.

• وكان المناخ الذي انعقد في ظله المؤتمر هو محاولة الضغط على بريطانيا لخلق الدولة الصهيونية

• ولذا فقد تزعَّم التصحيحيون الاتجاه الداعي إلى تبنِّي سياسة متشددة إزاء بريطانيا انطلاقاً من الاعتقاد بأنها لم تنفذ ما تعهدت به وفق نص الانتداب.

• كما طالبوا بتدعيم حركة المقاومة العبرية التي هاجمت بعض المنشآت البريطانية.

• وفي مواجهة هذا الموقف ، تبنَّى وايزمان رأياً يدعو إلى الدخول في حوار مع بريطانيا حرصاً على استمرار علاقات طيبة مع الدولة التي تملك إمكانية فتح أبواب فلسطين لهجرة يهودية واسعة.

• وإزاء هذا الصراع قدَّم وايزمان استقالته من رئاسة المنظمة الصهيونية، وأخفق المؤتمر في اختيار بديل له.

• وقد اختير ناحوم جولدمان رئيساً للجنة التنفيذية في نيويورك، وبيرل لوكر رئيساً لهذه اللجنة في القدس.

* * *

المؤتمر الثالث والعشرون:

• عقد فى القدس ، فى أغسطس من علم 1951 ، برئاسة ناحوم جولدمان

• وكان أول مؤتمر صهيوني يُعقَد في القدس بعد قيام الدولة الصهيونية .

• ولذا ، فقد كان من الطبيعي أن تكون إحدى المسائل الأساسية محل الدراسة في المؤتمر هي العلاقة بين الدولة الصهيونية الناشئة والحركة الصهيونية التي خلقتها متمثلة في المنظمة الصهيونية العالمية، وكيفية تحديد اختصاصات كل منهما تفادياً للتضارب أو الازدواج.

• وقد ترتَّب على ذلك توصية المؤتمر بتنظيم هذه العلاقة

• فأصدرت الحكومة الإسرائيلية قانوناً بهذا الشأن في نوفمبر 1952 أعطت للمنظمة بموجبه وضعاً قانونياً فريداً يخوِّل لها حق جَمْع الأموال من يهود العالم وتمويل الهجرة إلى إسرائيل بل حتى الإشراف على توطين واستيعاب المهاجرين داخل المجتمع الإسرائيلي والمساعدة في تطوير الاقتصاد وما تستدعيه ممارسة هذه الصلاحيات جميعاً من التمتع بحقوق التعاقد والملكية والتقاضي، وهو ما دفع بعض الفقهاء إلى اعتبار هذا الوضع نموذجاً شاذاً لمنظمة خاصة ذات صفة دولية تمارس صلاحيات واسعة على إقليم دولة معينة بموافقتها وعلى أراضي الدولة الأخرى نيابة عنها.

• وقد أدخل المؤتمر تعديلات جوهرية على " برنامج بازل " لمواجهة الأوضاع الجديدة التي ترتبت على تحقيق الهدف الرئيسي لهذا البرنامج أي تأسيس الدولة الصهيونية، وعرف هذا البرنامج الجديد باسم " برنامج القدس " .

* * *

المؤتمر الرابع والعشرون:

• عقد بالقدس ، فى أبريل/مايو 1956، برئاسة سير نيزاك .

• وقد كان هذا المؤتمر بمنزلة مظاهرة دعائية تمهد للعدوان الإسرائيلي على مصر والذي أعقب انفضاض جلسات المؤتمر بخمسة شهور .

• فقد أشار المؤتمر في بيانه السياسي الختامي إلى أنه يدرك تماماً المخاطر التي تهدِّد دولة إسرائيل بسب النوايا العدوانية للدول العربية التي تتلقَّى السلاح من الشرق والغرب.

• وناشد المؤتمر يهود العالم جميعاً الإسراع بتحمُّل مسئولياتهم التاريخية تجاه إسرائيل ، وتعبئة كل الإمكانيات لضمان قوتها وأمنها ورخائها، وضمنه تدفُّق الهجرات اليهودية واسعة النطاق إلى إسرائيل، وضمان توفُّر نظام متكامل وحديث لاستيعاب المهاجرين الجدد في إسرائيل، وهو ما يعني في النهاية تكريس المشروع الاستيطاني الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني.

• وفي نهاية المؤتمر، تم انتخاب جولدمان رئيساً للمنظمة الصهيونية ورئيساً للمجلس التنفيذي للوكالة اليهودية بعد أن ظل هذا المنصب شاغراً منذ استقالة وايزمان عام 1946.

* * *

المؤتمر الخامس والعشرون:

• عقد فى القدس فى ديسمبر 1960/يناير 1961، برئاسة ناحوم جولدمان

• وقد اتسم هذا المؤتمر بانفجار خلاف واضح بين بن جوريون (رئيس الوزراء وقتئذ) وجولدمان حول تكييف العلاقة بين إسرائيل والمنظمة الصهيونية.

• وهنا تبدو محاولة الصفوة السياسية الإسرائيلية وضع قبضتها على المنظمة الصهيونية .

• فقد أشار بن جوريون إلى ضرورة أن تكون المنظمة إحدى أدوات السياسة الخارجية الإسرائيلية في تحقيق الإشراف على يهود العالم وتعبئة إمكاناتهم لتدعيم الكيان الصهيوني .

• بينما كان جولدمان يرى أن المنظمة هي المسئولة دائماً عن الحركة الصهيونية، سواء داخل حدود إسرائيل (الكيان الذي خلقته المنظمة) أو خارجها.

• وبالإضافة إلى هذا، كانت قضية الهجرة اليهودية إلى إسرائيل هي ميدان الخلاف الثاني ، خصوصاً بعد أن كادت الهجرة اليهودية من أوربا الغربية وأمريكا لإسرائيل أن تتوقف نتيجة تصاعُد إمكانات اندماج اليهود في مجتمعاتهم . وإزاء هذا الوضع ، أكد بن جوريون أن الهجرة إلى إسرائيل واجب ديني وقومي على كل اليهود ، ذلك لأن اليهودي لا يكتسب كماله الخلقي ومثاليته ولا يعبِّر عن إيمانه بالصهيونيـة إلا بالوجـود على أرض الدولة اليهـودية ، أي الدولـة الصهيونية ، على حين رأى جولدمان أن بمقدور اليهودي أن يكون صهيونياً مخلصاً مع استمراره في الإقامة في بلده الأصلي .

• وقد انتهى المؤتمر إلى حل وسط يتمثل في ضرورة تدعيم التعليم اليهودي في أنحاء العالم وتنمية الثقافة اليهودية لدى يهود المجتمـعات الغربية للحـيلولة دون انصـهارهم في مجتمعاتهم الأصلية.

• كما أعاد المؤتمر انتخاب جولدمان رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية.

* * *

المؤتمر السادس والعشرون:

• عقد فى القدس فى ديسمبر 1964/يناير 1965، برئاسة جولدمان ايضا

• الذي أشار في خطاب الافتتاح إلى ضرورة بدء عهد جديد من التعاون بين إسرائيل والجماعات اليهودية في العالم (الدياسبورا).

• واعرب المؤتمر عن قلقه من هبوط معدلات الهجرة إلى إسرائيل في تلك الفترة هبوطاً شديداً .

• كما أكد مسئولية دولة إسرائيل في مكافحة خطر اندماج يهود الدياسـبورا فكـرياً وثقافياً واجــتماعياً في المجتـمعات التي يقيمون فيها، وهو الخطر الذي اتسمت الحركة الصهيونية دائماً بحساسية دائمة ومفرطة تجاهه والذي رأت فيه تهديداً لها لا يقل عن ظاهرة العداء لليهود.

• ولمواجهة هذا الخطر ، أوصى المؤتمر بأن تُولي المنظمة الصهيونية بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية قضية تدعيم اللغة العبرية والقيم القومية التقليدية لدى يهود العالم اهتماماً متزايداً.

• شهد هذا المؤتمر بداية الضغوط الصهيونية بشأن ما عُرف بقضية اليهود السوفييت.

• وقد جدَّد المؤتمر انتخاب جولدمان رئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية.

* * *




(5) المؤتمرات الصهيونية 1968 ـ 1978

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

نقدم اليوم الحلقة الخامسة من هذه السلسلسة عن المؤتمرات الصهيوينة من موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينة للمفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيرى .

المؤتمر السابع والعشرون:

• عقد فى القدس فى يوليه 1968.

• وكان أول مؤتمر صهيوني يتم عقده بعد أن دخلت التوسعية الإسرائيلية مرحلة متقدمة من مراحل التعبير عن نفسها في حرب يونيه 1967.

• وقد طُرحت قضية الهجرة اليهودية إلى إسرائيل كقضية محورية في هذا المؤتمر للدفاع عما استطاعت إسرائيل تحقيقه من تَوسُّع بالقوة المسلحة في حرب يونيه 1967، ولتشجيع سياسة الاستيطان في الأراضي المحتلة، ولتطبيق السياسة التي أعلن عنها ديان باسم «سياسة خَلْق الحقائق الجديدة ». والواقع أن هذا يؤكد ما اعتبره جولدمان المهام الأساسية التي تواجه الحركة الصهـيونية والتي كانت مسـألة الهجــرة في طليعـتها.

• وفي هذا الصدد، صدَّق المؤتمر على قرار الحكومة الإسرائيلية بإنشاء وزارة لاستيعاب المهاجرين . وهنا يبدو أن تَوسُّع سنة 1967 قد اختصر المسافة بين جولدمان وبين بن جوريون وتلامذته ديان وبيريز، وجعل القضية المطروحة عليهم جميعاً بإلحاح هي كيفية خلق واقع سكاني جديد في الأراضي العربية المحتلة.

• ومن المثير للدهشة بعد هذا أن يناشد المؤتمر الشعوب العربية والقادة العرب التعجيل بإحلال السلام في الشرق العربي ، وأن يدعو بيانه الختامي الدول المحبة للسلام أن تقدِّم لإسرائيل أسلحة دفاعية ضد العرب الذين يهددونها بخطر الإبادة .

• وفي نهاية المؤتمر قدَّم جولدمان استقالته من رئاسة المنظمة الصهيونية ولم يتم اختيار خلف له.

* * *

المؤتمر الثامن والعشرون:

• عقد فى القدس فى يناير 1972، برئاسة أرييه بينكوس الذي انتُخب أيضاً رئيساً للجنة التنفيذية.

• وقد كان واضحاً منذ البداية تصاعد النفوذ الإسرائيلي الرسمي في المؤتمر.

• وقد أعلن جولدمان اعتراضه على الحملة الإسرائيلية على الاتحاد السوفيتي حول قضية هجرة اليهود السوفييت إلى إسرائيل.

• ويمكن القول بأن السمة الأساسية للمناخ الذي انعقد في ظله المؤتمر هي الإحساس بتفاقم التناقضات العرْقية والاجتماعية في إسرائيل .

• ولعلها المرة الأولى التي يتطرق فيها مؤتمر صهيوني إلى الناحية الاجتماعية داخل الكيان الصهيوني ، بحيث خصص إحدى لجانه لدراستها ، وخصوصاً بعد ظهور حركة الفهود السود ، كأحد مظاهر احتدام التناقض بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين .

• ولعل هذا هو السبب في رفض قيادات المؤتمر الصهيوني إعطاء الفرصة للفهود السود كي يتحدثوا أمام المؤتمر وذلك خشية ما يمكن أن يحـدث من آثار سـلبية على قضـية الهـجرة اليهودية إلى إسرائيل ، وهي القضية التي استمر المؤتمر في تأكيد محوريتها وتأكيد ضرورة كفالة الظروف الملائمة لتشجيعها مثل الاستيعاب والاستيطان والحيلولة دون احتدام التناقضات الاجتماعية والسلالية داخل إسرائيل .

• وقد دعا المؤتمر إلى ضرورة دعم التعليم اليهودي والثقافة الصهيونية لدى الجماعات اليهودية في العالم .

• وقد استغلت بعض القيادات الإسرائيلية (بنحاس سابير ـ إيجال آلون) المؤتمر لتأكيد أهمـية الهجرة للمطالبة بمزيد من المسـاعدات المالية من الجماعات اليهودية ، وذلك لتأمين استيعاب موجات الهجرة إلى إسـرائيل عن طريق مشـروعات الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة .

• وهي المشروعات التي أشار إيجال آلون إلى أنها تسهم في تجديد روح الريادة في أوساط الشباب، وهو ما يعني تحقيق المزيد من إضفاء الطابع الصهيوني على الصابرا والمهاجرين الجدد، وخصوصاً بعد أن لاحظ المؤتمر عزوف الشباب عن الصهيونية ومُثُلها.

* * *

المؤتمر التاسع والعشرون:

• عقد فى القدس فى فبراير/مارس 1978.

• عُقد برئاسة أرييه دولزين الذي انتُخب رئيساً للجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية.

• وشارك في هذا المؤتمر ـ لأول مرة ـ ممثلون ومراقبون من خمس منظمات يهودية عالمية هي : الاتحاد العالمي لليهود الشرقيين ـ منظمة مكابي العالمية ـ الرابطة العالمية لليهود التقدميين ـ المجلس العالمي للمعابد المحافظة ـ المؤتمر العالمي للمعابد الأرثوذكسية.

• وجاء المؤتمر عقب صعود ليكود إلى الحكم ، ففقد التجمع العمالي «المعراخ» مكانته كقوة أولى في الحركة الصهيونية ، كما تغيَّرت التحالفات داخل المؤتمر لصالح الليكود حيث انفرط الحلف التقليدي بين العمل ومزراحي نتيجة انضمام الأخير إلى تحالف الليكود. وأبدت الكونفدرالية العالمية للصهيونية العمومية استعدادها للانضمام للائتلاف الجديد. وفي المقابل ، نشأ تحالف بين المعراخ وممثلي اليهود الإصلاحيين. وقد انعكس هذا التحول على مناقشات المؤتمر، فشهدت مداولات تشكيل اللجنة التنفيذية خلافات حادة بين الكتلتين على توزيع مقاعد اللجنة، كما تفجرت الخلافات بينهما عند مناقشة مسألة تمثيل اليهود الشرقيين بشكل مناسب في أجهزة المنظمة الصهيونية.

• وعكست مناقشات المؤتمر جو الأزمة العامة التي تعيشها الحركة الصهيونية والتي تجسَّدت في عدد من الظواهر البارزة اهمها :

• تَراجُع معدلات الهجرة إلى الكيان الصهيوني

• وتزايد معدلات النزوح والتساقط .

• بالإضافة إلى الإخفاقات المستمرة في مجال التعليم اليهودي

• وانفصال الشباب اليهودي بشكل متزايد عما يُسمَّى «التراث اليهودي»

• وارتفاع نسبة الزواج المُختلَط، وهو ما اعتبره أعضاء المؤتمر كارثة سكانية تزداد حدتها يوماً بعد يوم.

• وأولى المؤتمر التوسـع في إقامة مـستوطنات جــديدة اهتماماً بالغاً، وكذا العمل على سرعة استيعاب المهاجرين في المستوطنات القائمة. وبشكل عام،

• تميَّزت المناقشات بالتكرار والصخب والتهديد بالانسحاب من جانب هذا التيار أو ذاك، ولهذا فقد أُحيلت القرارات إلى محكمة المؤتمر للبت فيها ولم يتمكن المؤتمر من إعلان مقرراته في جلسته الختامية.

* * *


(6) المؤتمرات الصهيونية 1982 ـ 1992


محمد سيف الدولة

نقدم اليوم الحلقة السادسة من هذه السلسلة عن المؤتمرات الصهيونية من موسوعة اليهود واليهودية والصهيوينة للمفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيرى .

المؤتمر الثلاثون:
• عُقد فى القدس فى ديسمبر 1982 برئاسة آرييه دولزين
• وهو المؤتمر الأول بعد توقيع معاهدة السلام بين الحكومتين المصرية والإسرائيلية،
• وقد جاء بعد أشهر قليلة من الغزو الصهيوني للبنان وما أسفرت عنه الحرب اللبنانية من تغيُّرات جوهرية في خريطة الصراع العربي الصهيوني. كما صاحب المؤتمر تصاعُد الرفض داخل إسرائيل وخارجها لسياسات حكومة الليكود.
• وقد تركزت مناقشات المؤتمر حول المشاكل التقليدية للحركة الصهيونية
• وأهمها مشكلة النزوح والتساقط وإخفاق جهود الدولة والمنظمة الصهيونية في جَلْب المهاجرين اليهود إلى إسرائيل.
• بالإضافة إلى عدم إقبال الشباب على التعليم اليهودي.
• وكالعادة، لم يتوصل المؤتمر إلى تعريف اليهودي ولا تعريف الصهيوني ، وهو ما دفع الكثيرين من أعضاء المؤتمر إلى التعبير عن خيبة أملهم إزاء فشل المؤتمرات الصهيونية المتوالية في مواجهة أيٍّ من المشاكل الملحة للحركة الصهيونية.
• وبالنسبة للاستيطان، تقدَّم مندوبو الليكود ومزراحي وهتحيا بمشروع قرار ينص على حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل كحق أبدي غير قابل للاعتراض.
• واختلف معهم مندوبو المعراخ في تحديد أفضلية مناطق الاستيطان، حيث يرى هؤلاء ضرورة إعطاء الأولوية للتطور الاستيطاني الواسع في المناطق التي لا توجد بها كثافة سكانية كبيرة وفي المناطق التي تشكل أهمية حيوية لأمن إسرائيل.
• وكاد المؤتمر أن يسفر عن انشقاق في الحركة الصهيونية عندما حاول الليكود تشكيل اللجنة التنفيذية بدون حركة العمل وهو ما أدَّى إلى تشابك المندوبين بالأيدي والكراسي وتهديد حركة العمل بتعطيل المؤتمر.
• وتعرَّض المؤتمر لهزة أخرى حين قدَّم المراقب المالي للمنظمة تقريراً اتهم فيه كبار المسئولين بإساءة استخدام الأموال التي يتبرع بها يهود العالم.
• وتعرَّض المؤتمر لقضية الفجوة الطائفية بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين في إسرائيل، واتهم اتحاد اليهود الشرقيين كلاًّ من وزير الخارجية ورئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية بتجاهل ممثلي الاتحاد عمداً.
• وقد أعـاد المؤتمر انتخاب دولزين رئيـساً للجــنة التنفيذية للمنظمة.
* * *
المؤتمر الحادي والثلاثون:


 • عقد فى القدس فى ديسمبر 1987.
• وقد ناقش المؤتمر كالعادة قضية «تعريف اليهودي» وأصدر قراراً في هذا الصدد بمنح تيارات الديانة اليهودية كافة حقوقاً متساوية وهو قرار بلا معنى.
• وناقش المؤتمر أيضاً قضية حدود الدولة ولم يصل إلى أية قرارات في هذا الصدد كالعادة أيضاً.
• ولم يتم الموافقة على مشروع القرار الذي قدمته حركة العمل الداعي لإنهاء السيطرة على 1,3 مليون عربي . وحتى بعد تعديله وفوزه بالأغلبية، لم يَصدُر القرار لأن اليمين هدد بالانسحاب.
• ومن الواضح أن قادة يهود العالم لم يَعُد لهم أي تأثير على سياسة الحكومة الإسرائيلية.
• وأشارت قرارات المؤتمر إلى تدنِّي الهجرة إلى إسرائيل وازدياد النزوح منها.
• وطرح البعض مبدأ ثنائية المركزية (أي أن يكون ليهود العالم مركزان، واحد في إسرائيل والثاني في الدياسبورا) بعد فشل برنامج القدس في تحقيق أهدافه. والدلالة العملية لهذا المبدأ هو أن إسرائيل لم تَعُد مركزاً روحياً لليهود كما تدَّعي الحركة الصهيونية بل إن فكرة المركز الروحي نفسها قد أشهرت إفلاسها.
• وناقش المؤتمر موضوع الفلاشاه ويهود سوريا.
• وكان التركيز في القرارات على التربية اليهودية والصهيونية
• عكست القرارات أيضاً تمزقاً شديداً، حتى أن البعض ناقش مرة أخرى مبرر استمرار بقاء المنظمة الصهيونية بعد إنجاز هدف إقامة الدولة العبرية.
• وقد عكس المؤتمر الانحسار الأيديولوجي للصهيونية خصوصاً أنه جاء بعد نشوب انتفاضة الشعب الفلسطيني في الأرض العربية المحتلة وانكشاف الأزمة العميقة في الدولة الصهيونية.
• ومما يجدر ذكره أنه، خلال المؤتمر الحادي والثلاثين، لم تَعُد القوة المهيمنة على حكومة المستوطنين هي نفسها القوة المهيمنة على المنظمة، إذ انتقل ميزان القوى ولأول مرة منذ عام 1948 إلى كتلة تمثل التحالف بين بعض الصهاينة الاستيطانيين وحركة العمل الصهيونية (حزب العمل وحزب مابام وراتس وياحد) من جهة، والحركات الصهيونية العالمية (التوطينية) مثل الكونفدرالية العالمية للصهيونيين المتحدين والحركة الصهيونية الإصلاحية وحركة المحافظين من جهة أخرى، حيث استحوذ هذا التحالف على 308 مندوبين من مجموع 530 مندوباً.
• وقد حدث هذا الانقلاب بعد أن شـعر الإصـلاحيون والمحافظون بأن اليمين الصهيوني (الليكود وغيره)، المتحالف مع الأحزاب الدينية، سيعمل على تمرير قانون «من هو اليهودي»، ذلك إلى جانب الاستياء المتراكم من ممارسـات حكومة الليكـود الإسرائيلية نتيجـة سياستها الداخلية والخارجية. وقد انتُخب سيمحا دينيتز رئيساً للجنة التنفيذية للمنظمة خلفاً لآرييه دولزين .
* * *
المؤتمر الثاني والثلاثون:


 • عقد فى القدس فى يوليه 1992
• خيَّم على المؤتمر إحساس عميق بأن "المولد الصهيوني" قد أوشـك على الانفضـاض .
• وأن المنظمـة الصهيونية أصبحت ، "عظاماً جافة" و"هيكلاً بدون وظيفة" (ميزانية المنظمة 49 مليون دولار مقابل ميزانية الوكالة اليهودية التي بلغت 450 مليون دولار).
• وقد تساءل مراسل الإذاعة الإسرائيلية: "هل ما زالت هذه المؤسسة قائمة ؟" وقد استُنفد معظم الوقت في تدبير التعيينات في المناصب والصراع على الوظائف رغم أنه كان قد وُوفق على معظمها قبل المؤتمر. وقد لوحظ أن معظم التعيينات تمت على أساس سياسي وليس على أساس الكفاءة ، كما لوحظ أن أعضاء المؤتمر لم يتم انتخابهم إذ تم تعيينهم عن طريق عقد الصفقات. وقد أجمع المراقبون على أن المنظمة تعاني تضخُّم البيروقراطية والإسراف والابتعاد عن الأيديولوجية الصهيونية. وقد فُسِّر ذلك على أساس تعاظم دور المؤسسات الصهيونية غير السياسية في الحركة الصهيونية، وخصوصاً تلك التي تنتمي إلى التيارات الدينية المختلفة.
• ورغم الحديث عن ضرورة تشجيع الهجرة، إلا أن ميخائيل تشلينوف (رئيس المنظمة العليا لمهاجري الاتحاد السوفيتي سابقاً "فاعد") لم يُسمَح له بأن يلقي كلمته ، وذلك لأن أعضاء الوفد السوفيتي حضروا باعتبارهم مراقبين ليس لهم حق الانتخاب، وقد انسحب أعضاء الوفد لهذا السبب.
* * * * *







* * * * *




« الإندبندنت »: السيسي أجرى صفقة مع الصهاينة







أكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الفريق عبد الفتاح السيسي، أبرم صفقة مع الكيان الصهيوني، يتم خلالها تدمير المزيد من الأنفاق المؤدية إلى غزة مقابل تحرك القيادات الصهيونية للتأثير على أوربا وأمريكا لمنع إدانة الانقلاب العسكري وعرقلة أي قرارات تصدر ضده.

وقال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن دول الخليج أدركت متأخرًا أن الانقلاب لن يمر مرور الكرام، كما وعدهم الجنرالات في مصر، وبدءوا يمسكون عن الإنفاق على الانقلابيين.

وأوضح أن كل الذين دافعوا عن حقوق الإنسان وطالبوا مرسي بمزيد من الحريات، تحولوا إلى عملاء وانقلابيين، وسقطت عنهم الأقنعة، وارتبط وجودهم بوجود الانقلاب، وما أن يرحل حتى تخرس ألسنتهم وأقلامهم للأبد.





صورة من مجلة أمريكية تفضح السيسي والبردعي تصورهم انهم كلاب أوباما عملاء أمريكا - أمريكا تحكم مصر بعد الأنقلاب - والاعلام المصري يخدع المصريين - قصة أستحمار شعب





التعليقات
0 التعليقات