/>

رصد مأساة الطلبة السوريين بمصر



الطلاب السوريون بمصر: نتعامل بشكل سيئ منذ 30 يونيه رغم أننا لم نشارك فى رابعة أو أى فعالية للرئيس المعزول التربية والتعليم: لا فرق بين الطالب السورى والمصرى داخل المدارس المصرية ونقدر ظروفهم المعيشية جيدًا كتب - حسن عاشور ورويدا خالد عانى الشعب السورى كثيرًا من الحرب المندلعة حاليًا بين الجيش السورى الحر ونظام بشار الأسد، حيث تشردت الكثير من العائلات السورية، وانتقل العديد منها إلى عدة دول مجاورة منها تركيا وقطر، ومنهم من جاء إلى مصر ليهرب من هذه الحرب الضروس، وبحسب الأمم المتحدة للاجئين، فإن هناك حوالى 80 ألف لاجئ سورى فى مصر من المسجلين فى المفوضية. بينما تقدر الحكومة المصرية عدد السوريين الموجودين فى مصر بين 250 إلى 300 ألف شخص واختار أغلب اللاجئين السوريين الاستقرار فى مدينة السادس من أكتوبر القريبة من القاهرة، وهى تضم الآن نحو 2500 عائلة سورية، أى ما يقرب من نحو 13 ألف سورى، إذا ما اعتبرنا أن كل عائلة تضم خمسة أفراد فقط، هذا فضلاً عن تجمعات للسوريين فى مناطق مختلفة من القاهرة. وقد نعم السوريون بالدفء والأمان فى مصر إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، إلى أن جاءت أحداث 30 يونيه الأخيرة، فتهدم استقرارهم واتهموا بالعديد من الاتهامات التى تشير إلى مشاركتهم فى المظاهرات ضد المجلس العسكرى والتحريض على إثارة الفتنة واتباع أنصار المعزول محمد مرسى، ومما ترتب على ذلك أن قابلتهم العديد من المضايقات وصلت إلى منعهم من الالتحاق بالمدارس الحكومية والجامعات المصرية، وقد عانى السوريين من هذه المعاملة كثيرًا. واستجاب مؤخرًا الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم لبعض مطالب الطلاب السوريين فى مصر ونداءاتهم وفتحت الأبواب لإلحاقهم فى المدارس، فقد التحق 20 ألفًا و240 طالبًا سوريًا بمدارس التربية والتعليم الحكومية، وأن الدولة المصرية لا تفرق بين طالب مصرى وآخر سوري، وأن دور وزارة التربية والتعليم هو تخفيف العبء عن الطلاب السوريين فى كل المراحل التعليمية، وأن وزارة التربية والتعليم تأمل فى أن تتحسن الأمور داخل سوريا، وأن معظم الطلبة السوريين يتمركزون فى مدارس محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة. وفى إطار ذلك، ترصد "المصريون" معاناة الطلاب السوريين داخل المدارس المصرية بعد رحيل الرئيس المعزول محمد مرسى عن سدة الحكم فى مصر إبان ثورة 30 يونيه. فى البداية، تقول نور باسل، طالبة سورية بالمرحلة الثانوية بمدرسة أم المؤمنين بمدينة السادس من أكتوبر: أنا من مدينة حماة السورية، جئت إلى مصر نظرًا لما نراه فى سوريا من تعذيب وقتل من بشار الأسد، وقد جئنا إلى القاهرة، ووجدنا ترحيبًا كبيرًا فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، ولكنه بعد عزل مرسى اختلفت معنا المعاملة تمامًا لدرجة أننى قررت عدم الالتحاق بالمدرسة هذا العام بسبب منعنا من الدراسة فى المدارس الحكومية، لكن منذ شهر تم فتح التحاقنا فى المداس الحكومية، فقدمت فى مدرسة أم المؤمنين، ودفعت المصاريف مثل المصريين تمامًا باستثناء 100 جنيه مصاريف تحويل. وتضيف نور، أن المعاملة معنا بعد الأحداث ورحيل مرسى اختلفت كثيرًا عن فترة تولى مرسى الرئاسة، فبعد أن كنا نشير إلى أننا سوريون نجد ترحيبًا غير عادى وودًا وحفاوة، وكنا نتعامل كأننا أصحاب بلد، والآن أصبحنا نجد معاملة جافة ومعاملة سيئة بسبب تشويه الإعلام لنا ولصورتنا واتهامنا أننا وراء التخريب فى مصر، وأننا كنا نتظاهر فى ميدان رابعة العدوية. وتقول باسل، إنه من أسوأ المواقف التى مررت بها كانت فى أول يوم فى الدراسة، حيث إننى دخلت الفصل، وعندما سألت عن جنسيتى، وكانت إجابتى بأننى سورية وجدت الامتعاض على وجوههم والنظرة تغيرت من الحسنة إلى السيئة، ولكن بالطبع ليس كل المصريين يعاملوننا هكذا، فهناك مصريون لم تتغير معاملتهم لنا، وظلت كما هى إلى الآن. كما أنه من أسباب عدم نجاح الثورة السورية حتى الآن، هو أن الشعب السورى لم ينزل إلى الميادين جميعًا مرة واحدة، لكننا انقسمنا إلى قسمين، جزء مع بشار وجزء مع الجيش الحر، ودخلت إلينا جهات من الخارج مثل العراق وبلاد الشام وجبهة النصرة والقاعدة، فاختفت الثورة السورية، وأصبح الخراب والدمار فقط، وأصبح تواجد الجيش الحر قليلاً جدًا، فليس كل من يقول إنه جيش حر يكون "جيش حر"، فأغلب الذين يحاربون فى سوريا الآن هم من خارج سوريا، وتختلف نواياهم، فالوضع الذى نعيشه الآن مخطط أمريكى صهيونى على سوريا لتخريبها. ويقول أسامة سيف، طالب سورى بجامعة 6 أكتوبر، قسم إدارة أعمال، إننى قدمت إلى الأمم المتحدة طلبًا لتخفيض مصاريف الجامعة التى أدرس بها، حيث إننى عانيت كثيرًا حتى استطعت أن أحصل على هذا التخفيض، وأنا أتساءل من هنا من مصر: أين دور جامعة الدول العربية من اللاجئين السوريين ومعاناتهم؟ ولماذا لا توفر لنا دعمًا ماديًا؟ فنحن لا نتسول، ولكن هذه أبسط الحقوق التى يجب أن توفرها لنا الجامعة العربية من توفير مساكن وتسهيل الالتحاق بالمدارس والجامعات. ويضيف أسامة، أن المعاملة للسوريين فى مصر بعد 30 يونيه اختلفت تمامًا عن قبل هذا التاريخ، فأصبحنا نتعرض لمضايقات من بعض المصريين فى كل مكان، سواء فى الجامعة أو العمل أو فى وسائل المواصلات أو غيرها من الأماكن العامة. ويقول علاء المازن، طالب سورى بالصف الثانى الإعدادى، إننى تأخرت فى الالتحاق بالدراسة هذا العام أكثر من شهر كامل، وذلك بسبب مواجهة عائلتى لكثير من الإجراءات الروتينية والإجراءات التعسفية، حيث واجهت والدتى العديد من الصعوبات لإنهاء أوراق التحاقى بالمدرسة. ويضيف علاء: نحن لم نشارك فى أى فعاليات مصرية، ولم نشارك فى أي مظاهرات مصرية، ولم نذهب إلى ميدان رابعة العدوية، نحن نحترم خصوصية وقوانين مصر وشئونها الداخلية، وكل دعواتنا للمصريين بالاستقرار وبناء دولتهم التى هى ملك للعرب جميعًا. من ناحية أخرى، قال إبراهيم فرج المتحدث الرسمى لوزارة التربية والتعليم، إن عدد الطلبة السوريين بالمدارس الحكومية المصرية يقدر بنحو 20 ألفًا و240 طالبًا يعاملون كل معاملة الطلبة المصريين من حيث الامتيازات، فالدولة المصرية لا تفرق بين طالب مصرى وآخر سوري. وأكد فرج أن دور وزارة التربية والتعليم من البداية هو تخفيف العبء على الطلاب السوريين فى كل المراحل التعليمية، مشيرًا إلى أنه يأمل أن تتحسن أمورهم فى بلدهم. وأضاف أن معظم الطلبة السوريين يتمركزون فى مدارس محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة، وأن الوزارة لا تفرق بين الطلاب السوريين أنفسهم، ما بين طالب سنى أو طالب شيعى، قائلاً: "نحن نتعامل مع الطلاب السوريين بحيادية تامة، دون النظر لمعتقداتهم، ولا أظن أن نجد هذا التصنيف بين مدارسنا المصرية". وعن قيام الطلبة السوريين برفع الشعارات السياسية فى المدارس المصرية، قال فرج إنه لا يوجد كلام داخل حرم المدارس المصرية فى السياسة من الأساس، فالوزارة تقدم خدمة تعليمية للجميع
.

التعليقات
0 التعليقات