"متأسف يا افندم مش هينفع، طلب تصريح رحلة الطيارة من السلطات بياخد 10 أيام علشان مفيش أجانب".. رد غير متوقع تلقاه مجموعة من أصدقاء هاجر أحمد مصطفى شلبى، إحدى ضحايا العاصفة الثلجية فى سانت كاترين من الجهات المختصة بتلقى شكاوى الاستغاثات.
الساعة تدق الواحدة صباحا، يتلقى محمود خبر وفاة صديقته هاجر، ولسان حاله يقول بنبرات يشوبها الحزن والأسى: "طول عمر المصري دمه رخيص وملوش قيمة".
رغم محاولته فى إقناع السلطات بالتحرك لإنقاذ صديقته، التى ربطتهم صداقه متينة قامت على أعمال الخير والتطوع لفترة قصيرة الأمد إلا أن الردود القاسية كانت أقل ما حدث مع محمود محمد إبراهيم، أحد اصدقاء هاجر هو وبقية زملائها: "كانوا ممكن يسمعوا صوتنا ..يا إما يشتموا.. يا إما يقفلوا فى وشنا السكة لما يعرفوا إنهم مصريين".
يتذكر الصديق، الذي مازال يقع تحت وقع الصدمة، ابتسامة صديقته، التى لم تتجاوز الـ26 عاما بعد أن تخرجت من كلية الفنون التطبيقية، فى أول لقاء جمع بينهما منذ عام ونصف العام، فى كفر حمى، كمتطوعين لتعليم الأطفال في فصول محو الأمية: "هاجر طول عمرها تحب الخير وعمرها ما اتأخرت على حد، أنا فاكر إنها ويسرا صديقتنا صاحبة فريق أماكن اللى طلع الرحلة اللى هى حاليا مصابة خرجوا لوحدهم فى رمضان عشان يوزعوا لحمة على الغلابة فى الأحياء الشعبية والعشوائيات، بجد كانت بنت بألف راجل".
"صدقة جارية" في الأماكن التى تحمل ذكرى لصديقتهم هى التخليد والتكريم الذي يسعى له "محمود" وبقية أصدقاء هاجر ضحية العاصفة الثلجية بسانت كاترين بعد أن فشلت الدولة فى احترام حقوقها كإنسان: "للأسف دولتنا دولة عواجيز، مش هتتغير، واحنا طول ما الوضع كدا مش هنعمل حاجه غير إننا ناخد العزاء فى صحابنا، حسبي الله ونعم الوكيل، وربنا يطمنا على محمد رمضان اللى لحد دلوقتى مفقود ومنعرفش عنه حاجة".