"المليون شقة".. دعاية للسيسي و"سبوبة" لشركة خاسرة

كتب : عبدالكريم المرشدي

السبت ١٥ مارس ٢٠‎١٤16:53:05 مساءاً

شهد الجميع في بداية الأسبوع السابق المؤتمر لصحفي الذي كشف عن شراكة الجيش مع الشركة الإيماراتية "أرابتك"، وكان المشروع لبناء وتنفيذ مليون وحدة سكنية للشباب ومحدودي الدخل، وهذا ما أعتبره الكثير من الشعب أمرا جيدا يساعد في حل أزمات كثيرة منها البطالة والإسكان و العشوائيات وأيضا مساعدة الشباب على الزواج والحد من أزمة إرتفاع أسعار الوحدات السكنية.

وكشفت "شعب مصر" الهدف الرئيسي لهذا المشروع الضخم، فهو لم يكن كالمنقذ لنا لحل بعض أزمات الشعب التي تسببت بها الكثير من الحكومات بعد 25 يناير بسبب سوء التخطيط، لكن هذا المشروع ماهو إلا بمثابة دعاية غير مدفوعة الأجر لإنقاذ الشركة نفسها المنفذه للمشروع، والمساعدة في تغطية التراكمات التي تسببت فيها والتي وصلت إلى 50 مليون دولار.

تراكمات على الشركة والمشروع طوق النجاة

بداية أشارة صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الحجم الإجمالي للتراكمات في المشاريع الخاصة  بشركة "أرابتك" القابضة الإماراتية تجاوز 50 مليار دولار، وذلك لأن الشركة الإماراتية تأخرت في إنجاز أحد المشروعات بقيمة 6.4 مليار دولار بنهاية العام الماضي، وكذلك بصفقة أخرى أبرمتها في فبراير لبناء 37 برجًا في أبو ظبي، وهو ما يزيد عن  ثمانية أضعاف ما كانت عليه الشركة منذ ثلاثة أشهر.

والتراكمات بالمفهوم الاقتصادي تعني تلكؤ الشركة في تنفيذ المشروعات المكلفة بها في موعدها المحدد، أو أن تكلف بمشاريع عديدة أكثر من قدرة استيعابها، وهو الأمر الذي يشكل على المدى الطويل معضلات للمساهمين.

وأضافت "ستريت" المحللين يقولون إن المشروع الذي يتكلف 40 مليار دولار، يأتي في ظل تحديات تنفيذية، قد لا تستطيع أحد أكبر شركات التشييد في الشرق الأوسط تذليلها، فكيف لها أن تأخذ مشروع "من أجل شباب مصر" وهي تعلم أنه فوق قدراتها وعليها تراكمات أدت إلى خفض قيمة أسهم الشركة بالبورصة العربية.

إستغلال المشروع في "سبوبة"

وبالرغم من ذلك فإن أسهم الشركة قد حقق مكاسب فاقت نسبة الـ 75% من قيمته الأسهم فى سوق دبي، فقد أرتفع سهم "أرابتك" في بداية تعاملات اليوم التالي مباشرة لتوقيعه عقد الشراكة مع القوات المسلحة بقيمة الـ40 مليار دولار.

وصعد سهم "أرابتك" من  2.3 % إلى 4.91 درهم لتصل مكاسبها منذ بداية العام إلى 76 % بواقع أرباح 251 مليون درهم، ويواجه السهم مقاومة لأسباب فنية عند أعلى مستوياته في شهر فبراير عند 5.27 درهم، وقد ارتفاع سهم "أرابتيك" إلى ارتفاع في مؤشر سوق دبي ككل.

جاء ذلك بعد أن نشرت شركة "أرابتيك" الإماراتية للإنشاء والتشييد بياناً على موقعها الاليكتروني على شبكة الانترنت أوضحت فيه تفاصيل المشروع العقاري المشترك بينها وبين الحكومة المصرية التي يمثلها فى العقد وزارة الدفاع المصرية ممثلة في الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة.

السيسي مجرد واجهة والمشروع فكرة امير الإمارات

وقال البيان، إن المشروع يأتي طبقا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على عكس ما تردد من وسائل الإعلام المصرية، من إن صاحب فكرة المشروع هو المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والذي اتضح طبقاً لبيان الشركة أنه هو فقط من اختار أسم المشروع "من أجل شباب مصر"، وأن رئيس الإمارات وولى عهد إمارة أبو ظبي "يريدوا أن يمدوا يد العون للشعب المصري الشقيق في محنته الحالية"- بحسب بيان الشركة-.

وأشار بيان الشركة إلى أن المشروع سيقام على مساحة 149 مليون متر مربع، في 13 محافظة مصرية لبناء مليون وحدة سكنية وشقة لمحدودي الدخل بمساحة تبدأ من 80 لـ 120 متر مربع، بتكلفة 280 مليار جنيه.

ولم يشر البيان إلى أى مما تضمنته الصفحة الرسمية للمتحدث العسكرى العقيد أحمد محمد علي من كون المشروع يضم 100 مدرسة و28 وحدة صحية وكذلك 25 صومعة لتخزين القمح، فكل ما أشار إليه بيان الشركة التي من المفترض أنها ستنفذ المشروع هى الوحدات السكنية.

 جدير بالذكر أن شركة "أرابتيك الإماراتية" توجه عددا من المشاكل المالية التي أدت إلى توقيف أسهمها في بورصة دبي للأوراق المالية أكثر من مرة خلال الشهر الماضي وحتى جلسة يوم 23 فبراير الماضي، هذا غير النصائح السلبية التى يعطيها عددًا من المحللين الفنيين المتخصصين فى البورصة لسهم الشركة المدرج فى بورصة دبي لعدم ثقتهم فى السهم الذي يعانى فى السوق لاضطراب الموقف المالي والمؤسسي للشركة القابضة التي تعاني من أزمات متتالية منذ الأزمة المالية التى تعرضت لها الشركة بعدى الأزمة التي ضربت إمارة دبي أوائل عام 2009.

وزير الإسكان أخر من يعلم !!

ومن ناحية أخرى قال مصدر بوزارة الإسكان رفض ذكر اسمه، أن الوزارة لا تعرف أى شيء عن المشروع ولم تطلع حتى على العقد الذي تم توقعيه.

 وأشار المصدر إلى أن وزير الإسكان نفسه لا يعرف عن المشروع غير ما قرأه في الجرائد كأي مواطن عادي.

 العقد غامض والمشروع دعاية لترشح السيسي

ويقول المحامي "محمد خضر المحمدي" الخبير القانوني بالمرصد المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وأحد المحامين الذين قاموا برفع دعاوى قانونية ببطلان عقد أرض مدينتي وأرض السليمانية، إن عقد المليون وحدة سكنية بين الجيش والشركة الإماراتية يكتنفه الغموض وعدم الوضوح.

وأكد "خضر" أنه بعد قرار وزارة الاستثمار بتاريخ 23 فبراير الماضي بقصر الطعن على العقود الموقعة بين الدولة أو الحكومة من ناحية والقطاع الخاص والمستثمرين من ناحية على أحد الطرفين فقط، سيفتح الباب على مصراعيه للتلاعب والفساد لأنه ببساطة لا يحق لأحد قانوناً بعد قرار الاستثمار بالتدخل في العقد أو الإطلاع عليه حتى ولو كان الشعب ذاته، فما بالك بعقود القوات المسلحة وميزانيتها التي لا تزال مجرد رقم أصم في الموازنة العامة للدولة حتى الآن.

وتسائل "المحمدي"، عن كيفية أن تكون وزارة الدفاع هى ممثل الحكومة، فكيف لوزارة الدفاع أن تقوم بدور وزارات أخرى مدنية كالإسكان أو هيئة التنمية العمرانية على سبيل المثال.

ووأوضح"محمد خضر" إن الإعلان عن المشروع في ذلك التوقيت ليس له معنى إلا أنه مجرد دعاية انتخابية للمشير السيسي، فالرجل سيترشح للرئاسة أجلاً أم عاجلاً.