/>

محمد موافي يكتب غيرة الرجال الحقيقيين


غيرة الرجال الحقيقيين


محمد موافي   |  27-12-2011 14:31

... لكل ما يؤذي وإن قل ألم...ما أطول الليل على من لم ينم..ويستمر نزيف الأخلاق,والأخلاق عماد البناء وعمود الأساس في نهضة أي أمة ,و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ..فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا..وسأظل أصرخ حتى يجيب المدى والصدى وتصل كلماتي لكل حدود مصر:الأخلاق يا ناس ,ومشكلة مصر الكبيرة أن ثورة الخامس والعشرين من يناير كما أخرجت أفضل ما فينا,أيضا هي أبرزت أسوأ ما فينا,والأسوأ كثير وأخطره سوء الخلق ,سوء الخلق الذي تجده في حجم البذاءة وفحش الكلام المنتشر على الإنترنت,فبمجرد دخولك أي موقع لجريدة أو مشاهدة فيديو يقف شعر رأسك لحجم التعليقات البذيئة وهي مقدمة بحسابات أصحابها عل الفيس بوك.ولو دخلت لتلك الحسابات فستجدها لطبيب ومحامي ومهندس و مدرس وصحفي وغيرهم من أناس يفترض فيهم أنهم متعلمون وليسوا أميين ولا جاهلين ولا بلطجية,كما أنهم لم يكونوا من أطفال الشوارع.

ستجد التعليقات أشبه بمواقف من يسمون أنفسهم النخبة,كلها متطرفة,حتى تجد شاعرا يسب الدين,وتجد راهبا ينذر بضرب محافظ بالحذاء,وتجد صحافيا له برنامج تلفزيوني يقف أمام الكاميرا,وليته تجشأ ولم ينطق أو ليته سكت ولم يتحدث,ويقول:إن الشعب المصري موقفه مخزي من تعرية فتاة شارع مجلس الوزراء.وأن هذا الشعب يبدو أن النخوة والغيرة والشهامة اختفت كلها من جيناته.

طيب يا أيها الرجل الذي غضب وغار للفتاة,نحن أيضا نغار على فتاة مصرية قد تعرت,ولكن لماذا لا تغار على الأخلاق التي تعرت بفعل أمثالك الذين لا يرون من مكارم الأخلاق وتعاليم الدين إلا ما يوافق هواهم و يدعم آراءهم,فتجد أحدهم يكتب كيف لا نغار وأعراضنا تنتهك؟ولماذا تغار الآن؟ .بينما لم تظهر منك غيرة حينما قدمت ناشطة ستة أبريل تصاوير تجريدية من كل قطعة ملابس وكل ذرة حياء على الإنترنت,وخرج بعدها صديقها الناشط العريان,ليؤكد إعجابه الشديد بمعشوقته وبجرأتها التي أبهرته.أنا أغار على الفتاة التي تعرت في شارع مجلس الوزراء,وأغار أكثر من فعلة علياء المهدي الفاضحة,التي قدمت صورة عجيبة لنشطاء الثورة إلى كل العالم.

الغيرة لا تتجزأ ولا يجوز أن نأخذ منها ونترك,بل الغيرة التي هي من شيم الرجال وليست من تلافيق السياسيين ولا من رغي أشباه الرجال,مختلفة عما تقولون اختلافا كبيرا.فيا أيها الذين ليس في شرايينهم أحمر,وليس في وجوههم ماء,أنا وملايين غيري نغار على الفتاة ونغار مصر التي تصرون على فضحها,ونغار على خير أجناد الأرض الذين لا تكفون عن وصمهم بأقذع لألفاظ وأفحشها,ونغار على تاريخ مصر الذي سمحتم لمن اندس بينكم من بلطجية أن يحرقوه,ونغار على انسحاب العقل في مقابل الجهل.

وافرضوا جدلا أن الجنود قصدوا وبيتوا النية على تعرية الفتاة,فلماذا لم تستروها أنتم كالرجال الغيوريين ,ولماذا لم تكفوا سموم يوتيوبكم وفيسبوككم لا أبا لكم.

محمد موافي

التعليقات
0 التعليقات