نوع جديد من الجاسوسية ظهر بوضوح في العقد الأول من القرن الواحد و العشرين يمكن تسميته بـ " الجواسيس المقنعين ".
ليس بالضروره جواسيس بمعني كلمه جواسيس كما يتخيل لك من ايحاء مسلسل رأفت الهجان وجمعه الشوان وانم هم طابور ناتج عن تجربه امريكيه تسمى كيفيه صناعه الجواسيس فمنم الذئب الذي يعلم من اين تأكل الجيفه الباحث عن ايدولوجيته ومنهم الحمار المثقف الذي طوع تفكيره لخدمه هذه المؤسسات فهو كالحمار يحمل اسفار ومنهم الاهطل المخادع الذي يلهث وراء الشهرة والمال
منظمات المجتمع المدني مهمة و يمكن أن تخدم بلادها بصورة رائعة ، و لكن الاختراق الأجنبي الذي بات يستهدفها ، لتحويلها إلى رأس حربة أو طابور خامس في بلادها ، حسبما تقضي مصلحة أنظمة أجنبية ، هو الذي جعلها قضية خطيرة و ملحة في الألفية الثالثة !!..
تثير منظمات المجتمع المدني غير الحكومية الكثير من الإشكاليات ، و خاصة في دول العالم النامي ، لاستهدافها من الخارج على طول الخط ، و استخدامها كرأس حربة في
ظهر أنظمتها الوطنية الرافضة لسياسات هذا الخارج لإضعاف الدولة المركزية ....
و من أخطر الوسائل المعروفة لتحقيق ذلك هو عن طريق ضخ أموال إليها من جانب حكومات أجنبية ، أو جماعات تنوب عنها ، عادة ما تكون ملوثة سياسياً .......
و تتستر هذه الأموال تحت دعاوى إنسانية و ديمقراطية و تنموية و اجتماعية .. إلخ ....
و كما يقول البعض لا تستهدف هذه الأموال – كما في حالة مشروعات وكالة المخابرات الأمريكية ' سي . أي . إيه ' - توزيع الملايين من الدولارات على هيئات المجتمع المدني في مصر من خلال موظفين يكتبون على ستراتهم أو على جباههم أنهم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، بل من خلال صناديق ومؤسسات تنشأ لهذا الغرض تحت عناوين بريئة !!...
و من هنا تتحرك هذه المنظمات الممولة من الخارج وفق أجندة قوى خارجية لها مصالحها الخاصة ، و عنوانها العريض هو الهيمنة علي دولة هذه المنظمات الأم و من هنا أيضاً نجدها تجتهد لكي تخلق من خلال دعمها لهذه المنظمات طبقة من العملاء و الجواسيس المقنعين ، الذين يسعون لإرضائها بأية وسيلة ، حفاظاً علي استمرار تدفق الأموال الملوثة ... و عادة ما يظهر هؤلاء العملاء في صورة النخبة المثقفة الواعية ، التي ترفع أحلي الشعارات البراقة ، أو تقدم نفسها باعتبارها الوصي علي الشعب ، الساهر علي مصالح الوطن ، أو المعارضة الشريفة التي تريد تخليص الوطن من أنظمته غير الوطنية ، بينما هم في معظمهم مجموعات من الخونة تتاجر باسم الشعب و باسم الوطن .... و إذا كانت النظم عميلة فهم لا يقلون عنها عمالة للخارج ، و لكن كل علي طريقته !!....
قد يكون النظام عميلاً للخارج يتلقي رشاوى في صورة مساعدات ينهب معظمها ، و يضخه في جيبه ، بينما يعيد الباقي لولي النعم الخارجي بتوجيه الأموال التي سلمت من النهب لشركات دولة المساعدات في صورة مشروعات ، و من الأموال العائدة يتم دفع جزء لمنظمات المجتمع المدني لاستباقها تحت الطلب ، و استخدامها وقت الحاجة ضد النظام .....كل هذا يحدث بينما الشعب خارج حسابات هذه الثلاثية العجيبة ' الممولون و الأنظمة و مؤسسات المجتمع المدني ' و تعد الولايات المتحدة نموذجاً متقناً للممول الذي يضخ المال لهذه المنظمات غير الحكومية في الوقت الذي يوفر لها ما يلزم من غطاء إعلامي يجعل من عملائها رموزاً وطنية في أعين البسطاء و السذج من أبناء الشعوب في دولها ، حتى إذا حانت لحظة خدمة السيد الأمريكي ولي النعم ، سار الشعب دون أن يدري وراءهم !!.