/>

محمد موافي يكتب احترس من النصابين



احترس من النصابين


محمد موافي   |  14-12-2011 13:17

انتظروا فمصر تتغير,والوجوه ستتغير,والمنصات ستتغير ومصطبات الفضائيات ستتغير ومطبات الهواء ستتغير,وكل شيء قد يتغير,غير خالق الحياة ومانحها سننا لا تتغير ولا تتبدل,ومن دروس سننه أن دار الندوة بجلساتها الفضائية وزعمها أنها هي النخبة و بوجوهها المشهورة كالدكتور أبي جهل والباشمهندس أبي لهب. كلها أنكرها التاريخ,وحفظ أسماء ضعفاء لم يكن أحد يعمل لهم حسابا,حتى أصبحوا رموزا وسادة ونخبة حقيقية,ومن كان يصدق أن يأتي يوم ويصبح مبارك تاريخا بينما يصير سجناء الماضي في مشهد المستقبل.و حكمتك يا رب.

وأريد أن أقول إن النخبة الحقيقية هي حضرتك هي المواطن الحقيقي الذي تقابله في صلاة الجمعة بالمسجد القريب من بيتك,وتلقاه جالسا يشرب الشاي على المقهي,وتستأذنه للمرور بعربة تسوقك في هايبر,وتلمحه واقفا ينتظر الميكروباص أو يلوح لتاكسي أو يبتسم لك في سيارته,أو هو ربة المنزل -التي نعتقد واهمين- أن كل شغلها و همها, تدبير المطبخ ونشر الغسيل.

النخبة الحقيقية هي أنت طالما أنت مشغول بمصر.أما محاولات تسويق نظرية أن العامة والبسطاء لا يحسنون الاختيار,فهو نصب مطلق وبأداة نصب واضحة وهي (كي) كي يقولوا: إن نتيجة الانتخابات اعتمدت على اختيارات الجهلة وأنصاف المتعلمين والغوغاء,كي يجدوا مهربا أو مغارات أو مُدخلا يخفي خيبتهم الراكبة جمل الفضائيات.وكي يخترعوا شماعة لتعليق الفشل,هؤلاء يتخيلون أنفسهم حكماء إسبرطة,ولا يصدقون أن الشعب له حق إبداء الرأي,وأنهم أوصياء على قناعات الناس ورؤاهم.

ولا أريد التطرق لنتائج ما تم من انتخابات,ولكني فقط أسوقها كدليل,فالنتيجة أظهرت أن مجموع المثقفين والمنظرين والنشطاء والحقوقين في وادٍ,والناس في واد آخر.فبينما ركبت النخبة – كما تسمي نفسها-المنصات ,واحتلت المصطبات,ورغت في الفضائيات,كان الناس هناك يقفون في طوابير الانتخابات يقولون:"إننا نعرف الحقيقة وندرك أبعاد الموقف ونرى الصورة بوضوح ولا نريد لأحد أن يتحدث نيابة عنا ونرفض يا أيتها النخبة المغرورة كل ثرثرتك ومللنا من أغانيكِ الهابطة واسطواناتك المشروخة"



أنا مجرد واحد من شعب مصر أتيحت له فرصة ليكتب,وأنت واحد من شعب مصر ربما لو أتيحت لك نفس الفرصة لكتبت أفضل مني بكثير,نلتقي كل يوم و نتحاور ونتكلم ويعلو صوتنا ونمسك في خناق آرائنا ونتفق ونختلف في أشياء كثيرة,غير شيء واحد نتفق فيه ولا يجوز أن نختلف عليه,وهو أننا واعون ومطلعون على المشهد المصري الذي يمثل فيه الحنجوريون لونه الفاقع السمج.

فثق في اختياراتك أيا كانت,ولا تعمل حسابا إلا لهدف واحد هو مستقبل أولادك الذي يعني هذا البلد,وأنت اليوم حِلٌ بهذا البلد و أنت الحل الوحيد لإنقاذ هذا البلد,ولا حل غير إرضاء ضميرك وأنت تغمس أصبعك في الحبر الفسفوري,وتنتظر ما يقدمه الجنزوري.

محمد موافي

التعليقات
0 التعليقات