علاقه مؤسسات المجتمع المدني بالإداره الامريكيه وليه هيا زعلانه عليهم:
حينما تفقد واشنطن ثقتها في قادة الدول التابعين لها، وتستنفذ أغراضها منهم، تقوم بتطبيق سياسة خاصة.. تعتمد هذه السياسة على التعاون مع الأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني. ويتم هذا التعاون ويُموَّل من قبل مؤسسات أمريكية أهمها: الصندوق الوطني للديمقراطية (NED)، ومؤسسة فريدم هاوس (FH)، ترتبط هذه المؤسسات ارتباطًا وثيقًا بالكونجرس الأمريكي، ومجلس العلاقات الخارجية (CER) ومؤسسة مشروعات الأعمال الأمريكية. و"الصندوق الوطني للديمقراطية" و"فريدم هاوس" لهما علاقة وثيقة بجهاز المخابرات الأمريكية (CIA).
نشط الصندوق الوطني للديمقراطية بفاعلية في كل من مصر وتونس والجزائر، أما "الفريدم هاوس" فقد كانت على علاقة وثيقة بمنظمات المجتمع المدني في مصر[1].
فهي تعمل كلوبي للضغط على الحكومات اي احتلال غير مباشر
فهي عبارة عن هيئة او جماعة قانونية منظمة تدافع عن قضايا اومواقف اومصالح معينة، محددة لدى السلطات العامة في الدولة، وتلعب دوراً محورياً وهاماً في الحياة السياسية، حتى بات معروفاً بأن القرارت يعدّها او يصنعها اللوبي وينحصر دور سلطات الدولة في إضفاء الصفة الرسمية على تلك القرارت.
واللوبي لا يعمل على استلام الحكم كما تحاول وتعمل الأحزاب، ولا يبرر قرارات الحكومة والبرلمان كما يفعل الحزب عادة ولا سيما إذا استلم الحكم اوكان جزءا منه.
انه يسعى للتأثير فى الحكم وقيادته بصورة غير مباشرة عبر وسائل مختلفة على رأسها انشاء شبكة من العلاقات مع الحكوميين والبرلمانيين ورجال الدين والقانون والقضاء والباحثين والمحققين الاستراتيجيين والأكاديميين والسياسيين والإعلاميين والفنانيين وما نحوهم، من النفوذ والتأثير في الدولة من جهة وعلى الدولة من جهة ثانية وفي الرأي العام من جهة ثالثة، فرصيد اي لوبي من العلاقات ولا سيما في الإتجاهات المذكورة يعتبر أساسا للتحرك والعمل والنجاح.
ن اداء اللوبي يتوقف على مهارات وفنون محورية عديدة منها: فن العلاقات العامة، فن الحوار والتفاوض، فن التحالفات والائتلافات، فن ادارة الأزمات وفن ادارة الرأي العام وما نحو ذلك، فلابد من تطوير المهارات المذكورة والخبروية والحصانة المطلوبة في كل منهما واعداد وتوظيف الكوادر اللازمة في تلك المجالات واستحصال المستشارين لذلك.
ولتأمين الكوادر المحورية في اللوبي ولتدعيم المهارات والخبرات المذكورة آنفا يلجأ اللوبي الى كشف وتوظيف او إستشارة البرلمانيين والسياسيين والدبلوماسيين والقانونيين والأمنيين المخضرمين المتقاعدين اصحاب الخبرة والتجربة الميدانية الطويلة في موطن اللوبي لمعرفتهم بمداخل الأمور ومخارجها وخبرتهم في كيفية اتخاذ القرار والمواقف، وهناك دراسات تبين ان حوالي (43) في المئة من اعضاء مجلس الكونغرس الاميركي، مثلا، بعد استقالتهم اوتقاعدهم يعملون في شركات اللوبي، بمعنى انهم يستخدمون علاقاتهم وخبرتهم لخدمة مصالح اللوبي.
ميز مجموعات الضغط بان لديها مراكز ومعاهد للدراسات والبحوث الستراتيجية او تأثيرعلى تلك المعاهد والمراكز المعروفة بـ(الثينك تانكس) وبين الطرفين تأثير وتأثر وتداخل الى حد كبير مما بعث البعض الى عدم الخلط بين مؤسسات اللوبي ومراكز الثينك تانكس لأن المجموعة الأخيرة معظمها منظمات غير ربحية ولا تحظى بحقوق قانونية للعمل من أجل تغيير مسار السياسة(مثلاً في الولايات المتحدة) بواسطة الضغوط اوالحملات السياسية مثلما يتاح لمنظمات اللوبي.
لكن في النتيجة لنشاطات المعاهد والمراكز البحثية تأثير كبيرعلى المسار السياسي ولذلك توجه إتهامات شديدة لمنظمات الثينك تانكس بأنها تمارس مثل هذه النشاطات بطرق خفية وانها تستخدم هويتها غيرالربحية كساتر للجهود التي تبذلها لتغيير مسار السياسة لطريق معين، والحاصل انه لابد لأي جماعة تطمح في البقاء من مؤسسات لوبي لها جذورها وتفاعلاتها وعلاقاتها مع معاهد ومراكز البحث ومؤسسات الثينك تانكس، بل لابد ان تؤسس هي معاهد ومراكز فاعلة مشابهة تلتزم بالدقة والموضوعية والعلمية والرصانة والإستقلالية والإنحياز للصواب والصحيح والمفيد في عرض القاضايا والمواقف والأراء والتحليلات والإستشرافات.
فعلى سبيل المثال أدوارد ووكر رئيس معهد الشرق الأوسط هو مساعد وزير خارجية و سفيراً أمريكي سابق، مارتن إنديك مدير مركز صابان لدراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينغز عمل ايضاً مساعداً لوزير الخارجية، وسفيراً سابقاً في اسرائيل اما كينث بوليك مدير البحوث بنفس المركز فهو مدير سابق لوحدة شئون الخليج بمجلس الأمن القومي، و ريتشارد هاس الذي رأس بالماضي قسم تخطيط السياسات بالخارجية الأمريكية هو الرئيس الحالي لمجلس العلاقات الخارجية، واخيراً دينس روس أحد كبار المستشارين الأساسيين لإدارة الرئيس السابق بيل كلينتون يعمل الأن كمدير لمعهد واشنطن لشئون الشرق الأدنى. وهذه الظاهرة ساعدت على تقوية التعاون بين قطاع منظمات الثينك تانكس وعملية صنع القرار حيث يربط الاثنين علاقات شخصية قوية.