كرداسة قرية من قري محافظة الجيزة وتقع علي مقربة من أهرامات الجيزة ،مساحتها حوالي سبعة كيلومترات وتعتبر أكبر قري أقليم القاهرة الكبري وأكثرهم كثافة سكانية زحف عليها العمران السكني فتقلصت رقعتها الخضراء.
ولكرداسة شهرة عالمية أكتسبتها من صناعة الملابس والنسيج اليدوي الذي غزا كل بلاد العالم ولذلك يقبل السياح من كل الجنسيات علي زيارتها وشراء منتجاتها اليدوية .
ولكرداسة تاريخ طويل يرجع الي الفتح الاسلامي لمصرحيث ترجع تسميتها بهذا الأسم الي أن جيش عمروبن العاص رضي الله عنه، أقام الكراديس بها ومنه اشتق أسم كرداسة واستمر الجيش بها فترة من الزمن وتجد بكرداسة منطقة تسمي “الروضة” سميت بهذا الأسم لان العديد من الصحابة دفنوا بها فصار اسمها روضة بسبب وجود هذه القبور التي لاأثر لها الآن.
ولهذا تعتبر كرداسة من اوائل المناطق التي دخلت في دين الاسلام مع بواكير الفتح الأسلامي لمصر.
ولذلك يتميز سكان كرداسة بالتدين الفطري وحب الدين وعلماؤه ولذا تكثر المساجد بها والتي يزيد عددها علي الخمس مائة مسجد كما يكثر بها الكتاتيب وحفظة القران الكريم وأهل العلم الشرعي
وقد تعرضت كرداسة لحرب إبادة جماعية قام بها زبانية نظام عبدالناصر الدموي وذلك في عام 1965وتحديدا في 21/9/1965 عندما داهمت قوة من الأمن منزل الأستاذ سيد نزيلي العوضية وعندما لم يجدوه أصر وا علي أقتياد زوجته بالقوة وعندما شاهد الأهالي هذا المنظر تحركت فيهم النخوة والرجولة والشهامة ومنعوا قوة الامن من القبض علي زوجة الأستاذ سيد نزيلي
ولقنوهم درسا في إحترام حرمات المسلمين وأن قوة الحق أقوي من قوة الظلم ،ومازال أهل المنطقة الذين تغلبوا علي زبانية عبدالناصر يتغنون بهذه الحادثة ويعلموها لأجيالهم حيث يهتفون “درب أولاد علي ضرب العسكري”
طارت أخبار الهزيمة الي القاهرة فتكونت قوات مشتركة من الحربية والداخلية وحاصروا كرداسة وحولوها الي معتقل لايختلف عن معتقلات النازي وتم اقتياد الرجال والنساء الي مدرسة الوحدة بكرداسة واذاقوهم الوان العذاب الذي يعجز القلم عن وصفها ،اختلطت أنّات الرجال مع صرخات النساء من شدة الالم وكلما افاقوا من التعذيب كانوا يقولون حسبنا الله ونعم الوكيل
واستمر التعذيب فترة كبيرة تفنن فيها زبانية نظام ناصر الدموي في تعذيب واهانة اهالي كرداسة والانتقام منهم لا لذنب أقترفوه أوجريمة أرتكبها الا أنهم يقولون ربنا الله
وخلال هذه الفترة تم حظر التجوال لدرجة منع تشييع جنازات الموتي فكان الميت يشيعه أربعة فقط هم حملة النعش كما منع الدخول الي القرية أوالخروج منها ،وكانت قوات الأمن تداهم منازل الأهالي وتقوم بنهبها وتحطيم مابقي من محتوايتها ولم يشف غليل النظام كل مافعلوه فحاول إبادة القرية عن أخرها فوجه مدافعه لدك القرية بمن فيها لولا لطف الله باهالي كرداسة .
لقد حول النظام الغادر القرية المؤمنة الي قرية أشباح ولم يتركهم إلا وهم يعانون من الأمراض والعاهات ،وبعد أن تم إجلاء القوات الناصرية عن كرداسة تم إعتقال مجموعة كبيرة من شباب ورجال كرداسة واقتيادهم الي السجن الحربي حيث بدأت مرحلة جديدة من التعذيب والأهانات أشرف عليها كبار زبانية النظام مثل صلاح نصر وحمزة البسيوني وشمس بدران .
وقد كانت كل هذه الأحداث مقدمات لهزيمة 67 فما كان لنظام يكره شعبه ويقتل من يقول ربي الله أن ينتصر ،وكرداسة اليوم مازالت بخير تكسو شوارعها وبيوتها مظاهر الأسلام والالتزام إلامن قلة قلية
وأصبحت الأجيال الجديدة من أبناء كرداسة يعانون من أثار القمع الناصري لأجدادهم وابائهم فباتوا يمنعون من شغل المناصب الحساسة في الدولة أو الالتحاق بكليات الحربية أوالشرطة ومازالت القرية مصنفة لدي الجهات الأمنية علي أنها من القري الخطرة علي الأمن .
اما الآن وفى عصر الإنقلاب العسكري وبعد ان خرجت “كرداسة ” عن بكرة أبيها لتأييد الشرعية وتطالب بحقها التى اعطته للرئيس الشرعي فى الصندوق قام الإنقلابيون بشن هجمة إعلامية تمهيداً لأخرى عسكرية على أهالى القرية نحيث قامت داخلية الانقلاب تواصل الكذب معلنة أن هدف الحملة هو تعقب مطلوبين واستهداف بؤر “إرهابية” ولكن يبدو أن كل الشعب المصري صار مطلوبا لدى الانقلابيين، حيث مارست ميليشيات السيسي ومحمد إبراهيم عمليات وحشية ضد سكان كرداسة وناهيا بدأ بقطع الاتصالات وإلقاء قنابل الغاز وإغلاق المساجد وحملة لاعتقال المواطنين وإطلاق نار عشوائي أدى لوقوع الأهالي، مدعية مقتل نائب مدير امن الجيزة خلال الحملة وهو برتبة لواء، وكان أحمد حلمي مساعد أول وزير داخلية الانقلاب قال في تصريحات صحفية أمس إن الأجهزة الأمنية، سوف تقوم باقتحام قرية كرداسة قريبًا لضبط الهاربين، ولن نترك واحد منهم، ومن بينهم الذين قتلوا 13 ضابطا وفرد أمن في الأحداث الأخيرة التى شهدها قسم شرطة كرداسة، وهي الواقعة التي تبرأ منها أهالي القرية، وسط تكهنات حول قيام جهاز أمن الدولة المنحل بتنفيذ العملية لاتخاذها كذريعة لمهاجمة القرية.