بعد أيام تمر علينا الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، والتى تمثل حلقة فى سلسلة القمع والبطش وتقييد حرية الوطن وكرامة المصريين، حيث سقط فيها العشرات من شهداء الحرية ممن انتفضوا انتصارا للثورة ورفضا لحكم المجلس العسكرى الذى نكص فى عهوده وحاول فرض رؤيته ومصالحه على ارادة المصريين.
نتذكر المجلس العسكرى الذي حاول الاستبداد والانفراد بالسلطة ثم خضع لخارطة طريق مزمنة لانتقال السلطة للمؤسسات المدنية المنتخبة، رغم الاعتداءات التي جرت على المستشفيات الميدانية واستهداف أعين الأحرار، والتعامل غير الآدمى مع جثث الشهداء فى ميدان التحرير ، وهي المشاهد التي ستبقى فى أذهان المصريين وبقعة سوداء فى سجل البطش الأمنى الحافل بالتجاوزات والانتهاكات.
ونحن على أعتاب الذكرى الثانية، تعيش مصر أجواء مماثلة، فجاء الانقلاب على ارادة الشعب واختياراته مرتكنا لسلاح القوة ومورطا للجيش باقحامه فى الحياة السياسية، فعزل الرئيس المدنى المنتخب لأول مرة فى تاريخ مصر، وعلق الدستور الذى ارتضاه المصريين وثيقة حاكمة، وحل مجلس الشورى الذى يمثل المصريين، وفرض رئيس مؤقت وحكومة انتقالية ولجنة لتعديل الدستور ووضع خارطة طريق والعديد من الاجراءات التى اتخذت بعيدا عن ارادة الشعب أو اختياراته فارتكب أبشع المجازر فى تاريخ مصر الحديث، استشهد فيها الآلاف منذ اعلان الانقلاب فى أول يوليو مرورا بمذابح فض اعتصامى رابعة والنهضة ولا زال سيل الشهداء مستمرا، فضلا عن آلاف المعتقلين والمصابين، وتكميم الافواه وقصف الأقلام وتقييد الرأى وعودة زوار الفجر وانتشار خفافيش الليل، ومداهمة المدارس والجامعات والاعتداء على السيدات والحرائر واعتقالهن، حتى أصبحت اشارة باليد تحمل دلالة وتحية لدماء الشهداء أشد على الانقلابيين من طائرات العدو الصهيونى تجتاز الحدود وتقتل المصريين، فيصبح كل من يرفع هذه الشارة مستباح العرض لا دية له، ويتم توجيه التهم للشرفاء ويتم محاكمة الرئيس المنتخب على غير تهمة، فى وقت يبرؤ فيه ساحة سادة النظام القديم ويطلق سراح رأسه ومن ساهموا فى تخريب مصر واذلال أهلها على مدار 30 عاما.
ولكن الصمود الأسطورى للشعب المصرى الواعى على مدار أكثر من 4 شهور، يقطع الطريق على اى محاولة لهذا الانقلاب الدموى فى أن يمد جذوره فى تربة مصر الحرة. ونحن إذ نستقبل هذه الذكرى فإنا نحيى أرواح كل شهداء الثورة منذ 25 يناير وحتى الان، كما نجدد العهد على الوفاء لدمائهم وتحقيق حلمهم فى وطن حر كريم عزيز أهله مصانة كرامته.
ولذلك فإن التحالف الوطنى لدعم الشرعية يعلن عن مشاركته فى ذلك اليوم ويدعو جموع المصريين شبابا وشيوخا رجالا ونساء للمشاركة فى الفعاليات التى تحيى ذكرى دماء الأطهار في ميادين مصر المختلفة وذلك يوم الاثنين 18 نوفمبر تحت اسم "مليونية المطلب الواحد" وذلك تحية للشيخ حازم ابو اسماعيل الذي دعى في نفس اليوم بنفس الاسم لنفس المطلب الا وهو "عودوا الى ثكناتكم" ويشاء الله ان يكون في نفس اليوم الذي قرر فيه الانقلابيون محاكمته، وليكن هذا الاسبوع "اسبوع الشهيد".
ويهيب التحالف بالاحرار الثوار بالاحتشاد عند بيوت الشهداء وفي جميع الميادين حاملين صورهم الا اننا وتقديرا لبعض شباب الثورة الذين ارادوا احياء الذكرى بالقرب من محمد محمود او ميدان التحرير فلن نذهب الى هناك لان محمد محمود ليس مكانا بقدر ما هو رمز، كما نهيب بالثوار الاحرار بالابتعاد عن اماكن الصدام حتى لا نعطي فرصة للمتامرين بافتعال احداث عنف والصاقها بالتحالف الوطني. فلتبقى دماء الشهداء دوما حاضرة فى الأذهان والمشهد ملهمة للاجيال ومعينة على استكمال الطريق حتى تستعيد مصر مكانها ومكانتها.
رحم الله الشهداء وحفظ مصرنا من كل سوء
التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب
القاهرة في 17نوفمبر 2013