بأبي هو وأمي..
بحياتي ووجودي ووجود كل من أحببت..
صدق هو صلى الله عليه وسلم وكذب غيره..
يقولون أن صحيح النقل وصريح العقل لا يختلفان..
وهو قول فيما أرى خاطيء..
لأن العقل نسبي.. وصريح النقل مطلق.. فإذغ ماختلفا فإن صحيح النقل هو الصواب ودونه خطأ بحسن نية ونقص علم أو بسوء نية وغمط حق..
أقول هذا كله قبل أن أتناول التفسير الشائع للحديث الصحيح:
القضاة ثلاثةٌ قاضيانِ في النارِ وقاضٍ في الجنةِ فأما الذي في الجنةِ فرجلٌ عرفَ الحقّ فقضَى بهِ فهو فِي الجنةِ ورجلٌ عرفَ الحقَ فلم يقضِ به وجارَ في الحُكمِ فهو في النارِ ورجل لم يَعرِفِ الحق فقضَى للناسِ على جهلٍ فهو للنارِ
والحديث صحيح
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لكن..
هل فهمنا الحديث فهما صحيحا..؟
فلنقدم رؤية مختلفة لا أدعي صوابها ولا أدعوكم إلى الأخذ بها قبل أن يؤيدها محدث..
الإشكالية الأولى تأتي مع معنى المصطلح:
* هل مفهوم القاضي الذي قصده الحديث هو المفهوم الذي تحدده الآن المحكمة الدستورية أو نادي القضاة أو مجلس القضاء الأعلى؟..
* هل وكيل النيابة أو النائب العام أو هيئة قضايا الدولة أو القضاء الإداري مشمولون بالحديث النبوي الشريف؟
* هل من المعقول أن الحديث ينطبق على كل القضاة: سواء من يطبقون شرع الله أو شرع العسكر أو شرع نابليون؟ أم أن الأمر ينطبق فقط على شرع الله.
* هل القضاة متساوون في مختلف العصور؟ بمعنى هل ثلثا القضاة في النار وثلثهم فقط في الجنة سواء في عهد الخلفاء الراشدين أو عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم أو في عهد يزيد أو السيسي عليهم من الله ما يستحقون؟. أم أن القضاة أبناء عصرهم وعلى دين ملوكهم فإذا فسد الملوك فسدوا وإذا عدلوا عدلوا..
ثم نأتي للسؤال الأخير:
هل فهمنا نحن الحديث فهما صحيحا: وهل المقصود بأن القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة لا تقصد بها نسبة عدد بل نسبة نوع.. بمعنى أنه لو أن عندنا 999 قاض فليس معنى ذلك أن 666 في النار و 333 في الجنة.. بل يمكن أن يكون 998 قاضيا في النار وقاض واحد في الجنة.
ولمزيد من التفسير فإننا لو قلنا أن ألوان الناس ثلاثة: أبيض وأسود وأصفر فإن ذلك لا يعني الثلث لكل نوع.. بل ىإن القول ينطبق ولو كان هناك مليون أبيض وواحد فقط من اللونين الآخرين.. ولو قلنا أن الناس ثلاثة: اثنان جاهلان وواحد متعلم فواحد لم يذهب للمدارس أصلا.. وواحد ذهب ولم يتعلم والثالث ذهب وتعلم فإن ذلك يكون صحيحا حتى لو
خلاصة القول أن الحديث لا يعني أن ثلث القضاة في الجنة..
بل قد يكون كلهم في النار إلا واحدا فقط.. يدخل الجنة..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أرحب .. بل وأتوسل إليكم بأي تصحيح جاد وعلى أساس علمي.. ..
وأستغفر الله على خطأي في اجتهادي.