قال الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصر تشهد حاليا «عودة سريعة للاستبداد»، موضحًا أن وسائل الإعلام الموالية للنظام تقود «حملة فاشية» ضد المعارضين.
وأوضح «حمزاوي» أن طريق السلطة الجديدة «لن يقود إلا إلى القمع الشديد وهو ما يحدث حاليا»، مؤكدًا أن «مصير الرئيس المعزول محمد مرسي كانت يجب أن يتقرر من خلال الانتخابات لا على يد الجيش»
وأكد «حمزاوي» أنه في حال انتخاب عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، رئيسًا للبلاد كما هو متوقع على نطاق واسع ستزداد الآفاق أمام الحريات «قتامة».
تابع: «لا تنطلي علي حجة أن الجنرالات المتقاعدين انتخبوا في أماكن أخرى كرؤساء بطريقة ديمقراطية، هذه حجة مضللة للغاية في بلد يحاول الخروج من الاستبداد بعد عقود من هيمنة الجيش منذ الخمسينيات»، «أشعر بقلق بالغ على حرية التعبير وحقوق الانسان في هذه الحالة أيضا، لأنه إذا كان لديك مركز واحد للسلطة في أي مجتمع فسيميل هذا المركز لإخراس المعارضين».
وأكد أنه يجرى استبعاده من الحياة العامة، منذ أن أكد على وجهة النظر هذه في التليفزيون يوم عزل مرسي في الثالث من يوليو، مضيفًا: «أدفع ثمن تمسكي بمبادئي، وثمن انتقادي جميع المراحل».
واضاف «حمزاوي»: جماعة الإخوان المسلمين لجئوا إلى خطاب يتنافى مع المسار الديمقراطي خلال عام قضاه مرسي في السلطة بدا خلاله غير راغب أو غير قادر على بناء إدارة تشتمل على كافة الأطياف السياسية.
وقال «حمزاوي» إنه لم يعد يتلقى دعوات للمشاركة في البرامج الحوارية المسائية التي تحظى بمشاهدة واسعة والتي كانت تستضيفه يوميًا تقريبًا، مشيرًا إلى أن «ظهور له في قناة فضائية كان في أغسطس، كما تقلصت الدعوات الموجهة إليه للمشاركة في الندوات العامة».
وتابع: «إذا ما هاجمت شخصًا ما لمدة ستة أو سبعة أشهر بسبب آرائه وتحاول الهجوم عليه باعتباره خائنا من الطابور الخامس فسيبتعد الناس عنه»، موضحًا: «هذا جزء من أساليب التخويف، أساليب تكميم الأفواه التي تستخدمها السلطات الاستبدادية ضد خصومها».
ذكر أن «الصورة الكبيرة تشبه كثيرًا ما كان عليه الحال أيام مبارك (مركز للسلطة والمتوقع أن يقول كل شخص آخر في المجتمع نعم أو يتم إسكاته)، هذه هي الصورة الكبيرة للاستبداد».
وأكد «حمزاوي» أنه يجب على الدولة أن تتحرك ضد أي شخص يستخدم العنف، لكنه ينتقد ما وصفه «بالإجراءات الاستثنائية» ضد أعضاء الحركة الإسلامية.
وتابع: «نرى حملة من خطاب يتنافى مع قواعد الديمقراطية والحجج والإهانات والتشهير توحي للمصريين بأن هناك مؤمرات تحاك ضدنا في كل مكان، وأن الجميع يتآمر ضد مصر كما لو أنه ما من أحد يهتم بأي دولة أخرى في العالم، والدولة التي تعيش في حالة خوف هي دولة لا يمكن أن تتحول للديمقراطية بسهولة».
وأبدى معارضته لقتل أنصار مرسي في الأسابيع التي تلت عزله، وكذلك إغلاق قنوات تليفزيونية إسلامية وقانون التظاهر الذي يحد من تنظيم الاحتجاجات وكذلك مواد وصفها بأنها «قمعية» في الدستور الجديد.
وقال «حمزاوي» أنه يدعو إلى «صحوة بين المصريين» حتى يدركوا أن مصر الان تمضي على «طريق الاستبداد» على غرار عهد مبارك.