/>

الفار دخل المصيدة .. حازم سعيد







حازم سعيد :

 
لا تتعجبوا إذا قلت لكم أني من أشد الناس فرحاً بحركة قطعة الشطرنج التي قام بها الأهبل السيسي وتتمثل في استقالته من منصبه الصوري ( وزير الدفاع ) ليتفرغ لمنصبه الحقيقي الواقعي ( الرئيس الانقلابي الحرامي ) .

 
وما سألت عاقلاً من أحبابي وإخواني – وكلهم عقلاء - إلا وجدته فرحاً متهللاً مستبشراً بقرب نهاية الخائن السفاح ، ذلك أنه هكذا وبكل بساطة وسهولة يدخل عش المسئولية العلنية برجليه ، وهو العش الذي لن يفلح معه خطاباته الأخيرة التي يقول فيها للمصريين ( مش هعمل لكم حاجة ) ، الناس ينسون ، وما من أحد سيقول أنه قال في بداية عهده مش هعمل حاجة ، الناس سيتذكرون حين تزداد المشكلات وتكثر البلايا الاقتصادية والمعيشية أنه رئيس فاشل .

 

ويضل الله السيسي :

 
الله سبحانه يقول في محكم كتابه : " ويضل الله الظالمين ، ويفعل الله ما يشاء " .

 
وهذه الآية عمدة في بيان كيف أن الله سبحانه لا يوفق الظالمين الذين اختاروا طريق الظلم والضلال بإرادتهم ، فلا يوفقون في الدنيا إلى الحكمة والصواب من الأعمال والأقوال ، ولا يثبتون عند الممات أو في قبورهم أو يوم العرض عليه سبحانه .

 
مثلها قول الله عز وجل في سحرة فرعون قبل إيمانهم : " إنما صنعوا كيد ساحر ، ولا يفلح الساحر حيث أتى " ، ومثلها قوله سبحانه : " إن الله لا يصلح عمل المفسدين " .

 
ولو تأملت حال السيسي والانقلابيين الذين معه منذ الانقلاب إلى يومنا هذا لوجدت كل يومٍ قولاً أو عملاً خالياً من السداد والتوفيق والإصابة ، ولو تدبرت ماذا لو لم يفعلوا الفعل الفلاني لوجدت عبراً وآياتٍ من الله سبحانه تترى ، تلخصها إن شئت في أنهم حرموا التوفيق والنجاح بعد عظيم جناياتهم وخياناتهم وانتهاكاتهم في حق الصالحين بسفك دمائهم واعتقالهم وانتهاك حرماتهم ، ومن قبل ومن بعد بتحويل مصر إلى دويلة تابعة للكيان الصهيوني مكشوفة التسليح مهادنة موادعة لا تستطيع مواجهة الصهاينة وليس لها كلمة أمامهم .

 
خذ عندك مثلاً : ماذا لو لم يسفكوا الدماء بدءاً من الحرس الجمهوري وما تلاه ... أكاد أرى ويرى العقلاء أن أنصار الشرعية حينها كانوا سيقبعون داخل مأزق رهيب في أنهم يعطلون المصالح وأنهم يسعون للحكم في سبيل ضياع مصر ، وكانت ستعلو الصيحات من هنا وهناك بأن على أنصار الشرعية أن يرضوا بالأمر الواقع ولا يعطلوا المصالح من أجل جماعة تنتحر رغبة في الحكم ... الخ ، وربما كنت تجد انفضاضاً ذاتياً لرابعة والنهضة بعد انشغال الناس عنهم . هل تدرون لم لم يحدث هذا وتعجل الانقلابي الخسيس بما تعجل به من دماء وقتلى وشهداء واعتقالات جلبت لنا تعاطف ودعم كثيراً من الناس ؟ إنه ضياع التوفيق من الظالمين .

 
خذ عندك مثلاً آخر : ماذا لو صبر السيسي على الترشح وترك أحد المدنيين كحامدين مشتاق أو غيره يصل إلى سدة الرئاسة ، الحقيقة أنه كان سيقع تحت سهام الفشل ، وكان سيتحول إلى كبش فداء سهل لجرائم الانقلابيين على مدار العام الفائت منذ الانقلاب إلى وقت اختياره رئيساً إلى ما بعده ، وكان سيلبس هو كل الجنايات والمآسي والفشل . ولكن تقول ماذا ؟ إنه عمى البصيرة ، وشهوة المنصب تسيطر على الغبي فتؤرقه ولا تجعل له هدفاً سواه ، كاللعبة التي يرغب الصبي في اقتنائها فلا يرى غيرها ويبكي ليل نهار من أجلها ، ثم إذا استحوذ عليها أوشكت أن تفقأ له عين أو تصيب له عضو .

 

سيسي كوهين .. وحلم الساعة الأوميجا :

 
نعم .. وأنى للموهوم الحالم بالساعة الأوميجا والسيف الأحمر أن يرتاح ، لقد تركه الله لشهوته ، ووكله إلى نفسه بعد أن ولغ في دماء الصالحين كما يوغل الكلب في البئر فنزح منها ما نزح ، مما هو كفيل بسخط الرب سبحانه .

 
واسمع لقول المعصوم صلى الله عليه وسلم : " لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما  "رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين وقال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين  . وأي دماء حرام ولغ فيها هذا الكلب الخسيس .

 
والأمر في ظني لا يتوقف عند حد المرض النفسي وجنون العظمة وأحلام الزعامة وشهوة الرئاسة ، بل يتعداه إلى كونه عميلاً زرعه الكيان الصهيوني بمساعدة الأمريكان داخل جسم العسكرية المصري الضعيف المهترئ ، والذي حوله الطغاة منذ ستين سنة إلى كيان ممسوخ يتلقى الضربات والنكسات والهزائم ، ولولا بعض رجوع إلى الله من عامة المصريين في معركة ( رمضان – أكتوبر 73 ) ما رفع المصريون رأساً أمام الصهاينة .


إن السيسي الخسيسي ما هو إلا سيسي كوهين النموذج الأحدث والأخطر من إيلي كوهين الذي كان معداً للزرع في الكيان المصري ، ثم لرؤية صهيونية خالصة تحول في اللحظات الأخيرة إلى الكيان السوري ليصل إلى القصر وأوشك أن يصل إلى سدة الحكم ، لولا قدر الله النافذ الذي جعل عميلاً مصرياً داخل كيان الصهاينة يرى صورته بالمصادفة وكان يعرفه أيام كان بمصر ، ليبلغ المخابرات المصرية التي تبلغ السورية بدورها لينكشف – بقدر الله – عميلاً خطيراً للصهاينة .


ليس مصادفة إذاً أن تجد أن زعيم الانقلاب هو السيسي المولود لأم ذات أصول يهودية واضحة ، وهو صنيعة مبارك زوج سوزان ذات الأصول اليهودية الواضحة ، ومبارك صنيعة السادات زوج جيهان ذات الأصول اليهودية الواضحة ، السادات نفسه نسيب أشرف مروان العميل الصهيوني البارز .. العملية كدا كلها صهاينة بعضها من بعض ، وكأن العسكر المصريين ليس بهم رجل رشيد ، ليتركوا هذا السيسي كوهين بلا تدبر ولا تعقل يتحكم فيهم كيف يشاء فيكشف كل مقدرات الجيش المصري للصهاينة في فضيحة بارزة ، ويحول سلاح الجيش المصري لأداة تفتك بالمصريين ، وليحول العقيدة القتالية المصرية لحرب النساء والأطفال واعتقالهم وقتلهم وسحلهم ، وكذلك لاعتبار الجيران العرب ( حماس ) أعداء ، والصهاينة أولياء صالحين . لا عجب .. فأنت في زمن : سيسي كوهين .



وانكشفت ورقة التوت :


إن هذا الغباء الواضح يكشف ورقة التوت الأخيرة عن العسكر ، ويظهر للناس بجلاء أن الانقلاب العسكري الذي قاموا به لم يكن لمصلحة البلد كما زعم الخائن في بيانه الانقلابي .


إنما هو انقلاب واضح على الهوية الوطنية وضد الدولة المدنية والديمقراطية ، ولصالح الحكم العسكري .

 
إنه نضال قادة المجلس العسكري لصالح مناصبهم وكراسيهم ، والمليارات من خيرات البلد التي ينهبونها ليل نهار ، إنها الفلوس والأراضي والممتلكات التي يؤممها العسكر ويديرونها لصالحهم الخاص فتجد دخل الواحد منهم ( الحلال الزلال ) يصل للملايين في الشهر ، ما بالك بما هو ( تحت الترابيزة ) ..

 
كيف ينتظر من هؤلاء أن يرضوا بأن ينزلوا إلى مستوى عامة الشعب أو حتى فوقهم بقليل ، ليصل راتب الواحد منهم إلى عشرة أضعاف دخل الطبيب أو الأستاذ بالجامعة ، إنهم لا يرضوا بأقل من قارون ، ملايين ( مملينة ) شهرياً تصل إلى المليارات ينهبونها من خيرات البلد .


لقد كشف ترشح السيسي عن هذه النزعة الجنونية والسيطرة الفاحشة للعسكر على مقدرات البلد ، وأوضح لكل من يريد أن يفهم ، ولم يوكله الله إلى نفسه ، حقيقة الصراع ، وحقيقة حرامية البلد من قادة المجلس العسكري ومن يدور في فلكهم ، وكشف بوضوح عن سوأة الانقلاب العسكري الخسيس .

 


الأمر الواقع :

 
تبقى نقطة في هذه المقالة ، وهي هل يتمكن العسكر بهذا القرار الغبي أن يقروا أمراً واقعاً مفاده عودة العسكر للحكم وانهيار الثورة ؟


بالطبع وأقولها جازماً حالفاً – غير حانث – إن هذا من المحال ..

 
نعم من المحال ، حيث يصطدم بسنن الله في الكون وعلى رأسها سنة التدافع ، والله سبحانه قدر أن يكون في هذه الأمة أناس يدافعون عن الحق وينتصرون ولا ينهزمون أبداً مهما خالفهم المخالفون .


اسمع لحبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم :  "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ" ، وهذه رواية أحمد ، وروايات الصحيحين خلت من زيادة " بيت المقدس وأكناف بيت المقدس " .


وانظر للحديث الذي بشرنا به المعصوم صلى الله عليه وسلم بخلافة على منهاج النبوة الراشدة ، فنحن إليها بإذن الله سائرون .

نعم إنه من المحال أن يغيروا الحق أبداً ، إن الأمر الواقع الحقيقي يتلخص في أننا في حالة ثورة ضد نظام العسكر العلماني الخائن المستبد الذي سرق مصر لأكثر من ستين سنة ، وأن هذه الثورة أتت برئيس شرعي ودستور مستفتى عليه مقر بالأغلبية ومجلس نيابي منتخب بآلية ديمقراطية صحيحة ، لا فكاك عن هذا كله ، ولن يضرنا أن يصبح السيسي رئيساً في العلن بدلاً من رئاسته في الخفاء ، وسوف نسترد ما حققناه بثورتنا ونزيد ، وسيعود العسكر إلى ثكناتهم بإذن الله شاؤوا أم أبوا ، وستسود قيم العدل والديمقراطية والحق بدمائنا وأجسادنا وأعمارنا وأولادنا إن شاء الله ، ويسئلونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريباً ..

 
-------------

Hazemsa3eed@yahoo.com
 

التعليقات
0 التعليقات