قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن حركة التغييرات الكبيرة التي أجراها السيسي في قيادات الجيش خلال الأسابيع الأخيرة، ذات مغزى وركزت على تغييره للواء أحمد وصفي، وإبعاده عن قيادة الجيش الثاني.
وفسر مدير مكتب الصحيفة بالقاهرة ديفيد كيرك باتريكس ذلك التغيير في تقرير له الأربعاء بقوله: " من بين التغييرات الملحوظة في الرتب العسكرية، تنحيته جانبا للواء أحمد وصفي، المسؤول العسكري الجرئ ذو الكاريزما، الذي أظهر إمكانية لزيادة شعبيته، لا سيما بعد أن حظى بإشادة واسعة عقب استعادة الأمن في منطقة قناة السويس العام الماضي عقب موجات شغب، كما قاد بعد ذلك العمليات الأخيرة في شمال سيناء".
وتابع الكاتب " في مقابلة تلفزيونية، طرح وصفي أسئلة جريئة عما يتضمنه ترشح السيسي للرئاسة"، (يقصد تصريحات وصفي منذ شهور لبرنامج "القاهرة اليوم" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب.
وتابعت الصحيفة: " الحكومة المصرية المؤقتة دأبت على وصف التغييرات التي حدثت في مصر بـ "ثورة ثانية"، وليست "انقلابا"..ولكن في مقابلة مع اللواء وصفي قال إن ترقية السيسي إلى رتبة أو منصب أكبر سيكون علامة على أن ما حدث من استحواذ للسطة هو انقلاب في واقع الأمر".
ونقلت الصحيفة مقتطفات من تصريحات وصفي خلال المقابلة التلفزيونية قال خلالها: " هل أخذ الجنرال عبد الفتاح السيسي نجمة إضافية؟ هل ترقى وزير الدفاع أو أي من مسؤولي المجلس العسكري إلى وظيفة أعلى، هل رأيت الفريق السيسي أصبح رئيسا للوزراء أو رئيسا للجمهورية؟"، وأشار الكاتب إلى أن وصفي أدلى بتلك التصريحات في إطار "محاولته توضيح أن ما حدث في مصر ليس انقلابا". وتابع: " السيسي رغم ذلك، ترقي من رتبة الفريق إلى رتبة المشير بعد فترة قصيرة من المقابلة".
واعتبر الكاتب إعلان عبد الفتاح السيسي رسميا استقالته من منصبه كوزير الدفاع وترشحه للرئاسة بأنه يأتي لإضفاء طابع رسمي على سلطة الأمر الواقع.
وتابع كيرك باتريكس : "السيسي الذي يحمل رتبة مشير يتوقع له أن يفوز بالانتخابات وإضفاء طابع رسمي على سلطة الأمر الواقع التي يتقلدها في الوقت الراهن، لا سيما وأنه صانع القرار الأبرز في الحكومة المصرية".
وتابع " عبر تقديم استقالته من الجيش الأربعاء، فإن السيسي، 59 سنة، ينهي قيادته المباشرة للقوات المسلحة، التي تمثل القاعدة الأساسية لسلطته".
وأردف قائلا: "في خطاب موجز ومصقول، استدعى السيسي المصريين إلى مهمة صعبة ومكلفة، طالبا منهم الصبر والعمل الجاد لاستعادة مصر".
وأشار الكاتب إلى أن السيسي في خطابه لم يقدم أي أي منفذ لهؤلاء الذين يواجهون اتهامات جنائية، بمن فيهم مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، ونقل عن وزير الدفاع المستقيل قوله: " أي مصري لم تتم إدانته بالقانون هو شريك فاعل في المستقبل".