ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المشير عبدالفتاح السيسي يعكف الآن على وضع برنامجه الاقتصادي ما يدل على قلق داخل الجيش بشأن حجم المشكلات الاقتصادية لمصر.
وتضيف الصحيفة أن الجيش قد وضع سمعته على المحك بعد دعم المجلس العسكري السيسي لانتخابات الرئاسة في يناير الماضي. وهذا يعني أنه سيواجه رد فعل قاسي من شعب استطاع في سنتين الإطاحة برئيسين بالإضافة إلى موجة من الاضطرابات.
ونقلت عن اثنين من العسكريين المقربين للسيسي، إن الجيش يدرك صعوبة إصلاح الاقتصاد حتى من قبل سقوط مبارك في 2011.
ولفتت الصحيفة أنه من المتوقع فوز السيسي في انتخابات الرئاسة، حيث يعتبره البعض الشخص المفضل وخصوصا بعد إطاحته بالرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في يوليو الماضي، على حسب وصف الصحيفة.
وأشارت الصحيفة أن السيسي يعد خامس رئيس جمهورية يأتي من الجيش منذ خمسينات القرن الماضي بعد الإطاحة بالملكية. بينما يعتبر محمد مرسي أول رئيس يأتي من خارج المؤسسة العسكرية وبانتخابات ديمقراطية حرة، واستمرت مدة حكمه عام واحد فقط.
وتابعت الصحيفة أنه بعد إعلان الرئيس المؤقت قانون الانتخابات الرئاسة أمس السبت، لمح السيسي أنه كان ينتظر القانون ليتمكن من الترشح، قبل إعلان ترشحه من قبل بعد المسئولين.
وأفادت الصحيفة أن بعض المسئولين الحكوميين صرحوا أن السيسي سيتلقى حزمة من المساعدات من دول الخليج وبعض الحلفاء كالسعودية والإمارات والكويت والتي من شأنها الحفاظ على إضرابات الاقتصاد، وبالتالي الحفاظ على شعبيته لفترة من الزمن. حيث يعتبر التغلب على المشاكل الاقتصادية في الوقت الحالي أمر صعب للغاية وخاصة مشكلتي الوقود والخبز واللتان تمثلا ما يقرب من نصف مجموع الإنفاق الحكومي.
ولفتت الصحيفة إلى تسريب السيسي خلال اجتماعه ع قادة المجلس العسكري والذي قال فيه أنه ينبغي رفع الدعم عن المواد الغذائية والوقود حيث أنها تستهلك القدر الأكبر من الميزانية، بالإضافة إلى أنها تعود إلى أيام الاشتراكية وعبدالناصر.
وأضافت الصحيفة أن مشكلة تدهور السياحة وهروب المستثمرين من أكبر المشكلات التي تمر بها مصر وذلك بسبب الاضطرابات التي تمر بها مصر، مما أدى إلى زيادة معدل البطالة. كما أدت تزايد أعداد المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات إلى انخفاض معدلات الإنتاج والاختناق المروري خصوصا في القاهرة. ويتوجب على السيسي مواجهة كل تلك المشكلات.
وأفادت الواشنطن بوست أن القمع الذي تمارسه الحكومة المدعومة عسكريا ضد مؤيدي مرسي وجماعة الإخوان المسلمين والذي أدى إلى مقتل 2000 شخص على الأقل واعتقال عشرات الآلاف، يعكس حالة الانقسامات والصراعات في البلاد. حيث أعربت مجموعة من 27 دولة في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلقها إيذاء حالات قمع المعارضة التي تتم في مصر.
وتصف الصحيفة ترشح السيسي للرئاسة بأنه سيشعل من غضب المتظاهرين وخصوصا الإسلاميين، والذين في مظاهرات مستمرة منذ عدة شهور