قد يحصل المشير عبد الفتاح السيسي على نتيجة كبيرة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا إذا حدثت مفاجآت، لصالح حمدين صباحي، ولو حدثت، فإنها لن تغير من اسم الرئيس الذي بات معروفا منذ عدة أشهر مسبقا. قد يحصل السيسي على رقم يتماس مع المئوية المصرية الموروثة من عصر الديكتاتوريات الأمنية "99,999% " .. ولكن السؤال هل سيقتنع المجتمع الدولي بأنها "شرعية" حقيقية وليست مزيفة؟! حصلت السلطة المؤقتة على نسبة تقترب من تلك في الاستفتاء على دستور 2014، ولكن لم يتغير الموقف الغربي.. وظل على حاله عند الحدود الفاصلة ما بين 30 يونيو و3 يوليو، وفشل الاستفتاء في أول اختبار لشرعية ما بعد مرسي، ولم يجسر المسافة بين هوية الحدثين والفارق بين الثورة والانقلاب. المشكلة ليست في النتائج والانتخابات والرئيس القادم.. فهي لعبة الجهاز الإداري بالدولة، ويحترفها مهندسو الدولة السرية العميقة، والأرقام جاهزة، و"العريس" مقبول بلا "مهر".. كما قال "هيكل": السيسي لا يحتاج إلى برنامج! المشكلة في اليوم التالي من إعلان النتائج، والملف هنا متسع بشكل يفوق قدرة أي نظام على احتوائه، فضلا عن تشابكه على النحو الذي يستعصي معه حل أزمات الداخل، بمعزل عن "رضا" الخارج المؤثر في القرارات الدولية الكبرى. وبمعنى تفصيلي، فإن المقدمات التي تُرصد يوميا، تحمل المراقب على التساؤل بشأن موقف الغرب والمجتمع الدولي من "السيسي" حال جاء رئيسا للبلاد.. وهل سيعترفون بشرعيته، بكل ما يقدمه هذا الاعتراف من استحقاقات باتت هي جهاز التنفس الرئيسي لاقتصاد أوشك على الدخول في مرحلة الموت " اكلينيكيا"؟! لا أدري كيف يفكر صناع القرار في السلطة حاليا، غير أن استشراف طريقة التفكير تلك لا تحتاج إلى مشقة، والممارسات لا علاقة لها بالحرفية وحسب، وإنما تميل إلى العصبية وإلى الثقة في قدرة العصا الغليظة على اخضاع البلاد لرئيس يعيد التقاليد التي أرساها عبد الناصر، وتقوم على وضع الجيش في قلب الحياة السياسية والمدنية، وتعاقب جنرالاته وحدهم على قصور السلطة. في تقديري أن "السيسي" سيحصل على ما يريد في الداخل، ولكن من المشكوك فيه، أنه سيكون قادرا على اقناع المجتمع الدولي بشرعيته.. وهي مسألة لا يجوز التعامل معها بخفة، ويبدو لي أن النخبة الأمنية الحاكمة، غير مدركة حتى الآن، خطورة أن يرى الغرب في الانتخابات القادمة، ممارسة شكلية وعبثية وأن نتائجها "مزيفة".. لأن ذلك سيبقي الوضع على ما هو عليه في مصر: فراغ سياسي ـ رئيس شرعيته مجروحة وغير مقنعة ـ وعزلة دولية وشلل اقتصادي.. واشعال العبوات الاجتماعية المفخخة بالفقر والبطالة والمرض. ولا أدري ما إذا كان الوقت قد فات.. ويبدو أنه فعلا كذلك، ولم يعد أمامنا إلا التفاؤل بحسن الظن في القدر وما يخفيه لنا من مفاجآت.. عساها أن تكون سارة. Almesryoonmahmod@gmail.com

0
التعليقات





