قالت مجلة “إيكنوميست” البريطانية أن الفشل الذي صاحب الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأسبوع الماضي في مصر كان سببا في شعور جماعة “الإخوان المسلمون” بالنشاط من جديد.
واضافت المجلة إن الجماعة بعد أن كانت حظوظها تتضاءل وتتراجع، ها هي الآن تجد وسيلة تستخدمها كدليل على وجود داعمين لها في وجه المشير عبد الفتاح السيسي الذي أظهرت نتائج الفرز الأولية لأصوات الناخبين حصوله على أكثر من تسعين بالمائة من الأصوات، ليحقق فوزا كاسحا على حساب منافسه الوحيد حمدين صباحي.
ولفتت المجلة إلى أن معارضة السيسي لا تقتصر فقط على الإخوان أو الإسلاميين، فهناك فصائل غير إسلامية انضمت لصفوف المعارضين له بسبب تزايد شعورهم بأنهم هدف لآلة السحق التي يقودها أنصار الثورة المضادة، لافتة إلى أن هذه الفصائل باتت الآن لديها جرأة أكثر من ذي قبل للتحدث.
وأشارت “إيكونوميست” إلى أنه بالرغم من الإجراءات غير العادية التي اتخذتها الحكومة المصرية لدفع المواطنين إلى التصويت دفعا، جاء الإقبال أقل ما ما كان متوقعا ومرجوا.
وقالت إن كل شيئ كان معدا سلفا، فمنذ أن قاد السيسي “انقلابا عسكريا على الرئيس السابق محمد مرسي”، كان من المسلم به أن السيسي هو رئيس مصر القادم، لكن أنصار السيسي كانوا على يقين تام من أن الانتخابات ستشهد إقبالا هائلا من الناخبين وأنه ستحظى بإشادات واسعة النطاق، لدرجة أن السيسي نفسه قال في لقاء أذيع له قبل ساعات من بدء الانتخابات أنه يأمل في نزول أربعين مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم.
وأشارت إلى أن نسبة الإقبال التي أعلنت من قبل وسائل الإعلام الرسمية، والتي قيل إنها وصلت لـ48%، تبدو وكأنها مبالغ فيها، إلا أنها في ذات الوقت ليست مرتفعة، لافتة إلى تقرير منظمة “ديموكراسي إنترناشنوال” الدولية التي شاركة في مراقبة العملية الانتخابية، والتي قالت إن مد التصويت في الانتخابات ليوم ثالث كان غطوة غير معتادة تضر بشكا كبير بمصداقية هذه العملية الانتخابية.
وخلصت “إيكونوميست” إلى أن مثل هذه الشكوك ستلقي بظلالها على رئاسة السيسي لمصر، لاسيما وأن جماعة الإخوان المسلمين استغلت هذا الإقبال الضعيف للترويج إلى أن دعواتها لمقاطعة الانتخابات لاقت قبولا واستجابة من جانب أغلب المواطنين.