- من قتـل المشير أحمد بدوي وزير الدفاع المصرى ؟!
-------------------------------------------------------------
المشير أحمد بدوي (1927 ـ 1981): وزير الدفاع، والقائد العام للقوات المسلحة سنة 1981وقبل اغتيال الرئيس السادات بشهور لقي الفريق أحمد بدوي، هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، مصرعهم، عندما سقطت بهم طائرة عمودية، بالمنطقة العسكرية بمطروح
في 2 مارس سنة 1981، لقي الفريق أحمد بدوي، هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، مصرعهم، عندما سقطت بهم طائرة عمودية، في منطقة سيوة، بالمنطقة العسكرية الغربية، بمطروح. أصدر الرئيس أنور السادات قراراً بترقية الفريق أحمد بدوي إلى رتبة المشير وترقية رفاقه الذين قضوا معه إلى الرتب الأعلى في نفس يوم موته، واعتبارهم شهداء الوطن.
وهناك شكوك كبيره حول وفاته هو وثلاث عشر قائدا من كبار ضباط قيادات القوات المسلحة وهم
1- اللواء صلاح قاسم رئيس أركان المنطقة العسكرية الغربية
2- اللواء على فايق صبور قائد المنطقة الغربية
3- اللواء جلال سرى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة
4- اللواء أحمد فواد مدير إداره الإشارة
5- اللواء عطيه منصور رئيس هيئة الإمداد والتموين
6- اللواء محمد حشمت جادو رئيس هيئة التدريب
7- اللواء محمد أحمد المغربي نائب رئيس هيئة التنظيم والإدارة
8- اللواء فوزى الدسوقى مدير إداره الأشغال العسكرية والإبرار
9- اللواء محمد حسن مدير إدارة المياة
10-عميد أركان حرب محمد السعدى عمار مدير هيئة عمليات القوات المسلحة
11- عميد أركان حرب محمد أحمد وهبى من هيئة العمليات بوزارة الدفاع
12-عقيد مازن مشرف من هيئة العمليات
13-عقيد أركان حرب ماجد مندور من هيئة العمليات
وقد شيعت جنازة المشير أحمد بدوي وزملائه، يوم الثلاثاء 3 مارس سنة 1981، من مقر وزارة الدفاع، في جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس محمد أنور السادات.
الناجون من الحادث
من نجا من الحادث 5 أفراد فقط. منهم 4 هم طاقم الطائرة وسكرتير وزير الدفاع.
و يوجد الكثير من علامات الاستفهام حول نجاه طاقم الطائرة فقط ووفاة ركابها حيث أن طراز الطائرة كان من النوع الذي يجب أن يفتح بابه من الخارج ولا يوجد باب إلى غرفة القيادة.
أوسمة ونياشين
وسام نجمة الشرف العسكرية.
نوط التدريب
من قتل المشير احمد بدوى .
--------------------------------
لا تزال حادثة سقوط طائرة المشير أحمد بدوي تطرح سيلا هائلا من التساؤلات التي لم يجب عنها أحد حتي الآن. مذكرات شخصية ومراجع ومصادر حية عدنا إليها في محاولة لبعث جرائم الماضي التي لا تزال تشكل لغزا محيرا وخلال هذه السطور القادمة ربما ستكتشف معنا خيطا رفيعا لعلاقة مبارك بالسادات وكيف كان لهذه العلاقة ضحايا رفضوا التربح والدخول في صفقات سلاح وعمولات وعمليات فساد شهدها عهد السادات الأخير وكان أحمد بدوي ورفاقه ممن كانوا معه بالطائرة المنكوبة أبرز الضحايا.
إن الكشف عن حقيقة اغتياله ربما تعيد نظرتنا في أمور كثيرة لنعرف أن عهد مبارك ما كان إلا استمرارا لعهد السادات الذي قام علي تصفية شرفاء الوطن. وربما يكون كلامنا صادما لكننا ندعوك لأن تفكر وتبحث معنا.
سجلت لحظة سقوط طائرة المشير أحمد بدوي ورفاقه آخر مشهد في حياة واحد من أبطال أكتوبر الحقيقيين. كانت مدينة الإسكندرية قد شهدت ميلاده عام 1927 ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها ليشارك في حرب فلسطين عام 1948 ثم العدوان الثلاثي وحرب اليمن وأخيرا حظي الفريق البطل بشرف العبور العظيم علي رأس الفرقة السابعة مشاه في حرب أكتوبر ونظرا لإعجاب السادات به فقد أوكل إليه قيادة الجيش الثالث الميداني ثم زادت ثقته فيه فاختاره عام 1980 ليشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع وهي الترقية التي لم تحظ بتأييد من حسني مبارك ومن هنا بدأت ملامح معركة سياسية تبدو في الأفق حسبما تقول الروايات التاريخية.
كان مشهد سقوط الطائرة مذهلا للغاية فإذا كان الحادث من صنع القدر فكيف ينجو طاقم الطائرة فقط وبطريقة فنية و "مسبوكة" بحيث لا تدع وراءها أي أثر لتكتمل بذلك معالم جريمة كاملة. الحكاية بدأت مبكرا عندما كلف السادات المشير أحمد بدوي بالقيام بمهمة تفتيشية في سيوة ومرسي مطروح وكان السادات يفكر في توجيه ضربة عسكرية ضد ليبيا لخلافه الشهير مع معمر القذافي لكن أحمد بدوي أبدي اعتراضه علي مخطط السادات مما ساهم في تأجيج الخلاف بين الرجلين. توجه الفريق بدوي ومعه 13 فردا من كبار قادة القوات المسلحة إلي سيوة ونزلوا لدي قيادة المنطقة العسكرية بها وفي ظهر يوم الثاني من مارس من عام 1981 كان الفريق ورفاقه علي موعد مع القدر. كانت الطائرة المنكوبة من طراز ( س- 8 هيل) وهو طراز عتيق ولا يعلم أحد لماذا لم يتم تخصيص طائرة أخري من طراز الكوماندوز للقيام بتلك المهمة فهذه كانت أولي علامات الاستفهام. أيضا لماذا ركب جميع القادة في طائرة واحدة مع أنه كان مقررا تخصيص طائرتين للرحلة وكيف يتم السماح لهؤلاء القادة بركوب طائرة واحدة مع ان هذا ممنوع عسكريا لكن علي ما يبدو أن أصابع القدر كانت تتحرك بسرعة فلم تدع اي فرصة للتفكير او المراجعة.
المكان كان عبارة عن ملعب كرة قدم تحيطه بعض أسلاك وأعمدة الإنارة وقد تم تخصيصه لصعود الطائرة المنكوبة. ركب المشير ورفاقه معا بينما كانوا يتبادلون أطراف الحديث الأخير قبيل استشهادهم وبعد لحظات انطلقت الطائرة يقودها طاقم مكون من أربعة يقودهم المقدم طيار سمير غيث وعلي ارتفاع نحو 5 أمتار عن الأرض اختل توازن الطائرة ثم سقطت وبعد دقائق اشتعلت بها النيران ومن قلب الدخان خرج الطاقم فقط بينما تحولت جثامين المشير ورفاقه إلي كتل ملتهبة من الفحم.
كان المشهد مذهلا وخارج نطاق التصور وقد انقلبت القاهرة رأسا علي عقب وانطلقت طائرة عسكرية من العاصمة لنقل ما تبقي من جثامين الشهداء الأبطال. بينما تم نقل الطاقم الناجي إلي المستشفي في حالة إعياء وجروح بسيطة. الطيار سمير غريب أفاق واستعاد نشاطه سريعا وقد حكي لجلال دويدار في الأخبار في لقاء إعلامي له ما حدث قائلا": المحرك الرئيسي انهار وفقد قوته فور عبور الطائرة لمنطقة الأعمدة ثم انحرفت الطائرة ناحية اليسار بسرعة وبدأت تندفع بقوة تجاه الأرض لتصطدم بها ولم أشعر أن ذيل الطائرة قد اصطدم بعمود نور ولكني أتوقع ان يكون شيء ما قد دخل في المحرك وهو الذي أدي للكارثة هذا علي الرغم من أن كل شيء بالطائرة كان علي ما يرام ولم يكن هناك ما يشير إلي أي أعطال فنية.
اما عن كيفية نجاة الطاقم فيحكي الطيار أن الصدفة وحدها وأن اختيار القدر هو الذي كان يقف وراء نجاتهم ومن هنا بدأت الروايات تبدو متناقضة تماما فبينما اكدوا انهم لم يخرجوا بانفسهم من الطائرة حيث فقدوا الوعي وان احدا ما أخرجهم دون غيرهم فإن أحدهم قال ان مقبض نافذة الطواريء انفتح بالصدفة فخرجوا.
شهود العيان أكدوا أن الحادث لم يستغرق أكثر من 5 دقائق وأن السبب هو أن مروحة ذيل الطائرة تعلقت بأحد أسلاك الكهرباء فاختل توازن الطائرة لتندفع نحو عمود نور فاصطدمت به ثم هوت إلي الأرض. ورغم أن هذه الرواية قد تسببت في قذف التهمة إلي القدر وإلي اتهام "عمود النور" في الجريمة إلا أن هذه الرواية رغم بساطتها كانت أول خيط للكشف عن المؤامرة التي تم تدبيرها بذكاء خارق حسب وصف الخبراء في ذلك الوقت فالواقع أنه تم ربط ذيل الطائرة بسلك كهربائي مثبت بأحد أعمدة الإنارة دون أن يراه احد بحيث ترتفع الطائرة إلي خمسة أمتار فقط ثم يجذبها السلك نظرا لمتانته لتصطدم بالعمود مرة أخري!! هذا التفسير تم تجاهله وأغلق المحضر في ساعته وتاريخه باثبات التهمة علي عمود النور ولم تستغر التحقيقات سوي أسبوعين فقط وأغلق ملف القضية.
وفي يوم 3 مارس تم تشييع جثمان الفريق أحمد بدوي ومعه 13 شهيدا في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة ثم أصدر السادات قرارا بترقيته إلي رتبة المشير ونعاه في التليفزيون كما نعاه حسني مبارك نائب رئيس الجمهورية وقتها.
ولم يشكك احد في البداية في كون الحادث مدبرا أم لا . لكن التاريخ لا ينسي أبدا ففي أثناء محاكمة قتلة السادات ذكر خالد الإسلامبولي انه قتل الرئيس السادات انتقاما لدم أحمد بدوي ورفاقه هكذا قلب هذا الاعتراف الدنيا علي رأس السادات الذي لم يكن قد مر علي مقتله سوي أيام حيث بدأت تنكشف مع الوقت أسرار عصر بأكمله.
كشف خيوط المؤامرة
علوي حافظ أحد الضباط الأحرار وواحد من أبرز نواب المعارضة في البرلمان أيام السادات وصديق أحمد بدوي المقرب أكد ضلوع مبارك والسادات في هذه الجريمة فحسب شهادته التاريخية ذكر أن عهد السادات كان فاسدا للغاية وكان الجو في اخريات عهده ينذر بثورة أو انقلاب من الجيش عليه وفي هذه الأثناء لم يستطع أحمد بدوي ان يتحول إلي لص كغيره من هؤلاء اللصوص الذين ملأوا الدنيا ضجيجا وقتها ثم اعتلي أحدهم منصة الحكم في مصر. بل أن الكثير من أصابع الاتهام تشير إلي ضلوع حسني مبارك في قتله لأن أحمد بدوي كشف مخططه في الإتجار والتربح من صفقات السلاح.
هذه الرواية ليست من نسج الخيال وإنما ذكرها مؤرخ أمريكي أصدر مؤخرا كتابا حمل عنوان "مبارك".
نعود لعلوي حافظ وكتابه (الفساد) الذي ذكر فيه صراحة أن السادات قام بتصفية المشير بدوي ومعه كبار قادة القوات المسلحة. قبيل وفاته بقليل قال أحمد بدوي لصديقه علوي: إن السادات يسعي لتصفيته قريبا وقال له نصا كما هو منشور في الكتاب المذكور" أنور أعطاني ورقة بخط يده وبها أسماء بعض كبار قادة الجيش وقال لي: أنا عاوز دول يخرجوا من الخدمة قريبا فقلت له ياريس المجموعة دي تقاريرهم نظيفة جدا ومن العناصر الممتازة ففوجئت به يقول لي: أنا لما أقول يمشوا يعني يمشوا أنا القائد الأعلي للجيش فعقبت علي كلامه وقلت: وأنا القائد العام ومن مهمتي أن أعرض علي سيادتك من يخرج ومن يستمر في الخدمة فقال السادات بحدة: شوف بقي لو كنت عاوز تتعامل معي كما حدث من أحمد عرابي للخديو يبقي لا. لا أنت أحمد عرابي ولا أنا الخديو". ثم اعترف أحمد بدوي لصديقه بأن هناك مافيا من تجار السلاح تلتف حول السادات من كبار رجال الدولة - علي رأسها مبارك - وأنه عطل صفقة طائرات حاملة للجنود كانت قادمة من أمريكا وقد حاول أفراد هذه العصابة التربح والاستغلال علي حساب الشعب المصري المسكين وهؤلاء اشتغلوا في السمسرة والعمولات وأساءوا لسمعة مصر خارجيا. وهكذا دخل أحمد بدوي في صدام وصراع شديد مع السادات ومبارك وكان هذا العصر قد دخل نفقا مظلما في أخرياته نتيجة الفساد الشديد.
وفي هذه الجلسة الصاخبة التي سبقت وفاته بأيام قليلة نصح علوي حافظ صديقه أحمد بدوي بأن يتغدي بالسادات قبل أن يتعشي به وقال له " أنت أصبحت مصدر قلق خطيرا بالنسبة له وبدأ يشعر إنك مش بتاعه كما تأكد له أن ضميرك الحي لن يسمح لعصابات العمولات القذرة أن تمارس نشاطها القذر. صدقني يا أحمد لو كنت في موقع كبير في الجيش كنت أتفق مع القادة الذين يحبونني ويثقون بي وأقوم بتخليص مصر كلها من السادات لأنه لن يستطيع تخليص مصر من هذا الطاووس المزهو بنفسه سوي قائد عسكري يملك القوة والسلاح عليك أن تدخل غرفة نومه وتأخذه بملابسه وتخلعه من الكرسي ". فرد أحمد بدوي قائلا: " والله كلامك فيه شيء من المنطق يا أخي" وبعد 15 يوما من هذا اللقاء سقطت طائرة أحمد بدوي ويروي علوي حافظ أن السادات ربما سمعهم من خلال أجهزة التصنت فأدرك أن هناك محاولات داخل الجيش للإطاحة به فأطاح بهم أولا ولم يكتف بأحمد بدوي وإنما قتل معه 13 قائدا ربما كانوا يشكلون نواة تنظيم داخل الجيش ضد حكم السادات.
ورغم ما تحمله هذه الرواية من علامات استفهام عديدة إلا ان ثمة اتفاقا علي أن هناك أسرارًا في غاية الخطورة ربما لو تم الكشف عنها فإن عصر السادات لن يفلت من الحساب وربما كانت هذه الجريمة هي البداية الفعلية لعصر مبارك الذي قام علي دماء أبطال أكتوبر الحقيقيين.
هذه الرواية ليست من نسج الخيال وإنما ذكرها مؤرخ أمريكي أصدر مؤخرا كتابا حمل عنوان "مبارك".
نعود لعلوي حافظ وكتابه (الفساد) الذي ذكر فيه صراحة أن السادات قام بتصفية المشير بدوي ومعه كبار قادة القوات المسلحة. قبيل وفاته بقليل قال أحمد بدوي لصديقه علوي: إن السادات يسعي لتصفيته قريبا وقال له نصا كما هو منشور في الكتاب المذكور" أنور أعطاني ورقة بخط يده وبها أسماء بعض كبار قادة الجيش وقال لي: أنا عاوز دول يخرجوا من الخدمة قريبا فقلت له ياريس المجموعة دي تقاريرهم نظيفة جدا ومن العناصر الممتازة ففوجئت به يقول لي: أنا لما أقول يمشوا يعني يمشوا أنا القائد الأعلي للجيش فعقبت علي كلامه وقلت: وأنا القائد العام ومن مهمتي أن أعرض علي سيادتك من يخرج ومن يستمر في الخدمة فقال السادات بحدة: شوف بقي لو كنت عاوز تتعامل معي كما حدث من أحمد عرابي للخديو يبقي لا. لا أنت أحمد عرابي ولا أنا الخديو". ثم اعترف أحمد بدوي لصديقه بأن هناك مافيا من تجار السلاح تلتف حول السادات من كبار رجال الدولة - علي رأسها مبارك - وأنه عطل صفقة طائرات حاملة للجنود كانت قادمة من أمريكا وقد حاول أفراد هذه العصابة التربح والاستغلال علي حساب الشعب المصري المسكين وهؤلاء اشتغلوا في السمسرة والعمولات وأساءوا لسمعة مصر خارجيا. وهكذا دخل أحمد بدوي في صدام وصراع شديد مع السادات ومبارك وكان هذا العصر قد دخل نفقا مظلما في أخرياته نتيجة الفساد الشديد.
وفي هذه الجلسة الصاخبة التي سبقت وفاته بأيام قليلة نصح علوي حافظ صديقه أحمد بدوي بأن يتغدي بالسادات قبل أن يتعشي به وقال له " أنت أصبحت مصدر قلق خطيرا بالنسبة له وبدأ يشعر إنك مش بتاعه كما تأكد له أن ضميرك الحي لن يسمح لعصابات العمولات القذرة أن تمارس نشاطها القذر. صدقني يا أحمد لو كنت في موقع كبير في الجيش كنت أتفق مع القادة الذين يحبونني ويثقون بي وأقوم بتخليص مصر كلها من السادات لأنه لن يستطيع تخليص مصر من هذا الطاووس المزهو بنفسه سوي قائد عسكري يملك القوة والسلاح عليك أن تدخل غرفة نومه وتأخذه بملابسه وتخلعه من الكرسي ". فرد أحمد بدوي قائلا: " والله كلامك فيه شيء من المنطق يا أخي" وبعد 15 يوما من هذا اللقاء سقطت طائرة أحمد بدوي ويروي علوي حافظ أن السادات ربما سمعهم من خلال أجهزة التصنت فأدرك أن هناك محاولات داخل الجيش للإطاحة به فأطاح بهم أولا ولم يكتف بأحمد بدوي وإنما قتل معه 13 قائدا ربما كانوا يشكلون نواة تنظيم داخل الجيش ضد حكم السادات.
ورغم ما تحمله هذه الرواية من علامات استفهام عديدة إلا ان ثمة اتفاقا علي أن هناك أسرارًا في غاية الخطورة ربما لو تم الكشف عنها فإن عصر السادات لن يفلت من الحساب وربما كانت هذه الجريمة هي البداية الفعلية لعصر مبارك الذي قام علي دماء أبطال أكتوبر الحقيقيين.
استجواب علوي حافظ في مجلس الشعب وادلة تورط مبارك وحسين سالم
في قتل المشير بدوي
علوي حافظ سياسي وبرلماني مصري سابق لمدة 30 عاما، وصاحب عدد من أشهر الاستجوابات في تاريخ البرلمان المصري. كان أحد الضباط الأحرار في ثورة يوليو 1952.. ولكنه اختلف معهم.. وفضل العمل السياسى والاحتراف فيه. وكان نائبا عن دائرة «الدرب الأحمر والباطنية» في الستينات من القرن العشرين.
كان علوى حافظ صاحب أشهر استجوابات وطلبات إحاطة وأسئلة في تاريخ مجلس الشعب، والتي يعتبر أخطرها علي الإطلاق تلك المتعلقة بشركة نقل الأسلحة الأمريكية إلي مصر. قدم علوي حافظ هذا الاستجواب في ديسمبر 1988، وتمت مناقشته في 5 مارس 1990.
وفى هذه الفترة كانت الشائعات قد بدأت تتردد عن الصفقات المريبة عن تجارة السلاح والعمولات التي تدفع في الخارج في حسابات سرية تضخمت جدا على حد تعبير كلمات الاستجواب، وأيضا عن العلاقة الوثيقة بين بعض كبار رجال الدولة ومافيا الفساد في مصر.
أشهر استجواب
تعرض علوي حافظ في هذا الاستجواب إلي الفساد الذي بدأ ينخر في عظام النظام، والتي كان يستدل عليها صاحب الاستجواب بعدة ظواهر موثقة، من بينها عمليات الفساد في صفقات السلاح الأمريكي إلي مصر.
كشف علوى حافظ في استجوابه- لأول مرة- عن تربح "عصابة الأربعة" كما أطلق عليهم من عمليات نقل شحنات السلاح الأمريكى لمصر، وخاصة حسين سالم، الذي قال عنه إنه كان متورطاً في قضية تنظرها محكمة فيرجيينا بالولايات المتحدة
الأمريكية وتحمل رقم 147 لسنة 83 والمتهم فيها حسين سالم ملياردير مصرى بالاشتراك مع اثنين من عملاء المخابرات الأمريكية CIA بالإضافة إلى رئيس وزراء مصرى سابق، بسبب قيامهم بتقديم فواتير شحن مزورة لوزارة الدفاع بالولايات المتحدة باعتباره رئيسا لشركة وهمية تسمى (أتسكو) يشاركه فيها بعض كبار المسئولين في مصر، ومعهم عناصر مشبوهة من عملاء المخابرات الأمريكية، وأن حسين سالم و"عصابة الأربعة" تربحوا 73 مليون دولار من أموال المعونة الأمريكية دون وجه حق.
وأشار الاستجواب أن سالم اعترف امام المحكمة الامريكية حتى يتم إعفاؤه من العقوبة مقابل رد جزء من المبالغ وفقاً للقانون الأمريكى، فاعترف بتقديم فواتير شحن مزيفة لوزارة الدفاع الأمريكية، وقام بدفع مبلغ 3 ملايين و20 ألف دولار قيمة الزيادة التي تقاضاها دون وجه حق في 8 شحنات من 34 شحنة سلاح قام بها باعتباره رئيساً لشركة وهمية تسمى "أتسكو" يشاركه فيها بعض كبار المسئولين في مصر. في إطار ذلك أرسلت محكمة فرجينيا مظروفاً أصفر وضعت فيه أسماء الكبار والمتربحين من هذه الصفقات غير المشروعة إلى وزارة العدل المصرية. ولكن القضية اختفت ووضعت في أدراج المسئولين حماية لكبار اللصوص في مصر، كما قال علوى حافظ، وترتب علي تلك القضية أن حسين سالم مُنع من دخول الولايات المتحدة إلي الأبد.
وقد ألقت السلطات الأمريكية القبض علي عملاء المخابرات الأمريكية المتورطين في شراكة هذه الصفقات المشبوهة مع شركة "الفور وينجز" وهم: "توماس كلاينز" و"تيودور شاكلن" و"فورماريوت"، و"ريتشارد سكوارد"، وقد أقام اثنان من هؤلاء دعوى قضائية على الحكومة المصرية للحصول على حقهم في الشركة مما أوقع وزارة الخارجية في حرج نظراً لعدم وجود رقابة على الإنفاق العسكرى الضخم في مصر.
وتعرض علوى حافظ للمفاوض المصرى في تلك القضية، الذي أشار إلي أنه رئيس وزراء مصري سابق "يقصد كمال حسن علي"، الذي قال إنه أصر على أن تقدم المساعدات الأمريكية في شكل قروض رغم أن مصر كان يمكن أن تحصل عليها في شكل منح لا ترد.. وأن ذلك كان مثار دهشة من الجانب الأمريكى.. لأن المنح لن تعطيه فرصة للتلاعب والنهب، ولذلك كان المفاوض المصري أحد الثلاثة الذين ذكرت أسماءهم النيابة العسكرية الأمريكية وقدمتهم للمحكمة.. فالعمولة التي فرضتها شركة (فور ونجز) وهى (10.25%) من قيمة المنقول، رغم أن الأعراف البحرية تنص علي أن عمولة النقل تكون حسب الوزن والحجم وليس بالقيمة، أى أن الدبابة التي ثمنها 2 مليون دولار تنقل ب 250 ألف دولار، وبهذا يصل السلاح لمصر بسبعة أمثال ثمنه.
كان علوى حافظ يشير في استجوابه إلى أن مصادره في الحديث عن صفقات السلاح ونقله كانت من المناقشات التي جرت في الكونجرس الأمريكى ومن تفاصيل مناقشات مجلس الشيوخ الأمريكى للمنح المقدمة لمصر.
ومن الكتب الأمريكية التي صدرت عن هذه الفضيحة وتعرضت فيها لعصابات صفقات شراء ونقل السلاح من أمريكا إلى مصر كتب "المطاردة" و"القناع" وكتاب "مايس كوبلين" كبير رجال المخابرات الأمريكية، وتنشر هذه الكتب أسماء المسئولين المصريين بالاسم والوقائع وبأرقام الشيكات في بعض الأحيان.
وقال علوى حافظ إن كتاب "المطاردة" فضح بالأرقام الشركات الوهمية المصرية "أنسكو" و"الترسم" و"الفوروينجز" وأسماء شركاء من الطرفين المصريين والأمريكان، وكان حافظ يضع أمامه هذه الكتب التي كان يعتمد عليها في استجوابه للحكومة ويقرأ منها ويلوح بها، بينما كان د. رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق يصر على أنه لا يجوز للنائب أن يذكر أسماء مصرية جاء ذكرها في هذه الكتب حتى لا نلوث سمعتهم دون أن نتأكد من هذا الكلام.. رغم إلحاح نواب المعارضة على ضرورة ذكرها.
وقد حصلت جريدة الأهرام على صورة من مضبطة الجلسة التي خضعت لتعتيم إعلامي مخطط بعناية إلى حد إختيار موعد انعقادها في ذات توقيت بث التليفزيون مبارة كرة القدم بين الفريق القومي ونيجيريا!، وبعدما تأجلت مناقشة الإستجواب لنحو عامين. كما خلت تغطيات الصحف في اليوم التالي لأية اشارة لحديث "حافظ" المستفيض عن الفساد في نقل السلاح.
ومن واقع أوراق المضبطة (38 صفحة)، يتضح أن وزير الدفاع وقتها الفريق "يوسف صبري أبوطالب" تغيب عن الجلسة، وأن رئيس المجلس الدكتور "رفعت المحجوب" ورئيس الوزراء الدكتور "عاطف صدقي" ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الوطنى "كمال الشاذلي" جاهدوا جميعا لمنع الإعلان عن أسماء المتورطين. وفي النهاية، تقدم "الشاذلي" بطلب وافقت عليه الأغلبية بحذف الأسماء من المضبطة. وهكذا أصبحت المضبطة الموجودة خالية منها.
ويكشف كتاب "الفساد" الذي كتبه النائب علوي حافظ بعد ذلك أن الدكتور "المحجوب" تولي بنفسه وبقلمه العمل على المضبطة التي وصلت الينا وقام بتنقيحها وبحذف عبارات ومقاطع كاملة.
وقال حافظ إن أفراد العصابة المكونة من بعض المسئولين المصريين والأمريكان استولوا على ملايين الدولارات من خلال تكوين شركات وهمية لنقل صفقات السلاح.. وأن هذه العصابة كانت لا تملك أى مراكب أو أساطيل أو بحارة ولكنهم كانوا عبارة عن فرقة نصب.. وأن هذه العصابة كانت تأخذ المبلغ وتبحث لها عن مركبين "تعبانين" وتشحن عليهما وتقبض هى المبالغ وتمشى حالها -على حد تعبير النائب-. وعاد النائب علوى حافظ ليؤكد أن هذه الشركات الوهمية لنقل السلاح الأمريكى مجرد مكاتب سمسرة يملكها الكبار من المصريين وأن الحكومة عينتها وكيلا ممثلا عنها لتنفيذ كل عمليات النقل برئاسة صاحب قرية فيكتوريا في شرم الشيخ، الذي مارس هو وعصابته "عمليات سلب ونهب أموال شعب مصر " كما جاء في المحاكمة التي تمت في أمريكا بمحكمة فرجينيا.
وأشار علوى حافظ إلى أن رئيس مجلس النواب الأمريكى السابق "جيم رايت" وعضو الكونجرس الأمريكى "لستروولف" ورجل الأعمال الأمريكى "وليم فوريليتو" أرسلوا له خطابا يقولون فيه إنه بعد إثارة الاستجواب في مصر، فإنه إذا تم تكليف هيئة تحقيق برلمانية للتحقيق في هذه القضية، فإنهم مستعدون للحضور إلى مصر ليشهدوا أمام لجنة التحقيق البرلمانية.
وفى أحد البرامج التليفزيونية الذي عرض على محطة A.B.C الأمريكية على شاشة التليفزيون الأمريكى كشف المذيع الشهير "«جاك أندرسون"» هذه القضية، وقال إنه في عام 1979 خصصت الولايات المتحدة الأمريكية مليارًا و500ألف دولار قرضا لمصر لشراء مواد وخدمات دفاعية، مع إمكانية استخدام أموال هذا القرض لسداد تكاليف نقل هذه المعدات بشرط أن تحدد مصر بنفسها المسئول عن الشحن الذي عليه أن يقدم بوالص الشحن معتمدة من وزارة الدفاع المصرية إلى هيئة معونة الأمن القومى الأمريكى.
وفعلا قدمت مصر خطابا بإمضاء وزير الدفاع المصري "أبو غزالة"، ينص علي تعيين شركة "ترسا" التي غيرت اسمها إلى "أتسكو" ثم غيرت اسمها أخيرًا إلى ال"فور وينجز- الأجنحة الأربعة"، وأشار علوى حافظ إلى أن الخطاب عنده، وأن هذه الشركة مازالت تمارس نشاطها حتي الآن.
وربط النائب بين هذه القضية وبين حادثة اغتيال المشير أحمد بدوي وزير الدفاع الأسبق، الذي قال عنه إنه حاول الوقوف أمام هذا التيار ، ولكن لقى مصرعه قبل أن ينفذ سياسته ومعه 14 من أكفأ ضباط القوات المسلحة في ظروف غامضة، وأن كل المؤشرات تشير إلى أن هذه الصفقات وتلك الشركات كانت وراء هذا الحادث، وقال بالحرف الواحد: إنه يشك أن عصابة ال «فور وينجز» كانت وراء هذا الاغتيال، وطالب الحكومة بإعادة النظر في قضية مصرع المشير وضباط القوات المسلحة.
وتسجل مضبطة استجواب "علوى حافظ في مجلس الشعب 5 مارس 1990 في الصفحة 16 قول المستجوب بالنص "أنا أكرر وأصر على الربط بين صفقات الأسلحة المريبة وبين مصرع صديقى ودفعتى ـ المقصود 1948 كلية حربية ـ وأخى وزميلى في السلاح أحمد بدوى وأرجو من الحكومة المصرية أن تعيد التحقيق في مقتل أحمد بدوى وزملائه 14 لواءا".
واللافت أن رد رئيس مجلس الوزراء «عاطف صدقى» على الاستجواب لم يتطرق مطلقا إلى مازعمه علوى حافظ بشأن حادث الفريق بدوى، كما لم تنشر الصحف المصرية حينها أي أقوال للنائب حول هذه الواقعة أو محاولة لتكذيبها.
إنتهت الجلسة التي استمرت 220 دقيقة من دون الاستجابة إلى طلبات المستجوب بتشكيل لجنة تقصي حقائق والكشف عن أسماء سلمتها وزراة العدل الأمريكية في مظروف أصفر مغلق لنظيرتها في مصر. إلا ان أوراق المضبطة تتضمن أرقاما وتواريخا لوثائق في الكونجرس الأمريكي وهي (التقرير رقم 144 للمناقشات بشأن دعم مصر في 25 إبريل 1979. وقرارات الكونجرس في المسألة ذاتها برقم 86 في 15 مايو 1979). وهناك أيضا إشارة في المضبطة إلى تحقيقات للنيابة في مصر بين عامي 1982 و1985 إنتهت إلى الحفظ في سرية تامة.
إلا أن علوى قبل وفاته ترك كتاباً بعنوان "الفساد" كتب فيه كل ما يتعلق بتجارة السلاح في مصر وأسماء المتربحين منها، وهى الجريمة التي أرخ لها كتاب "الحجاب" للكاتب "بوب ودوورد" الذي كان قد فجر فضيحة "ووتر جيت" سابقا، الذي أكد أن هذه الشركة تعتبر المورد الرئيسى لتجارة السلاح في مصر وانها تضم أربعة مؤسسين هم منير ثابت شقيق سوزان مبارك وعبد الحليم أبو غزالة وحسين سالم، وحسنى مبارك
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=636358&eid=2641
فديو حوار مع المشير احمد بدوى
http://www.youtube.com/watch?v=wx-U0P3TCVs
فديو اغتيال المشير احمد بدوى
http://www.youtube.com/watch?v=w-bsVGV8BI0
فديو حديث مع ابن البطل احمد بدوى
http://www.youtube.com/watch?v=WExdV6ouUhU-