قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن النفوذ السياسي لمصر غائب في العدوان الأخير على غزة في تناقض تام لدور مصر التاريخي لحل النزاع بين فلسطين وإسرائيل مشيرة إلى أن مصر التي يحكمها قائد الانقلاب العسكري الجنرال "عبد الفتاح السيسي" الآن تكتفي بإرسال مساعدات إنسانية بدولا من قيامها بدورها السياسي لحل الأزمة.
وأشارت الصحيفة في تقريرها المنشور أمس إلى الدور الكبير الذي قام به د. محمد مرسي الرئيس المدني المنتخب في وقف إطلاق النار على غزة عام 2012 لافتة إلى أن الحكام الجدد لمصر الذين انقلبوا على مرسي أقل حرصا على مساعدة "حماس" هذه المرة.
وتابعت الصحيفة أنه مع تصاعد الأزمة في غزة امتنعت مصر عن لعب دور الوسيط لوقف إطلاق النار حتى أن استجابتها الإنسانية كانت "فاترة" حيث فتح معبر رفح لاستقبال عدد محدود من سيارات الإسعاف وتم إغلاقه مرارا وتكرارا لمخاوف أمنية على حد زعم السلطات المصرية.
ونقلت الصحيفة عن عدد من الأطباء المصريين بإحدى المستشفيات بالقرب من الحدود قولهم "لقد أرسلت وزارة الصحة بغزة عددا محدودا من الحالات أقل من المتوقع لدى الأطباء".
وأشارت الصحيفة إلى الوضع المتردي الذي تعاني منه المستشفيات بغزة حيث تم تدمير ما لايقل عن خمس مرافق صحية من خلال القصف الجوي فضلا عن النقص الحاد في المستلزمات الطبية وفقا للأمم المتحدة لافتة إلى أن مشرحة مستشفى "الشفاء" القريبة من الحدود المصرية امتلئت بجثث الضحايا".
وقالت الصحيفة أن استجابة "السيسي" الحذرة لأزمة غزة تؤكد رغبته في رؤية إسرائيل تضعف من حركة "حماس" لافتة إلى الغضب الذي يجتاح الشارع المصري الذي ينظر إلى سياسته باعتبارها منحازة لإسرائيل.