تباينت ردود أفعال الدول الغربية والعربية على الاعتداءات المستمرة ضد غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث الصمت التام من الدول العربية والإسلامية تجاه قتل وإصابة مئات من الشعب الفلسطيني بنيران العدو، فيما اعتبرت الدول الأوربية رد المقاومة الفلسطينية على الاعتداءات الموجهه للشعب الفلسطيني، واصفينها بـ"العمليات الإرهابية".
يذكر أنّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أسفر حتى الآن عن سقوط 80 شهيدًا، وأكثر من 500 جريح.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، أمس الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
وقال "كي مون" في كلمة له خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث التطورات في "غزة": "الأمر مُلحّ أكثر من أي وقت مضى للعمل على التوصل إلى أرضية تفاهم للعودة إلى التهدئة وإلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، مؤكدًا دعوته الطرفين إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
وأضاف أمين الأمم المتحدة، أن "إسرائيل لديها قلق شرعي لكني أشعر أيضًا بقلق من تصاعد عدد القتلى بين الفلسطينيين"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم بغزة".
وحث "كي مون"، الحكومة المصرية على فتح المعابر من أجل الحالات الإنسانية، مضيفًا قوله: "يجب أن نسعى جاهدين لاستعادة محادثات سلام ذات مغزى توصل إلى حل الدولتين".
من جهته قال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة "رياض منصور" في كلمته باجتماع مجلس الأمن: "إن العدوان الإسرائيلي ينتهك مبادئ القانون الدولي باستهداف الأطفال والنساء والمسنين الفلسطينيين"، مضيفًا: "كفى عنفًا وقتلًا للفلسطينيين وكفى معاناة تحت الاحتلال".
ودعا "منصور"، مجلس الأمن، إلى القيام بمسؤولياته بحماية المدنيين الفلسطينيين من العدوان الإسرائيلي، وتساءل بالقول: "أي دفاع عن النفس يؤدي إلى قتل الأطفال ويبيح إبادة شعب؟".
وقال مندوب فلسطين بالأمم المتحدة، إنه "ليس هناك تبرير لقتل المدنيين الأبرياء من أي جانب"، داعيًا إلى "حماية الشعب الفلسطيني لأن إسرائيل تخلت عن مسؤوليتها كسلطة احتلال"، ومشيرًا إلى أن "الشعب الفلسطيني يتطلع لمجلس الأمن لكي ينفذ قراراته بشأن فلسطين".
من جانبه ندد ندد رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" بما أسماه "العدوان" على قطاع غزة، قائلًا: "إن أمتنا ليست بالأمة التي تسكت عن ظلم يقع في جوارها"، إشارة منه للعدوان الذي يقوم به الكيان الصهيوني على قطاع غزة.
وأضاف "أردوغان" في تصريحات صحفية له: "لن تدير هذه الأمة ظهرها لقصف الناس في غزة".
وقال "أردوغان" إنه لا يمكن لبلاده أن تطبع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ما لم يوقف "الظلم" الذي يمارسه على قطاع غزة.
وتابع رئيس الوزراء التركي القول مخاطبًا الكيان الصهيوني: "يجب عليكم أن توقفوا ما تمارسونه من ظلم أولًا، وفي حال لم توقفوا ذلك فمن المستحيل أن تعود العلاقات بين تركيا وإسرائيل إلى طبيعتها".
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من إعلان "أردوغان" أنه "لا يمكن الوقوف على الحياد في قضية فلسطين التي يقتل فيها العزل والأبرياء".
أما وزير الخارجية التركي "أحمد داوود أوغلو"، فقد قال: "إن الحياد في قضية فلسطين دعم للاحتلال الإسرائيلي ولا يمكن أن نبقى غير مبالين تجاه ما يحصل من عدوان في غزة".
فيما أعرب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أثناء اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني "بنيامين نتانياهو"، عن قلقه من "مخاطر تصعيد العمليات العسكرية بين الاحتلال وحركة حماس في قطاع غزة"، وأبلغه أن الولايات المتحدة مستعدة للمساعدة في وضع نهاية لهذا التصعيد.
وذكر البيت الأبيض في بيان أن "الولايات المتحدة تبقى مستعدة لتسهيل وقف للعمليات العسكرية بما في ذلك العودة إلى اتفاق نوفمبر 2012 لوقف إطلاق النار".
وقالت "جين ساكي" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن "وزير الخارجية جون كيري تحدث إلى نظيره المصري لحث القاهرة على استخدام نفوذها لتهدئة الوضع".
وأبلغت "ساكي" الصحفيين أن "جزءً من مساعي الوزير هو التواصل مع دول في المنطقة بما في ذلك قطر ومصر"، مضيفةً أن "أي دولة في المنطقة يمكنها أن تلعب دورًا في وضع نهاية لإطلاق الصواريخ من حماس، فإننا بالتأكيد سنتواصل معها"، حسب ما قالت.
يأتي هذا في الوقت الذي ترفض فيه الحكومة الأمريكية التفاوض بشكل مباشر مع "حماس" التي تعتبرها أمريكا منظمة إرهابية.
فيما أدان الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند"، اليوم الأربعاء، إطلاق حركة "حماس" للصواريخ من قطاع غزة على الكيان الصهيوني، معبّرًا عن "تضامن" فرنسا مع الكيان المحتل.
وخلال مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة الكيان المحتل "بنيامين نتانياهو" قال "هولاند": "يعود إلى الحكومة الإسرائيلية اتخاذ جميع الإجراءات لحماية شعبها فى وجه التهديدات"، وذلك وفق ما جاء في بيانٍ للرئاسة الفرنسية، فيما أكد الرئيس الفرنسي على "ضرورة تفادي تصعيد أعمال العنف".
أما عن مصر والتي كان لها الدور الأبرز والأكبر في وقف الاعتدءات على غزة، خلال العام الماضي، فإنها هذا العام تلعب دورًا يصفه مراقبون بالمتخاذل، إذ أقدم قائد الانقلاب المنصب رئيسًا لمصر، بمحاصراة القطاع عبر تدمير الأنفاق، وإغلاق المعابر.
هذا ولم يقم السيسي سوى بإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، أكد فيها على سعي مصر للتوصل إلى إيقاف إطلاق النار، فيما أكد "عباس" على ضرورة إلتزام "الطرفين" باتفاق التهدئة الموقع في 2012 بوساطة مصرية.
أما عن الموقف الفلسطيني ذاته فقد أكد "إسماعيل هنية" رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية في غزة السابق، فجر الجمعة، أن عدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة "سيفشل في تحقيق أهدافه وسينتصر الشعب في ظل ما يعيشه من مرحلة غير مسبوقة من الوحدة والمقاومة".
وأضاف "هنية" في تصريح صحفي: "أقول للاحتلال أوقفوا جرائم حربكم ضد شعبنا فعدوانكم سيفشل في تحقيق أهدافه وشعبنا سينتصر مهما بلغت التضحيات وعظمة التهديدات فهو يعيش مرحلة غير مسبوقة من الوحدة والمقاومة".
وأكد هنية على "عدم الخشية من تهديدات العدو وأن دماء القادة ليست أغلى من دماء الأطفال والعائلات".
وتابع قائلًا: "العدو نقض منذ وقت طويل اتفاق التهدئة وتنكر لكل التفاهمات وقرر الحرب، امتدادًا للهجمة المسعورة على شعبنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة"، مشددًا على أن "العدو هو الذي بدأ العدوان وعليه أن يوقف العدوان فنحن ندافع عن أنفسنا انطلاقاً من وحدة الدم والمصير لشعبنا في كل أماكن تواجده".
وعبر "هنية" عن اعتزازه بالشعب الفلسطيني، موجهًا التحية لـ"شهدائنا الأبرار ونفتخر بالمقاومة التي أذهلت العالم وأربكت مخططات العدو، فكانت عند حسن ظن الشعب والأمة عظمةً وأداءً".
وأكد "هنية" على "أن الشعب الفلسطيني سينتصر مهما بلغت التضحيات والتهديدات"، مضيفًا قوله: "إن مرحلةً غير مسبوقة من الوحدة والمقاومة يعيشها الفلسطينيون".
أما الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، فقد نند من جانبه بالعمليات والغارات الصهيونية على قطاع غزة".
وقال "عباس" في اجتماع للقيادة الفلسطينية إن "ما يحصل في غزة حرب على الشعب الفلسطيني بأكمله"، في الوقت الذي تعهد فيه رئيس وزراء الكيان الصهيوني بتكثيف "الهجمات في قطاع غزة".
واتهم الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، الكيان الصهيوني، بشن حرب "حقيقية" على الشعب الفلسطيني، حسب تعبيره، وقال "عباس" في بداية اجتماع للقيادة الفلسطينية في مكتبه "برام الله": "هذه الأحداث التي تحصل هذه الأيام هي حرب بكل معنى الكلمة على الشعب الفلسطيني بدأت بالخليل، ثم انتقلت إلى القدس، والآن انتقلت إلى غزة وباقي الأرض الفلسطيينة"، مضيفًا: "هذه الحرب ليست ضد حماس أو ضد فصيل آخر وإنما هي حرب ضد الشعب الفلسطيني".
من جانبه اعتبر رئيس الكيان الصهيوني "شيمون بيريز" أن وقت إطلاق العملية العسكرية البرية في قطاع غزة "قد يأتي في القريب العاجل إذ لم توقف حركة حماس الاعتداءات الصاروخية المنطلقة من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية".
ونقل راديو "صوت إسرائيل"، مساء اليوم الأربعاء، عن "بيريز" حديثه لشبكة "سي إن إن" قوله: "إن إسرائيل حذرت حركة حماس مرارًا وتكرارًا من عواقب استمرار الاعتداءات وأمهلتها عدة أيام لوقفها، إلا أن ذلك لم يحصل بل تم توسيع رقعة المناطق التي تتعرض للاعتداءات".