أثار القانون الذي تقدم به الشيخ سيد عسكر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب حول تجريم المشاهد الإباحية الجدل بين الأفراد ، فالبعض يرى أن هناك ما هو أولى من ذلك ألا وهو تحقيق الأمن، وبين من يرى أن هذا الأمر بات مطلباً ضرورياً لابد من تحقيقه .
بوابة "الوفد" الاليكترونية قامت باستطلاع آراء رجال الدين للوقوف على هذا الأمر وماذا لو تم تأجيله بعض الشيء ،أم لابد من المسارعة فى تطبيقه
في البداية يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف: إن هذه المشاهد الإباحية أمر فيه فساد وإفساد للأخلاق، وينبغي ألا تشاهد في بلادنا التى تدعو إلى الاخلاق، وكما يقول الحكيم العربي " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ".
وأكد الأطرش أن مشاهدة هذه الأفلام وتلك الصور تدعو إلى انتشار الرزيلة، مستندا في كلامه إلى موقف " يوشع بن نون " عليه السلام عندما أراد حرب الجبارين، فقال لهم كبيرهم لاطاقة لكم بجيش يوشع فإنما زينوا أبكاركم وأبعثوا نساءكم إلى الأسواق وقولوا لهم إن المرأة لاترد يد لامس فإن عبث شبابهم بنسائكم انتصرتم عليهم" .
وطالب الأطرش باستبدال هذه الإفلام بأخرى نافعة تدعو إلى الفضيلة والأخلاق الحسنة، قائلا: "كفانا الإعلام الفاسد الذي كان يقوده صفوت الشريف الذي أفسد البلد بحالها إلا قليلا، وعلينا أن نأخذ العبرة مما مر
ومن جانبها، أيدت الدكتورة ماجدة محمود هزاع رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، من دعا لسن هذا القانون، معربة عن خالص الشكر وعظيم التقدير لمن اقترح هذا الاقتراح .
وأوضحت هزاع أن تأييدها لهذا القانون نابع من رؤيتها أن انحراف السلوك الأخلاقي في هذه الأيام بسبب الاطلاع على هذه الأفلام الفجة التي يجب أن يحظر بثها كما هو الحال في الكثير من البلدان الإسلامية التي تتبع نهج الإسلام.
وأكدت هزاع أن هذه الافلام مخالفة لشرع الله سبحان وتعالى لما يترتب عليها من مفاسد في الأسرة، وهي ضد الحياء الذي حث عليه الرسول الكريم في حديثه الشريف القائل(الايمان بضع وسبعون أو بضع وستون أعلاها قول لا إله الا الله وأدناها إماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)ومعني هذا أن من يطلع على هذه الأفلام والمشاهد الخليعة فلا إيمان له ولا حياء .
ورأت هزاع أن مشاهدة هذه الأفلام فيه مخالفة لشرع الله تعالى لقوله " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" وقد أمر الله عزوجل بغض النظر عن العورات بقوله تعالي: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن " ومما لاشك فيه أن الاطلاع على هذه المشاهد به مشاهدة للعورات التي أمرنا الله بغض النظر عنها، فعلينا رفض هذه المشاهد والمطالبة بقانون يجرم كل من يعمل على إشاعة هذه المشاهد التي تحض على الرذيلة وليس الفضيلة.
وردت هزاع على من يقولون بأن هذا الأمر ليس وقته بقولها "شرائع الاسلام في كل وقت ومكان، فمنع مشاهدة هذه المشاهد يحقق صورة من صورحفظ الأمن والأمان لأن اثارة الغرائز يترتب عليها السرقة والخطف وشرب المخدرات فلماذا الاستمرار في بثها؟" .
وبدوره يرى الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أنه آن الآوان لأن نلبي حاجات الشعب ومطالبه ، فالشعب يريد حياة طاهرة وحياة طيبة نقية، يريد إعلاما صالحا تقيا ويريد عرضاً لأفلام لاتخدش الحياء .
وأضاف البدري أن الشعب الذي يصلي لله ويصوم ويحرص على آداء فرائضه إنما يريد أفلاما تدعو إلى الأخلاق الحسنة والفضائل، مشددا على أن تطبيق قانون كهذا هو استماع لمطالب الشعب وتحقيق لما يتمنى الشعب مؤكداً أن تنفيذ هذا المطلب آن وقته بل وقد تأخر فكان يجب علينا أن نطالب بهذا منذ بدء الثورة.
ومن جانبه يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق إن من يرى بأن هناك ما هو أهم فهو يأخذ بفقه الأولويات ، فلا أحد يوافق على أن الأفلام الإباحية تظل منتشرة وتصبح الأصل في الحياة ، متسائلا " ماذا لو تم منعها في مصر فهل نستطيع أن نمنعها من القنوات الفرنسية والتركية وغيرها من القنوات التي تبثهاالفضائيات ليلاً ونهاراً؟
وطالب عاشور بإصلاح التعليم عقب تحقيق الأمن من باب أولى ، فعن طريق التعليم يتخرج أفرادا محصنون ضد الفساد وقادرون على مواجهته.