/>

التحرير يستعد لإجبار سليمان على التنحى الثانى ويتعهد بعدم وصولة للرئاسة





قبل خلع الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير من العام الماضي، تعالت أصوات المتظاهرين بميدان التحرير بهتاف توحدوا عليه لأكثر من أربعة أيام متواصلة، هو «لا مبارك ولا سليمان.. لسه الثورة في الميدان»
ليعلنوا رفضهم قرار الرئيس المخلوع وقتها تعيين اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة في منصب نائب رئيس الجمهورية، وسط اتهامات من جميع القوى الثورية لسليمان وقتها بأنه سيكون دوبلير مبارك وأن تعيينه نائباً له جاء كمحاولة أخيرة من المخلوع لامتصاص الغضب الشعبي ووقف المطالبات بإسقاط النظام بأكمله.
وظل المتظاهرون يرددون الشعارات الرافضة لتعيين عمر سليمان نائباً لمبارك وبقائهما سوياً في حكم مصر ليرتفع سقف المطالب بين القوى الثورية الى المطالبة بإعدام مبارك وسليمان والعادلي وجميع رموز النظام السابق.
وبعد إلقائه خطاب التنحي في 11 فبراير اختفى سليمان من الساحة السياسية والاعلامية، ولجأ لأسلوبه الذي يفضله دائما في المراوغة وهو الغموض، ليفاجئ الشعب مرة اخرى قبل عشرة أيام بتفكيره في خوض الانتخابات الرئاسية، واعقب ذلك صدور بيان منه يوضح عدم قدرته على خوض الانتخابات لأسباب عديدة ساقها في بيانه الذي أصدره الخميس الماضي.
اعتقد البعض أن القصة انتهت عند هذا الحد، لكنه فاجأ الجميع مرة اخرى بسحب أوراق ترشحه للرئاسة يوم السبت ليقدمها الى اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة الأحد الماضي في آخر أيام تقديم طلبات الترشح وقبل دقائق من غلق الباب، ليشعل ترشيحه المشهد السياسي ويزداد توتراً وينذر باقتراب ثورة مسلحة بين ميليشيات سليمان ومؤيديه المحسوبين على النظام السابق والذين لايزالون يحتفظون بولائهم للرئيس المخلوع، وبين القوى الإسلامية والثورية التي رأت في ترشيح سليمان واحتمالية فوزه في الانتخابات الرئاسية خطوة تهدد بسقوط الدولة واشتعال ثورة دموية.
من جانبها هددت القوى الثورية باللجوء الى جميع الخيارات سواء السلمية أو المسلحة لمنع ترشيح سليمان للرئاسة او منع وصوله للمنصب إذا أصر على خوض السباق الرئاسي.
فقد أكد محمد عباس ان شباب الاخوان المفصولين وعضو الهيئة العليا لحزب التيار المصري الذي أكد ان شباب الثورة لن يسمحوا لسليمان بالترشح في الانتخابات مؤكداً ان القوى الثورية اتفقت على النزول للشارع وتنظيم مليونيات بداية من يوم الجمعة القادم لمنع سليمان من الترشح للرئاسة.
ووصف عباس ترشح سليمان بأنه امتداد لحكم مبارك وأن سليمان «دوبلير» مبارك الذي يريد أن يصل الى كرسي الرئاسة لحماية المخلوع ونجليه من حبل المشنقة وحماية اعضاء المجلس العسكري من الملاحقة القضائية، لافتاً الى أن نجاح سليمان يعني انتهاء ثورة 25 يناير وتحويلها الى حركة احتجاجية وتضييع دماء الشهداء.
وحذر عباس من تكرار نموذج الثورة الرومانية التي أعدمت «شاوشيسكو» ونجليه بعد دقائق من وصول الثورة الى قصره، وبعد ذلك ترشح نائبه للرئاسة وعاد نظامه للحكم مرة أخرى ليقوم بإعدام قادة الثورة والتخلص منها الى الأبد. مشيراً الى أن مصر مهددة بتكرار ما حدث في رومانيا خاصة بعد ترشح سليمان للرئاسة.
وهدد عباس باللجوء الى كافة الخيارات السلمية مثل المليونيات والاعتصام بميدان التحرير او الوسائل غير السلمية والاقدام على ثورة مسلحة للتخلص من بقايا النظام، مشيراً الى أن كافة القوى الثورية سترفع شعار «يا نحاكم سليمان يا نستشهد في الميدان»، وأن شباب الثورة لن يكتفوا فقط بانسحاب سليمان من الرئاسة بل سيرفعون سقف مطالبهم لمحاكمته ومعه معظم رموز النظام السابق محاكمة عادلة وجدية. وانتقد عباس أعضاء مجلس الشعب الذين رفضوا منذ بدء عمل المجلس في 23 يناير الماضي اصدار قانون العزل السياسي، لرموز النظام السابق وتفكيرهم في اصدار القانون بعد ترشح سليمان، مشيراً الى أن اعضاء مجلس الشعب يعلمون جيداً أن المجلس العسكري لن يوافق أو يصدق على القانون الذي قاموا بمناقشته يوم الاثنين الماضي، واصفاً مجلس الشعب بأنه يلعب في الوقت الضائع، وأنه المسئول عن اجهاض الثورة وترشح فلول النظام السابق.
أما وليد جلال - رئيس حزب الحرية والكرامة المنبثق عن حركة 6 ابريل - فأكد ان اصرار عمر سليمان على خوض الانتخابات الرئاسية ينذر بحدوث مواجهات مسلحة بين القوى الاسلامية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين وبين القوى الموالية لسليمان لافتاً الى أن فوز سليمان ووصوله لكرسي الرئاسة يهدد بحدوث انقلاب عسكري أو ثورة مسلحة وحرب شوارع بين ميليشيات النظام السابق وبين الميليشيات الاسلامية والثورية مؤكداً أن شباب الثور ة لن يسمحوا بترشح سليمان ولو على جثثهم.
أما هاني علي - عضو حركة 6 أبريل «الجبهة الديمقراطية» - أشار من جانبه الى أن الحركة تقوم بالتنسيق مع كافة الحركات الثورية لبحث آليات التصعيد في حالة اصرار سليمان على خوض الانتخابات الرئاسية، مؤكداً ان الحركة لن تشارك في مليونية الجمعة القادمة بسبب دعوة القوى الاسلامية لها وهو ما ترفضه القوى الثورية خاصة بعد المواقف المتخاذلة لمعظم الحركات الاسلامية اثناء أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وعدم وقوفهم بجانب الثوار.



التعليقات
0 التعليقات