: واصلت قوات الأمن مدعومة بالآليات العسكرية حصار مدينة كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة، وقرية ناهيا المجاورة لها، لليوم الثالث على التوالي، في إطار حملة أمنية موسعة ضد البلدة.
وأكدت مصادر صحافية مصرية أنه لم تسجل أية مظاهر عنف من جانب أهالي "كرداسة"، الأمر الذي كان بمثابة مفاجئة للضباط المشاركين في الحملة، إلى الحد الذي أبدى بعضهم دهشته من التضخيم الإعلامي الذي سبق الحملة الأمنية، ومبالغة الإعلاميين في الحديث عن كرداسة بوصفها "إمارة إسلامية" لا تخضع لسيطرة الدولة.
ونقلت صحيفة "المصريون" عن شهود عيان قولهم: إن أحد الضباط قام بسب الإعلامي وائل الإبراشي، مقدم برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم"، والذي قاد عملية الشحن الإعلامي ضد كرداسة وناهيا على مدار أكثر من شهر، بعدما تفاجأ بالمعاملة الطيبة من قبل الأهالي وتقديم واجب الضيافة لهم.
وأوضح الشهود أنه عندما كانت قوات الشرطة في طريقها للقبض على أحد المتهمين في المنطقة الغربية من ناهيا في اليوم الأول من الحملة (الخميس) "غرزت" إحدى المدرعات، ما دفع مجموعة من الشباب إلى عرض المساعدة لإنقاذها، إلا أن أفراد القوة رفضوا، وتكاتفوا لدفعها إلا أنهم فشلوا حتى بعد الاستعانة بمدرعة أخرى، ما اضطرهم إلى القبول بمساعدة الشباب ليتم إخراجها.
وقوبل هذا الموقف بامتنان من قبل الضباط والجنود الذين قدم لهم الأهالي العصائر والمشروبات، ولم يخف أحد الضباط المشاركين في الحملة دهشته من هذه الروح الطيبة تجاههم، ما جعله يعبر بصوت عالٍ عن استيائه من عملية التجييش الإعلامي الذي استبق الحملة، وقال بصوت مسموع: "يا ابن (....) يا إبراشي.. فين الإرهاب اللي إنت بتقول عليه"؟!!.
هذا وتفرض قوات الأمن طوقًا أمنيًّا مشددًا على مداخل ومخارج كرداسة وناهيا على الرغم من حالة الهدوء التي سادت المنطقة، كما منعت قوات الأمن السماح بدخول أو خروج السيارات، ما اضطر معه سائقو الميكروباص، وقائدو السيارات النقل إلى سلوك طرق فرعية غير ممهدة.
يأتي ذلك بعد أن كانت الشرطة انسحبت مساء الجمعة من العديد من معظم المناطق التي انتشرت فيها، باستثناء القوات المتمركزة أمام مركز شرطة كرداسة، ومدخل ناهيا من ناحية ما يعرف بـ "الطريق الأبيض".
ورغم الحصار والحملة الأمنية، انطلقت مسيرات ليلية عقب صلاة العشاء في شوارع كرداسة وناهيا، استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" في إطار جمعة "الشباب عماد الثورة"، بعد أن كانتا شهدتا مسيرات حاشدة عقب صلاة الجمعة.
0
التعليقات
