/>

وثائق: "سي آي إيه" تجسست على السادات




أفرجت وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، أمس عن 1400 وثيقة تتعلق بالمحادثات بين مصر وإسرائيل والتي جرت برعاية الولايات المتحدة قبل توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام عام 1978. وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مقتطفات من الوثائق التي تضم ملخصات اجتماعات مجلس الأمن القومي الأمريكي والاجتماعات الرئيسية بين المسؤولين الأمريكيين والمصريين والإسرائيليين في الفترة من يناير 1977 إلى مارس 1979. ووفقا لتلك الوثائق، فإنه "خلال بلورة اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وجد الجانبان كثيرًا من الصعوبة في منح الثقة لبعضهما البعض، الأمر الذي لاحظته واشنطن في نظره الرئيس المصري الأسبق أنور السادات لوزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك موشي ديان، والذي كان يشغل منصب وزير دفاع إسرائيل وقت حرب 1967". وتضم الوثائق -وفقا للصحيفة الإسرائيلية- ملفات احتوت على "بروفايلات" سياسية وشخصية للرئيس المصري الراحل أنور للسادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن والتي أراد الرئيس الأمريكي وقتذاك جيمي كارتر الاطلاع عليها قبل إجراء قمة ثلاثية مع مصر وإسرائيل. وأوضحت أن "كارتر تلقى ملفا ثالثا يقارن بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي في نواح عديدة من بينها أسلوبيهما في التفاوض". وذكرت الصحيفة أنه "خلال الجلسة التي عقدها كارتر مع مجلس الأمن القومي في 1 سبتمبر 1978، أي قبل أيام معدودات من بداية محادثات "كامب ديفيد"، قام الحضور بإعطاء تحليلات للرئيس الأمريكي عن السادات وبيجن وعن طاقمي التفاوض المصري والإسرائيلي، وقام صموئيل لويس السفير الأمريكي بإسرائيل وقتها بفحص أعضاء الوفد الإسرائيلي والديناميكية والنشاط فيما بينهم". ونقلت عن لويس وصفه لديان بأنه "لديه تأثير خاص على المحادثات، كما أن ديان ووزير الدفاع عيزرا فيتسمان يريان في المحادثات نقطة تحول أكثر مما ينظر بيجن للأمر"، لكنه أشار –بموجب الوثائق الاستخباراتية- إلى أن الرئيس المصري يثق في فيتسمان أكثر من ديان"، مضيفًا: "فيتسمان كان عمليًا وحريصًا جدًا على عدم إضاعة الفرصة لتحقيق السلام، كما أنه مقتنع بأن الرئيس المصري أكثر أمانة وصدقًا من الآخرين". وأشارت الصحيفة إلى وثيقة استخباراتية أخرى مفرج عنها، بعنوان "معضلة جائزة نوبل للسلام الخاصة بالسادات"، جاء فيها أن السادات يريد أن يتم ذكره كباحث عن السلام"، مضيفة أن تقييما أجرته وكالة الاستخبارات الأمريكية عام 1977 للسادات أسفرت نتائجه عن أن الأخير لديه رغبة شديدة في الشهرة وأن يكون له مكانته في التاريخ". ووفقا للوثائق، فإن المعلومات الشخصية التي جمعها رجال المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" عن السادات وبيجن جاءت عبر الحديث مع عناصر حكومية كان لها علاقات وصلات شخصية مع كل من الرجلين. وقامت "سي آي إيه" بإجراء رصد إلكتروني لكل من الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك وتنصتت على مكالماتهما التي أجرياها مع رجالهما.


التعليقات
0 التعليقات