خالد حسن | خدمة العصر | الأحداث ساخنة ملتهبة في العراق تتسارع بما يفوق القدرة على المتابعة الدقيقة والنظر السديد، ثمة أمور ملتبسة ومخاوف حقيقية من الحاضر والمستقبل.
الثورة حقيقية شاركت فيها رايات وعناوين ومسميات وقوى كثيرة، لكنها في النهاية ثورة العراقيين المظلومين المقهورين الثائرين على محتلي العراق.
البعض موغل في تشاؤمه لا يريد أن يرى راية لداعش في أي بقعة من العراق الثائر والبعض الآخر مستاء جدا من احتمال نشوب صراع دموي بين قوى الثورة.
البعض يرى الثورة بمنظور التعاطف مع داعش والبعض يراها من زاوية مقت داعش والبعض يتوقع الأسوأ بحضور داعش والبعض يبالغ في التفاؤل لتمكن داعش ..
لو أن الأمور تجري وفقا لما يتمناه كل هؤلاء وغيرهم لكان الأمر هينا لينا سلسا مريحا، لكن في التحليل والنظر والموقف والتقدير الأمر بخلاف ذلك.
داعش لا تؤتمن لا على أرض ولا على تحرير ولا على مقاومة ولا على تمكن، هذا رأيي فيهم، وهي لغم ينفجر في وجه المقاوم والمحتل. لكن لن نتكر لثورة العراقيين لحضور داعش وإن كان بارزا.
لكن تحالف بعض العشائر العربية وضباط سابقين في جيش صدام معها كان، في جانب كبير منه، نكاية في المالكي وردا على الاضطهاد وانتقاما عزز قدراتها وأكسبها حاضنة مؤثرة.
وفي الانفجار الأخير المفاجئ التحم كل مكونات القوى الثورية والمسلحة السنية، أو على الأقل أكثرها، والحرب جمعتهم مع داعش، فماذا هم فاعلون؟
داعش تهدد وتتوعد المجتمع المحلي في الموصل وغيرها، داعش لا تقبل راية منافسة داعش تفرض منطقها وجنونها، فماذا يفعل الثوار المسلحون الآخرون؟
هل ينسحبون؟ هل يفجرون صراعا دمويا مع داعش؟ التطورات الميدانية والمخاوف تفوق القدرة على تقدير الموقف الصحيح، لكن الثورة الشعبية تجاوزت الجميع.
ليس من العقل ولا من الحكمة استعداء طرف لا يؤتمن الآن في خضم هذا الانفجار الهائل، داعش تريد السيطرة وبعث الدوري يتحين الفرصة للعودة والانقضاض.
بيان هيئة علماء العراق والشيخ السعدي وعقلاء العراق يحاول ضبط الموقف مدفوعا بتجارب مريرة في العراق ثم في سوريا، لكن الأمر لن يستقر سريعا ولن تتوقف المساعي والمحاولات والتحركات من عقلاء العراق لضبط الوضع المشتعل.
أما حدوث مثل هذا الانفجار الهائل بلا قدر من الفوضى والارتباط والتخبط والصراعات الداخلية، فهذا لم يقل به تاريخ ولا نصت عليه تجربة.
لكن الأوضاع تتلاحق وتتحرك بسرعة، والمضطهدون من العراقيين وهم الغالبية سيحسمون موقفهم في الأخير، فهم صناع الثورة ووقودها.