/>

استهداف النساء والأطفال.. الانقلاب والصهاينة وجهان لعملة واحدة





• فى فلسطين ثلت الشهدء من الأطفال.. وفى مصر 575 طفلا خلف القضبان
• ضحايا العدوان من النساء بلغ 243 سيدة.. وفى مصر 100 شهيدة 1500 معتقلة
• باحثة سياسية: الانقلاب يسير على درب الصهاينة فى استهداف النساء والأطفال
• رشاد لاشين: استهداف الانقلابيين والصهاينة للأطفال والنساء يؤكد خسة ووضاعة منهجهم


"استهداف النساء والأطفال والشيوخ" أحد أهم نقاط الاتفاق المنهجى بين قوات الاحتلال الإسرائيلية فى عدوانها على غزة وبين سلطة الانقلاب العسكرى.
فالمتابع والمراقب لمجازر الانقلابيين فى مصر وما أسفرت عنه من ضحايا بالمئات من الأطفال والنساء والشيوخ، لا يجد فارقا بين الانقلابيين والصهاينة الذين استهدفوا على مدار شهر من العدوان المئات من الأطفال والنساء والشيوخ، فى محاولة يائسة للقضاء على جيل جديد من المقاومين الأحرار.
فبحسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينيّة، فإن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزّة أوقع 1875 شهيداً بينهم 430 طفلاً، حيث مثّل الأطفال31 % من العدد الإجمالي للقتلى المدنيين بينهم 251 فتى و157 فتاة قتلوا، أعمارهم 12 عامًا أو أقل، بالإضافة إلى قتل عدد ليس بالقليل من الأطفال الرضع، وإصابة الآلاف.
وبحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة اليونيسيف، فإن ما يزيد عن ألفَي طفل تعرّضوا لإصابات وجروح مختلفة تراوحت ما بين خطيرة وأكثر خطورة، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي طال منازل المواطنين.
وأكد التقرير أنه لا يمرّ يوم على غزة من دون أن تزهق فيه أرواح أطفال بريئة أو ينزف دم طفلٍ أصيب بشظايا, لافتاً إلى أن نحو 326 ألف قاصر في غزة بحاجة إلى دعم نفسي جرّاء تعرُّضهم لأضرار نفسيّة كبيرة خلال العدوان على غزة.
وبلغ عدد ضحايا العدوان على غزة من النساء 243 امرأة بالاضافة الى مئات الإصابات، كما تجاوز عدد الشهداء من الشيوخ المئات نتيجة الاستهداف المتعمد لطائرات العدو الصهيونى لقصف المنشاءآت المدنية والصحية.
ضحايا الانقلاب
كما كان استهداف النساء والأطفال والشيوخ هو المنهج الذى سار على دربه الانقلابيين على مدار ما يزيد عن عام من عمر الانقلاب، فقد بلغ عدد الشهيدات نحو 100 شهيدة منذ الانقلاب, بالإضافة إلى حوالي 1500 معتقلة, ومازال منهن حتى الآن حوالي 80 معتقلة خلف أسوار السجون من مختلف المحافظات.
وبلغ عدد الشهداء من الأطفال العشرات فى حين تجاوز عدد الأطفال المعتقلين 575 معتقلا في سجون الانقلاب, يتعرضون لألوان شتى من التعذيب مثل الصعق بالكهرباء والضرب بالكرباج والتعليق على الحائط.
وبلغ عدد المسنين فى سجون الانقلاب 482 مُسنًّا توفي منهم 60 معتقل نتيجة الإهمال الطبي داخل سجون الانقلاب.
وفى هذا الإطار، قالت الدكتورة شيماء بهاء -الباحث السياسي بمركز الحضارة للدراسات السياسية-: إن استهداف الأطفال من قبل الصهاينة وسلطة الانقلاب فى الداخل, يؤكد أن هؤلاء المستبدين يحكمهم منهج واحد, يهدفون من ورائه اغتيال المستقبل بما يحمله من أجيال جديدة تربت على كراهية الظلم والعدوان.
وأوضحت لـ"الحرية العدالة" أن المستبد الداخلي الممثل فى سلطة الانقلاب والمحتل الصهيوني يلتقي في العديد من الغايات ومنها إحكام السيطرة واستنفاذ الآمال والطاقات والموارد.
وترى "بهاء" أن من البدهي أن يتشابه منهجهم القمعى وتتوحد الآليات والوسائل لتطبيق هذا المنهج, لافتة إلى أن هناك تشابه كبير بين ما يرتكب من جرائم ضد الأطفال في كل من فلسطين على يد المحتل الصهيوني, وما يرتكب ضد الاطفال فى مصر بواسطة سلطات الانقلاب العسكري الغاشم الذي قوض البناء الديمقراطي لثورة 25 يناير ليستعيد مقاليد الحكم الاستبدادي الفاسد, حيث أصبحنا نرى الأطفال على الجانبين تهدم فوقهم البيوت وتسيل دماؤهم بألوان شتى من العذاب والإجرام والإهانة.
وقالت إن كل ذلك يتم تحت نفس الدعاوى الزائفة وهى محاربة الإرهاب, فتحت تلك الذريعة تهدم البيوت فوق رءوس الأطفال في غزة وسيناء على السواء, وتحت دعوى الحفاظ على الأمن يقيد القُصر في المعتقلات أسرى.
وأضافت "بهاء" أن إصرار أعداء الداخل والخارج على استهداف الأطفال براعم المستقبل ما هى إلا محاولة يائسة لإغتيال المستقبل فهم على يقين أن تلك الأجيال الفتية لن يثنيها خوف عن المطالبة بالحرية والكرامة, مشيرة إلى أن استهداف النساء أيضا محاولة يائسة لكسر شوكة المقاومة فى الداخل والخارج ولكن صلابة المرأة كان حائط صد ضد تحقيق اهدافهم الخبيثة.
وقالت إن استهداف الأطفال من قبل أعداء أمتنا الإسلامية في الداخل والخارج ليس مثاله الوحيد القتل المباشر الذي ربما يوقظ بعض الضمائر الغافلة من عموم الناس, وإنما هناك استهداف ممنهج لعقل الطفل المسلم ووجدانه, معتبره أنه الأخطر، من خلال إعلام وتعليم غلب عليهما الفساد.
وطالبت "بهاء" قوى الثورة والتغيير أن تضع نصب أعينها الأطفال، فلا تنشغل عنهم بهم اقتصادي أو هم سياسي.
وفي تحليله لخوف الانقلابيين والصهاينة من هذا الجيل الصغير، أكد الدكتور رشاد لاشين -الخبير النفسى والتربوى- أن الفكر الاستبدادى لأى كيان مغتصب إنما يعتمد على محاولة التخلص من كل ما يتوجس منه ويرى فيه خطراً على بقائه، مشدداً على أن منهج استهداف الأطفال إنما هو ترجمة صريحة عن حجم الخوف الذى يتملك الصهاينة فى الخارج والانقلابيون فى الداخل من هذا الجيل الصغير.
وقال لـ"الحرية والعدالة": إن هؤلاء الأعداء على يقين بأن هذا الجيل هو أول معول هدم لهما، مشيرا إلى أن استهداف الأطفال والنساء والشيوخ بجانب أنه ترجمة صريحة عن جبن هؤلاء المغتصبين فإنه على الجانب الأخر ترجمة واضحة عن مدى خسة ووضاعة منهجهم.
وأكد "لاشين" أن الأجيال الصغيرة فى غزة وفى مصر لا تواجه الاحتلال والانقلاب فى الداخل من منطلق البحث عن الأطماع السياسية أو اقتسام الغنائم، ولكن قضيتهم الأولى هي استرداد هذا الوطن من مغتصبيه واسترداد ثورتهم ممن حاولوا الانقلاب عليها, ولا يرهبهم ولن يثنيهم عن تحقيق هذا الهدف أى ممارسات قمعية.
وشدد على أن لجوءهم إلى القمع في مواجهة هذا الجيل الصغير إنما ينم عن غباء منهجهم, مضيفا أنه على الرغم من امتلاك الصهاينة والانقلابيين لوسائل القمع المتعددة إلا أن الطرف الأقوى في هذا الصراع هم هؤلاء الصغار الذين تمكنوا بإصرارهم وثباتهم في إلقاء قذائف الرعب داخل هؤلاء الاعداء فى الداخل والخارج.

التعليقات
0 التعليقات