حرب تكسير العظام تشتعل بين الأحزاب.. "الكتلة": الإسلاميون فازوا بالدعاية المضادة و"الحرية والعدالة" و"النور": لن نرد و"الصندوق" بيننا
اشتعلت حرب تكسير العظام بين الأحزاب عشية المرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب التي تجرى في تسع محافظات هي: الجيزة، بنى سويف، المنوفية، الشرقية، الإسماعيلية، السويس، البحيرة، سوهاج، وأسوان، وأصبحت الدعاية المضادة سلاحًا فتاكًا في مواجهة الخصوم، خاصة ضد التيار الإسلامي الذي حصد أغلبية مقاعد المرحلة الأولي، وهي الحملة التي ترتكز خصوصًا على إثارة المخاوف من صعود الإسلاميين، في المقابل اتهمت الأحزاب الليبرالية والعلمانية الإسلاميين باستخدام الدين وممارسة حملة تشويه ضدهم.
ورفض الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة" ممارسات بعض الأحزاب والمرشحين الذين يقومون بدعاية سلبية ضد حزبه – الفائز الأكبر في المرحلة الأولى- إما باستئجار أشخاص مجهولين يمارسون الدعاية السلبية أمام اللجان باسم الحزب أو بتوزيع بيانات تحمل أسماء مرشحين للحزب تتضمن تأييدًا لمرشحين آخرين أو الادعاء بالتنسيق معهم.
وقال صبحي صالح القيادي البارز بحزب "الحرية والعدالة" إن جميع الادعاءات المضادة التي تمارس ضد الحرية والعدالة أشياء تعودنا عليها كالقول بأننا نمتلك تمويلًا أجنبيًا. وأشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات حسمت مسألة الدعاية المضادة وأوكلت الشكاوي للنيابة للبت فيها، مشيرًا إلى أن الحزب قام بالعديد من الشكاوي حول ممارسات من هذا النوع.
من جانبه، شكا الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفي من أن هناك حملة ضد التيار الإسلامي وخصوصًا حزب النور- رافضًا الإفصاح عن أسماء تلك الأحزاب التي تقوم بالدعاية ضد حزبه- ومن بينها التشكيك في تمويل الحزب, والادعاء بمهاجمة الحزب للمرأة والأقباط وما يخص السياحة وتكفير الديمقراطية.
ونفي الاتهامات التي وجهت للحزب حول ممارسته دعاية مضادة لبعض الأحزاب الليبرالية والعلمانية "لأنهم لا يمتلكون الإمكانات لفعل هذا الشيء أسوة بمن يستخدم وسائله الإعلامية من قنوات فضائية وجرائد يومية، مشددًا علي تأثير مثل هذه الدعاية بالسلب في الوقت الحالي.
وأشار عبدالغفور إلى أن الإسلاميين سيواصلون الصعود على الرغم من محاولات تشويه صورتهم باصطناع حرب اتهامات متبادلة بين "النور" و"الحرية والعدالة"، فيما وصفه بأنه أمر "غير أخلاقي تمامًا"، لافتًا إلى استمرار حملات التشويه الإعلامي وزيادة حدته وضراوته في المرحلة الثانية، لكنه أكد أن حزبه لن يضيع وقتًا في الرد على تلك الاتهامات بل سيهتم في العمل والبناء.
في المقابل، اتهم أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي العربي بعض التيارات الإسلامية باستخدام "الدين" و تكفير الخصوم ومحاولة إخراجهم عن الدين في مواجهة الاتجاهات العلمانية والليبرالية والإسلامية نفسها.
وقال إن حزب الحرية والعدالة مارس نوعًا من الدعاية المضادة لحزب الوسط، كذلك حزب "النور" السلفي استخدم الأسلوب نفسه ضد الدكتور حمدي حسن مرشح "الحرية والعدالة" بالاسكندرية، وانتقد الزج بالدين من جانب التيار السلفي في دائرة مدينة نصر ضد مصطفي النجار, وهو ما يعد "أمرًا كارثيًا في تحول الصراع الانتخابي الي صراع ديني طائفي لا يحمد عقباه".
فيما اتهم المهندس باسل عادل عضو المجلس الرئاسي لحزب "المصريين الأحرار" جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية المتمثل بحزب "الحرية والعدالة" بأنها تتعمد تتبع مسيرات "الكتلة المصرية" والذهاب لذات المناطق التي يقيمون فيها مؤتمرات انتخابية لتشويه صورة "المصريين الأحرار" بالادعاء بأن الأحزاب المدنية فاجرة وكافرة وتريد تضييع البلد وهو ما يعد عملا لا أخلاقياً.
وادعى أن الإخوان يقومون بانتزاع لافتات "الكتلة المصرية" ووضع لافتات مرشحيهم أو السلفيين بدلاً منها، وقال إن سبب فوز "الإخوان" هو استخدام الدين في دعاياتهم سواء لأنفسهم أو ضد الأحزاب الأخرى.
من جانبه، توقع الدكتور حسن أبو طالب الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ"الأهرام" أن تتواصل الدعاية السلبية في المرحلة الثانية، عبر تضليل الناخبين أو ترديد شائعات حول مرشح لحساب مرشح آخر.
وقال إن هذا يتطلب من المرشحين سواء أحزابًا أو مستقلين التركيز الشديد وأن يكونوا على درجة كبيرة من الوعى للرد على أى ادعاءات ضدهم تهدف لإفقادهم التأثير وإرباكهم، كما حصل مع الدكتور عمرو حمزاوى فى المرحلة السابقة، الذي سارع لتفنيد الادعاءات ضده، وأشار إلى أن على هؤلاء أن يكونوا مستعدين للرد الفورى على الدعاية السلبية، بالإضافة الى الاعتماد على جهود المؤيدين لحملاتهم الانتخابية لرصد أي دعاية سلبية ضدهم والرد عليها.