/>

د.أميرة أبو الفتوح تكتب : الخمر والميسر والبكينى مشاكل مصر الكبرى!!




قديماً كان يقال خدوا الحكمة من أفواه المجانين وحديثاً أصبحت الحكمة تأخذ من أفواه برامج «التوك شو» التى تمطر على المصريين ليلاً ونهارا بلا هوادة وبما أنها هذه الأيام مشغولة بالانتخابات وتتوجس خيفة من فوز ما يسمى بالإسلاميين على الرغم من كراهيتى لهذا المصطلح الذى أدخلته أمريكا فى قاموسنا وأصبحنا نستخدمه بلا وعى، أو إدراك، إذ إنه مصطلح خبيث يقصد به تقسيم الأمة الإسلامية، لتزداد فرقة وتشرذماً أكثر فأكثر، فبعد أن نجحت فى تقسيمهم إلى سنة وشيعة وها هى الآن تعاود من جديد لعبة التقسيم على أصحاب المذهب الواحد ويساعدها فى ذلك الإعلام العربى الذى وقع فى فخ المسميات عن عمد للأسف الشديد، وعمل على إثارة الفتنة والوقيعة بين المسلمين بعضهم البعض!! ما علينا هذا ليس موضوعنا اليوم ولسوف أكتب فيه باستفاضة أكثر فى مقالات قادمة بإذن الله، نعود للفضائيات الملعونة إياها التى تقوم هذه الأيام بدور الندابة أو المناحة على مصير السكارى والقمارتيين والعراه بعد فوز (التيار الإسلامى) الذى سيمنع الخمر والقمار والمايوه وكأن مصر العظيمة أصبحت حانة أو كباريه يمارس فيها كل أنواع الفسوق والفجور والشعب المصرى كله خمورجى يمشى فى شوارع تلك الحانة يترنح!! حتى أن رجل الأعمال الشهير والسياسى الناشئ «نجيب ساويرس» قال فى مقابلته التليفزيونية الشهيرة فى كندا والتى طلب فيها الدعم الغربى لمواجهة التيار الإسلامى واستعدى فيه الغرب ضد إرادة الشعب المصرى طالباً الحماية الدولية والتدخل، قال فى سياق حديثه المشين هذا «لما ألحق أسكر أنا وابنى قبل ما أنزل مصر وألاقى كله اتغير» والله عيب هذا الكلام وعار على كل السياسيين والإعلاميين طرح هذه الموضوعات من أساسه وتشويه سمعة مصر والمصريين بهذا الشكل المتدنى من الحوارات الساقطة!! الملاحظ أن كل فضائيات رجال الأعمال انزلقت إلى هذا المنحدر بوعى كامل بغرض ضرب أو إضعاف التيار الإسلامى الذى سيقطع يد السارق وسيرجم الزانية ليثيروا الرعب والفزع فى قلوب المصريين وكأن الشعب المصرى كله حرامية وزناة!! ولأن حقيقة الشعب المصرى مخالفة تماما لطروحات تلك الفضائيات فقد خيبوا آمالهم حينما استهجنوا مما يقولونه ورموا به فى البحر وذهبوا وأعطوا صوتهم لهذا التيار المفترى عليه من قبل هؤلاء النخب والإعلاميين، كارثة مصر الحقيقية تصب فى هؤلاء النخب السياسية التى عملت على خلط الأوراق والأبواق الإعلامية التى عممت التلوث وأسهمت فى إفساد الإدراك العام، فبدلاً من مناقشة التحديات الكبرى التى يواجهها الوطن كضبط الأمن وتدهور الوضع الاقتصادى وتحقيق العدالة الاجتماعية والتحديات الخارجية والخطر على حدودنا مع إسرائيل والتى تتربص بنا وتتآمر علينا وأرجعوا لتصريحات مسئوليها وما تكتبه الصحف الإسرائيلية عن مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية، وأزمة مياه النيل مع دول الحوض نجدهم يقزمون كل هذه القضايا الخطيرة والمصيرية لصالح المايوه البكينى ويملأون الفضاء المصرى بالضجيج والشجار دفاعا عن الخمر والميسر، أمور لاعلاقة لها بتحديات الوطن وهموم الشعب. منتهى السخف والعبث وعدم المسئولية والتى تكشف عن مدى الخلل وعدم الاتزان والهوس الذى أصاب النخبة التى انفصلت تماما عن الشعب وأصبحت تعيش فى كوكب آخر، هؤلاء أصبحوا عبئاً على الثورة وعلى الوطن!! حماة الله مصر من شرورهم ومن الفتن التى يشعلونها بين أبناء شعبها الطيب الأصيل.







التعليقات
0 التعليقات