/>

سياسيون: جمعة "الوفاء للشهيد" شهدت تصاعدا للاحتجاج من جميع فئات الشعب



- نزول مئات الآلاف بالمحافظات وتصاعد الوتيرة بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد كما وكيفا.
- استمرار التعدى العنيف من البلطجية تحت اسم "مواطنين شرفاء".
- مليونية مبهجة شارك فيها الملايين بتنوع الفئات العمرية وتنوع الطيف الوطني.
- ازدياد التفاعل الجماهيرى من النساء والأطفال وكبار السن من شرفات المنازل.
- شباب تحت العشرين يقودون المسيرات والهتافات.
- إعلام الانقلاب يواصل سياسة التعتيم ويدعى محدودية المظاهرات.
- أغلب المشاركين ليسوا من الإخوان بل من عموم الشعب غير المنتمين لأحزاب أو تيارات سياسية.
- استمرار التعتيم الإعلامى وتوقف القطارات واستمرار حظر التجوال دليل ضعف سلطة الانقلاب.
وصف سياسيون وخبراء مليونية "الوفاء للشهيد" بالمبهجة وأنها تمددت جغرافيا بمختلف محافظات الجمهورية، وانضمت لها محافظات ومدن جديدة، وشارك فيها ملايين بمحافظات ومئات الآلاف بمحافظات أخرى، وتصاعدت وتيرتها فى الإسكندرية ومدن القناة، وشارك فيها مختلف الفئات العمرية ومختلف الطيف الوطنى وسط تزايد التفاعل الإيجابى من النساء والأطفال وكبار السن من الشرفات، بينما استمر إعلام الانقلاب يمارس التعتيم مدعيا محدودية التظاهرات، بينما يكشف استمرار التعتيم ومحاصرة الميادين وقطع المواصلات وحظر التجوال ضعف سلطة الانقلاب.
فى إطار قراءته لمليونية "الوفاء للشهداء" أكد د.يسرى حماد - نائب رئيس حزب الوطن - أن مصر شهدت الجمعة مليونيات وليس فقط مليونية واحدة، وشملت تقريبا جميع المحافظات، وشهدت انضمام محافظات جديدة فى إطار الاعتراض على الانقلاب، منها محافظة المنوفية، كذلك مدينة المحلة، فلأول مرة تشارك "المحلة" أمس للتنديد بالانقلاب وسياسات القمع المتصاعدة ومصادرة الحريات وفتح المعتقلات وضد الإجراءات الاستثنائية ومنها تمديد حالة الطوارئ.
ورصد "حماد" فى حديثه لـ"الحرية والعدالة" أن الجديد بمليونية الشهداء ليس فقط انضمام محافظات جديدة وتوسع جغرافى لدوائر مناهضة الانقلاب، بل شهدت انضمام فئات كثيرة مجتمعية لمواطنين عاديين وبسطاء غير معنيين بالسياسة، بل بقوت المعيشة الذين يتكسبون رزقهم يوما بيوم.
وأشار "حماد" إلى وجود مظاهرات قوية وشديدة وكثيفة واجهت تعاملات شرسة من بلطجية تحت اسم "مواطنين شرفاء" ومع ذلك استمرت المظاهرات أمس تحديدا فى الغربية والمنصورة والمحلة كمناطق بها عدد كبير من تنظيم البلطجية.
رصد "حماد" أيضا تصاعد وتيرة المظاهرات فى مدن القناة بمحافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس كما وكيفا، حيث شارك فيها مئات الآلاف وهو عدد ضخم مقارنة بعدد السكان فى هذه المحافظات مما يعكس أن قرابة 40 % من السكان نزلوا أمس بالمليونية.
وأشار "حماد" إلى أن من أهم المحافظات كثافة محافظتا القاهرة والإسكندرية، ليس فقط أمس بل بكل جمعة، فالإسكندرية وحدها ينزل فيها على الأقل مليون بكل جمعة، ويمكن القول أن ملايين نزلت أمس بالقاهرة والإسكندرية معا، معتبرا أن هذه الكثافة للحشود المتصاعدة والمتزايدة أسبوعا بعد آخر هى أهم سبب وراء ما تعرضت له مسيرات الإسكندرية أمس، حيث تم إطلاق النار مباشرة على سائق سيارة بشكل مستهدف وواضح.
وعاد ونبه "حماد" على أن تصاعد الأعداد المشاركة بالإسكندرية من الحشود الشعبية هو سبب التعدى العنيف على المظاهرات فيها حيث تشهد أسبوعيا مسيرات تمتد لخمسة كيلومترات، وليست وحدها، فالقاهرة تشهد مشاركة ملايين بمسيرات صباحية وليلية، ولكن إعلام الانقلاب يتعمد التعتيم عليها، كذلك يمنع الانقلاب وصول المسيرات إلى الميادين الرئيسية حيث يحاصرها بقوات ضخمة واستعدادات ثقيلة.
وخلص "حماد" إلى أن مليونية الوفاء للشهداء كانت ضخمة وحاشدة. ويلى مظاهرات القاهرة والإسكندرية من حيث القوة والكثافة محافظات القليوبية وسوهاج والمنيا خرج فيها مئات الآلاف، ومعهم محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، أى أن هناك تصاعد فى حركة الاحتجاج الشعبي، ورغم مرور قرابة 3 أشهر على الانقلاب لازال الشعب يرفضه ويرفض سياساته، كما أنه فشل فى الترويج لنفسه تحت مسمى "ثورة شعبية" وفشل فى تحقيق أيا من أهدافه المعلنة وساءت جميع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية.
وشدد "حماد" على تصاعد الثبات والصمود الشعبى بشكل كبير جدا، مشيرا إلى أن الثورات لها مبدأ وهدف ولا تسأل إلى متى ؟ فالثورة تستمر حتى تحقق أهدافها فى العيش بوطن حر كريم لنا ولأبنائنا.
من جانبه يرى أحمد خلف - الباحث بمركز الحضارة للدراسات السياسية - أن مليونية الوفاء لدماء الشهداء مليونية "مبهجة"، وهذه البهجة يشعر بها كل من شارك فى مسيرات الأمس التى كانت حاشدة وشارك بها عدة ملايين، كما تنوعت الفئات المشاركة فيها، وتنوع كذلك الطيف الوطنى المشارك بها، والفئات العمرية المختلفة، بل إن السمة الأبرز التى تجلت فى تظاهرات الأمس كانت سيطرة شباب صغير لم يتجاوز العشرين من عمره على قيادة التظاهرات والهتاف، والكبار كانوا يستجيبون لهم بكل أريحية ويهتفون وراءهم بكل حماس، كما يلاحظ ازدياد التفاعل الجماهيرى من النساء والأطفال وكبار السن من شرفات المنازل ونوافذها. كما حصل تغيير مفاجئ فى خط سير بعض المسيرات عن خط سيرها فى المرات الماضية لطرْق مناطق جديدة والتفاعل مع جمهور مختلف.
وحول إعلام الانقلاب أكد "خلف" فى حديثه لـ"الحرية والعدالة" أنه واصل كذبه المعتاد بادعاء محدودية التظاهرات، ولكن فى الواقع فإن المسيرات الهادرة التى يشاهدها المواطنون من شرفات منازلهم وعبر مقاطع الفيديو والصور التى تنشر على مواقع التواصل الاجتماعى تظهر لمن لديه شك فى الأعداد أنها تعبر عن رفض عميق من فئات كثيرة وكبيرة داخل المجتمع وتظهر مدى الجرم الذى يرتكبه إعلام الانقلاب فى حجب الحقائق وانعدام المهنية.
وحول تسمية الإعلام للمتظاهرين بالإخوان وأنصارهم يرى "خلف" أنهم فى الحقيقة يواجهون صدمة كبيرة؛ لأنهم يدركون حجم الأعداد على الأرض ولا يجرؤون على تصويرها، خوفا من الرقيب العسكرى ومساندة له فى الوقت ذاته، لكن الواقع يؤكد أن الإخوان مجرد جزء من هذه المسيرات، بل ربما يتفوق عليهم شباب الأولتراس ككتلة أخرى منظمة فى بعض المناطق لا سيما فى القاهرة والجيزة، والأمر المؤكد أن أغلب المشاركين ليسوا من الإخوان بل من عموم الشعب المصرى غير المنتمين لأحزاب أو تيارات سياسية.
وكشف "خلف" أن التعتيم الإعلامى وتوقف القطارات واستمرار حظر التجوال من أكبر الدلائل على ضعف سلطة الانقلاب وعدم قدرتها على السيطرة على الأوضاع فى البلاد لا أمنيا ولا اقتصاديا ولا سياسيا، ويعبر عن ضيق أفق لدى قادة الانقلاب وانعدام للخيال السياسى عندهم.
وحول تنوع المسارات التى اتخذتها المسيرات سواء فى الجيزة أو رابعة أو عند الاتحادية فإنها تعبر عن جسارة شديدة لدى هؤلاء الذين قرروا رفض الانقلاب وإصرار على توصيل رسالتهم والتأكيد على ضرورة تحقيقها، حتى لو ذهبوا إلى أماكن قد يتعرضون فيها لخطر من قبل قوات الأمن، وعلى أنهم لن ينسوا شهداءهم الذين قضوا نحبهم فى مجزرة الفض وغيرها من المجازر وسيحققون - بإذن الله - أحلامهم التى سعوا لتحقيقها من ترسيخ الديمقراطية وتحقيق الاستقلال الوطنى والتأكيد على حق الشعب فى اختيار قادته وممثليه.
وتساءل "خلف" مستغربا: كيف تتجاهل سلطة - أى سلطة - هذا الحجم من التظاهرات الكبيرة عددا والمتسعة جغرافيا بامتداد طول البلاد وعرضها، دون تجاوب أو استجابة أو حوار؟! وأكد على أن ما تقوم به سلطة الانقلاب اليوم هى وحلفاؤها إنما يفضح زيف الادعاءات التى كانوا يثيرونها طوال العام الأول من حكم الرئيس محمد مرسى من أن سلطته تأبى الحوار وترفض الرأى الآخر، وقد بدا لكل ذى عينين أو ذرة من عقل مدى ما كان يتمتع به الرئيس مرسي من رحابة صدر وسعى للتوافق وتجاوب مع الحراك الاجتماعى لكنهم كانوا يأبون الحوار والتعاون ولا يزالون!.

التعليقات
0 التعليقات