/>

الكشف عن أسرار جديدة خاصة بـ "كامب ديفيد" مبادرة السادات التي قادت للاتفاقية حظيت بدعم أمريكي وشكوك من قبل السوفييت






الروس خشوا تحول القاهرة لمؤيدة للغرب وعارضوا المحادثات وطالبوا بحل مشكلة فلسطين وزير الخارجية الروسي :إذا تم تحقيق أمرا ما في كامب ديفيد ..لن يحصل السادات على شئ كشفت وثائق أفرجت عنها الخارجية الأمريكية، أن مبادرة السلام التي تقدم بها الرئيس الأسبق أنور السادات والتي قادت إلى اتفاقية السلام "كامب ديفيد حظيت بدعم أمريكي مقابل شكوك وريبة من قبل الاتحاد السوفيتي. وبموجب الوثائق فإن الأمريكيين والروس وحتى قبل صعود مناحيم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق للسلطة حاولا عقد قمة سلام بالشرق الأوسط. إلا أن أن وزير الخارجية الروسي الأسبق جروميكو لم يكن مؤيدًا لإسرائيل، وخلال لقاء بين واشنطن وموسكو قال إنه على تل أبيب الانسحاب من كل الأراضي المحتلة عام 1967، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وذكرت الصحيفة أن تصريحات معادية أدلى بها جروميكو ضد إسرائيل بعد بداية محادثات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، ووفقا للوثائق فإن لقاء جمع بين الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والسفير الروسي دوبرينين في نوفمبر 1977، أكد الأول أنه لم يكن يعلم بشكل مسبق بزيارة الرئيس السادات لإسرائيل، لكن يدعم تلك الزيارة وتحدث بشأنها مع كل من الرئيس المصري ورئيس الحكومة الإسرائيلي" وأنه قال " سيكون من المفيد جدًا إذا اتخذت حكومة الاتحاد السوفييت موقفا إيجابيا حيال الأمر". ولفتت إلى أن "السوفييت خشوا من تحول القاهرة إلى دولة مؤيدة للغرب وعارضوا المحادثات وطالبوا بحل شامل للشرق الأوسط وبالأخص للمشكلة الفلسطينية، وفي سبتمبر 1978 انتهت محادثات كامب ديفيد باتفاق تاريخي". وذكرت الصحيفة، أن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بعث برسالة لرئيس الاتحاد السوفييتي ليونيد بريجنيف في ـ17 سبتمبر 1978، قال فيه "يسعدني إبلاغكم بأن الرئيس المصري السادات ورئيس الحكومة الإسرائيلية بيجن قد وقعا على وثيقتين على هامش اتصالات مكثفة استمرت لـ13 يوما، والتي قمت برعايتها، الوثيقة الأولى بعنوان (إطار للسلام في الشرق الأوسط) تحدد المبادئ التي يمكن تطبيقها في أي مفاوضات سلام بين تل أبيب وكل جيرانها". وأضاف كارتر في خطابه "عنوان الوثيقة الثانية هو (إطار لإتمام اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل)، سفيرنا سينقل لك الوثيقتين، واللتين تشكلان إطارا مفيدا لحل الصراع المأساوي الصعب والقاسي بين تل أبيب وجيرانها، اعتقد أن هذه خطوة تاريخية لتحقيق سلام في الشرق الأوسط". وأكمل "نظرا لأن القضية الفلسطينية تمثل أمرا مركزيا للخلاف في الشرق الأوسط؛ فإن الوثيقة الأولى تركز على وضع أساس متفق عليه يسمح باتخاذ قرارات فيما يتعلق بتلك القضية خلال الـ5 سنوات القادمة، الفلسطينيون لديهم الحق في الانضمام للمحادثات بشأن اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، هذه المحادثات ستتأسس على قرار مجلس الأمن 242، لن تكون هناك مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال المفاوضات لمأسسة نظام حكم مستقل في تلك الأراضي المحتلة". وختم خطابه قائلا"من الواضح أن كل مشاكل الصراع في الشرق الأوسط ستحل عبر اتفاق كامب ديفيد، لكن بالصبر وبالنية الطيبة أعتقد أن هذا الإنجاز سيولد زخما ضروريا لحل عادل ونافع للقضايا الأخرى؛ خاصة أن مشكلة الشرق الأوسط من الأهمية بمكان للعلاقات بين واشنطن وموسكو، أنا أعلم أنك تشاركنا اعتقادنا بأن السلام في المنطقة سيساهم في تخفيف حدة التوتر بين دولتينا، أتمنى أن تستخدم نفوذك في الشرق الأوسط لتحقيق سلام شامل ترغب فيه أيضا الولايات المتحدة". وذكرت أنه بعد أسبوعين التقي كارتر مع جروميكو، وخلال اللقاء الذي يتم كشف ما دار به الآن، أعرب السوفييت عن معارضتهم لاتفاق منفصل بين القاهرة وتل أبيب في منتجع كامب ديفيد، مضيفة أن وزير الخارجية الروسي قال وقتها "إذا تم تحقيق أمرا ما في كامب ديفيد فسيكون نجاح تل أبيب في إنجاز ما أرادته منذ البداية، وعدم حصول السادات على شئ وعمليا فقدان كل ما كان بحوزته". وأضاف جروميكو -وفقا لما أوردته الوثائق- " اتفاق منفصل بين القاهرة وتل أبيب يتجاوز كل من سوريا والأردن والفلسطينيين، ليست هذه هي الطريقة لتحقيق السلام والهدوء في منطقة الشرق الأوسط، السوفييت لا يعتقدون أن السلام يأتي بهذه الطريقة، ولا يمكن لأحد أن يقنع الروس بموقف الولايات المتحدة من الأمر، سواء الرئيس المصري السادات أو رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن"، مضيفا "وبالرغم من ذلك فإن العالم يعرف أن الاتحاد السوفييتي يريد السلام في الشرق الأوسط، ولم يرغب أبدا بإلقاء إسرائيل في البحر".

التعليقات
0 التعليقات