/>

إهانة المصريين في ملصق دعائي! محمود سلطان




نهاية الأنظمة، يكون لها "مقدمات"، وعلى رأسها "التهييف"، وهذا ما حدث في أواخر حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وفي عهد الرئيس المعزول د. محمد مرسي. المدهش.. أنه في خلال أقل من ستة أشهر، منذ عزل مرسي، كتب البعض عن "تهبيل الدولة".. وهو اصطلاح يعني "غياب الدولة" من أصله. في نهاية حكم مبارك، زورت الأهرام صوره جمعته، مع عدد من رؤساء الدول الكبرى، وعلى رأسهم الأمريكي أوباما، حيث جعلت مبارك في المقدمة، فيما ظهر الآخرون، وكأنهم يلهثون للحاق به، بوصفه الزعيم الأهم، الذي يتمنى أوباما وغيره أن ينال شرف التقاط الصور التذكارية معه! التزوير كان فضيحة وموضوعا للتهكم عابر القارات، ورغم طرافة "الهبل" الذي بلغ حدا غير مقبول في تصنيع رئيس بات من "كراكيب" الماضي، إلا أنه عكس في تفاصيله وفحواه نهايات نظام سياسي متهرئ وعبثي وكاريكاتوري أيضا. منذ أيام عقدت هيئة الاستعلامات ـ وهي جهة أمنية سيادية ـ مؤتمرا صحفيا، لمناقشة مواد الدستور، والدعوة للاستفتاء عليه، حضره عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، ومحمد سلماوي، المتحدث باسم اللجنة، والسفير أمجد عبد الغفار، رئيس الهيئة العام للاستعلامات، وعدد من الصحفيين والمراسلين المصريين والأجانب. على خلفية المؤتمر، وضع ملصق "بوستر" إعلاني كبير للدعاية للدستور، أعدته الدولة، لوضعه خلف منصة المؤتمر. لن أتحدث عن الأخطاء اللغوية التي كانت "فضحية" وإنما سأتحدث عن فضيحة أكبر، حين تضمن الإعلان صورة تجمع جنديا، وآخر عجوزا وسيدة وطبيبا.. وتبين أنهم شخصيات غير مصرية، وهي صور لشخصيات موجودة على الانترنت لأمريكي ونيوزلندي وسيدة إيرلندية!! الديلي تلغراف قالت متهكمة: إنه بمجرد القيام بعملية بحث بسيطة يمكنك العثور على تلك الصور على الانترنت فصورة الفتاة استخدمت من قبل في إعلان ايرلندي بينما ظهر الشاب الذي ينتمي لذوي الاحتياجات الخاصة في إعلان لمركز أمريكي يرعى المصابين بمتلازمة داون وجاءت صورة الطبيب في موقع باللغة الانجليزية يروج لأحد العلاجات التجميلية" السؤال الأهم ـ هنا ـ هو لم "تعففت" الدولة في وضع صور تحمل ملامح المصريين الحقيقية : الفلاحين والعمال والحرفيين والأطباء وغيرهم؟! وفضلت عليهم ذوي الشعر الأشقر والعيون الزرقاء؟! فهل ثمة ما يخجل منه "باشاوات" و"أفندية" السلطة الجديدة، في ملامح المصريين؟!.. هل وضع الدستور من أجل المصريين "السمر" أم من أجل "الحلوين" من حسناوات ورجال أوروبا؟! إنه "التهبيل" الذي يسبق الكوارث والزلازل السياسية.. وربنا يستر! almesryoonmahmod@gmail.co
m

التعليقات
0 التعليقات