/>

العميد الجوهري: الشرطة تنتقم من ثورة يناير التي ثارت ضدها



حول محاولة جر قوات الأمن للمتظاهرين إلى مربع العنف قال العميد طارق الجوهري –قائد قوة الحراسة الليلية
لمنزل الرئيس المنتخب والمعزول محمد مرسي- إن هناك عوامل نفسية لقوات الشرطة تؤثر على اتجاهه للعنف وقمع المتظاهرين أولها الانتقام من ثورة 25 يناير التي ثارت ضدها وبخاصة التيار الإسلامي الذي يمثل كتلة كبيرة وقوية في الشارع.

وأضاف -في لقاء على الجزيرة مباشر مصر- أن العامل الثاني هو أن أعمار الضباط والجنود يتراوح ما بين
23- 24 سنة وهو عمر الاندفاع والتهور، فضلاً عن عدم وجود كفاءة تدريبية وحتى مجموعة العمليات الخاصة بفض الشغب والتظاهرات لا يوجد لها منهج علمي في التفريق بين الأمور والتعامل معها فالآلية عندهم واحدة بل تطور الأمر لإلغاء التحذير والرش بالمياه وأصبح الضرب مباشر بالغاز والخرطوش والرصاص الحي دون سابق إنذار.

وأشار إلى أن قوات الأمن لديها عقدة نفسية منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة حيث قُتل خيرة شباب ورجال مصر ما بين أطباء ومهندسين وخرج أهالي الشهداء ساخرين بعد ذلك في تظاهرات سلمية مرددين أن الحاصلين على مجاميع 50% بالكاد في الثانوية العامة قتلوا من دخلوا طب وهندسة فهذا جعل الشرطة تتعامل بعنف أكثر
وانتقام أشد نتيجة هذه العوامل النفسية.

وتساءل الجوهري "ماذا تنتظر من شباب وجد صوته بلا قيمة ويقتل ويعتقل ولا يجد
أي نوع من العدالة فقط لأنه يطالب بعودة الحق والشرعية؟ من المؤكد أن الحنق والغضب
سيملؤه".



وأضاف أن الذي يمنع هؤلاء الشباب من الرد على العنف بالعنف هو أنه
مازال لديهم أمل فيما هو قادم، لكنه حذر من أن الشباب أصبح الآن قنبلة موقوتة
والغد بالنسبة له مظلم، ولولا أن قياداتهم تسيطر على غضبهم لكانوا انفجروا منذ
فترة.

وأكد أن عهد الرئيس محمد مرسي كانت على وشك إعادة توزان العلاقة بين
الشعب والشرطة لكن جاء الانقلاب، مشددا على الشرطة يجب أن تحمي أرواح وممتلكات
المواطنين وتدافع عن النظام الشرعي للبلاد.



بدوره، قال المهندس حاتم
عزام –نائب رئيس حزب الوسط وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية- أن هناك نية مبيتة
بوضوح لقمع التظاهرات بالقوة وقتل المتظاهرين حيث كان الضرب بالرصاص الحي في الرأس
والصدر مع الاستعانة بالبلطجية، ثم يخرج وزير الداخلية لينفي أن تكون قوات الشرطة
قد ضربت رصاصة واحدة على المتظاهرين؟!.

وأكد أن هناك مسئولية جنائية سوف يحاكم عليها قادة الانقلاب عما
قريب، مشيرا إلى أن الداخلية قدمت تقرير لرئيس حكومة الانقلاب عن خسائر فض اعتصام
رابعة من 11 ألف إلى 13 ألف قتيل، ورفض الوزير أن يتخذ القرار منفرداً حتى شجعته
باقي القيادات الانقلابية وحدث ما حدث.

وذكر تقرير هيومن رايتس ووتش أن ما حدث في فض اعتصام رابعة يعتبر
أسوأ حادث قتل جماعي غير مشروع في تاريخ البلاد الحديث، كانت جريمة ضد الانسانية
وضاع فيها رقاب كثيرة ولابد لقاتليهم أن يحاكموا جميعاً.



وقال عزام إن قوات الأمن لديها اعتقاد أنها تستطيع إعادة بناء حاجز
الخوف الذي كسرته ثورة 25 يناير من جديد في قلوب المصريين وإرهابهم فخالفوا
إنسانيتهم ولم يكتفوا بالقتل فقط بل قاموا بحرق المعتصمين وكنسوا الجثث كالقمامة.

كما أن الشرطة –بحسب عزام- تحاول استفزاز المتظاهرين حتى يردوا
بالعنف فيكون هناك مبرر لقتلهم لكنهم لم ينجحوا في تحقيق ذلك والثوار أكثر نضجاً
ووعياً من هؤلاء بكثير.

وأضاف أن ثورة 25 يناير جعلت للثورة المصرية جينات خاصة بها لها آثار
على الأرض منها رد الفعل السلمي لحركة الثورة والرد على كل المجازر التي تعرض لها
الثوار بالسلمية حتى مجزرة رابعة التي توقعنا أن تفجر العنف لكن الثوار لم يفعلوا
ولم ينزلقوا لمنحنى العنف بل ردوا بسلمية مظاهرة رمسيس وقُتلوا هناك أيضاً فخرجت
تظاهرات في كل أرجاء مصر سلمية لتعلن استمرار الثورة.



وأكد أن "الثوار هم كتلة سلمية بالأساس وأنهم سيهزمون الانقلاب
بسلميتهم وخرجت تظاهرات تناصرهم في كل أنحاء مصر حينما رأت سلميتهم بل انضمت شرائح
جديدة إلى صفوف الثوار بفضل هذه السلمية، لكن جمهورية العسكر تحاول فرض هيمنتها
على المجتمع المصري، لكننا نراهن على وعي الشباب الثوري ومعظمهم متعلمين وطلاب
جامعة ولن ينزلقوا لهذا المنزلق".

وقال عزام إنه بالنسبة لسيناء فالوضع هناك مختلف تماماً حيث تراكمات
قديمة، ووجه رسالة لقوات الأمن قائلا "أنتم تقتلون أبناء الوطن وليس أعداءه
والقتلى لم يُستشهدوا في حرب ضد إسرائيل بل ماتوا برصاصكم، فعودوا إلى رشدكم
وارجعوا إلى ثكناتكم ومهمتكم الأصلية".



من جانبه قال الخبير الأمني العميد محمود قطري إن قوات الأمن غير
مدربة تدريبا جيدا وغير مثقفة وهذا يجعل المواجهة تجنح إلى العنف أكثر من اللازم
وتستعين بأقل الناس كفاءة من بقية جنود القوات المسلحة ليوجهوا إلى الأمن المركزي،
فضلاً عن أن السياسة العامة لوزارة الداخلية غير سوية وتشوبها الكثير من الأخطاء
فلابد للشرطة أن تعرف أي مظاهرة تقمعها، وأي مواطنين تتعامل معهم.

وأضاف أن "الأصل هو التعامل بحكمة والتصرف معهم للكف عن عمل
الشيء فقط وليس القمع، فأنت لا تتعامل مع عدو حتى المتهم يعامل بحكمة، فالتدريب
أحد العناصر الخاطئة إلى جانب سياسة الوزارة الخاطئة حيث لا يجوز بأي حال من
الأحوال أن تقتل الشرطة المواطنين ومن فعل فقد أخطأ خطأً جسيماً يجب أن يُحاسب
عليه".



وقال الخبير العسكري والاستراتيجي صفوت الزيات إن مصر لن تنجرف إلى
سيناريو سوريا بأي حال من الأحوال حيث أن مصر بها تجانس عرقي ومناطقي يستحق الفخر
وبها نسيج ديموقراطي وسيظل ذلك التجانس حليفاً لها دائماً، ومصر جغرافياً
وديموغرافياً آمنة بعكس سوريا التي تسودها الطائفية.

أما بالنسبة للعنف –يضيف الزيات- فهناك بعدان يؤثران على حالة
الاطمئنان في مصر أولهما ما يحدث في سيناء من حركات جهادية تردد بأن لها مشروعاً
إسلامياً مرتبط بالحكم الإسلامي ولها رؤيتها من الصراع العربي الإسرائيلي لكنها
تجرأت ببث فيديوهات تعرضها لمؤسسات الجيش المصري وظهرت جماعة أنصار بيت المقدس
لتعلن مسئوليتها عن بعض التفجيرات وبدأت توظف الحالة المصرية داخل عملياتها وهذا
هو التخوف الأول أن تمتد عملياتها القادمة نحو العنف ضد المدنيين كنوع من تبادل
الاتهامات الداخلية.



أما الثاني –بحسب الزيات-
فإنه هناك أزمة سياسية بين التيار الإسلامي والمعارضة، وهناك أقليات طائفية
ومناطقية قد تفكر في إحداث ضرر أكبر ونحن لدينا مؤسسة بها مشكلة حيث وزير الداخلية
يتحدث عن إزالة فريق إسلامي بالكامل ورئيس وزراء يقاتل خصومه، أما القوات المسلحة
فقد وضعت نفسها في أزمة حين نزلت الشارع وعليها الانسحاب فوراً للحفاظ على ما تبقى
من رصيد لها في الشارع المصري.

وأعرب العميد الزيات عن اعتقاده "بأن هناك
مخلصين في الجيش سوف يخرجونه سريعاً من هذا المستنقع الذي وقع فيه، لكن واقع الأمر
أننا أمام حركات متطرفة بدأت تستخدم الانشقاق الداخلي واستخدام المدنيين في توطيد
ذلك لكسر الجيش المصري".

وحذر من أنه "لو
وصلنا لمواجهة العنف بالعنف فمصر كلها سوف تخسر وسوف تخسر قوتها الصلبة وسوف تخسر
القوات المسلحة، وأشاد بسلمية التيارات المؤيدة للشرعية وتجاوزها للمجازر التي
تعرضت لها ومواصلة قضيتهم في إطار سلمي".


المصدر: الجزيرة مباشر مصر

التعليقات
0 التعليقات