استبعد محلل جزائري أن تكون الجزائر وعدت وزير الخارجية نبيل فهمي، الذي أنهى الاثنين زيارة رسمية إلى الجزائر، بالعمل على تحويل موقف الاتحاد الإفريقي بشأن عضوية مصر التي تم تعليقها منذ "الانقلاب" الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، لكون مصر لم تكن داعمة للسياسة الخارجية الجزائرية في عدة قضايا. وقال رئيس مركز "الرائد" للدراسات في الجزائر سليمان شنين، إن استقبال الجزائر لفهمي يأتي في إطار رغبة الجزائر للحفاظ على الدولة المصرية وليس تدخلا في الشؤون الداخلية لها. وأضاف: "أنهى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي زيارته للجزائر وقد بدا واضحا أن الكل محرج من زيارته، صحيح أن الجزائر الرسمية تولي اهتمامًا كبيرًا للدولة المصرية ولا ترغب أن تنهار مهما كانت الظروف، وصحيح أن الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول وهي من هذا المنطلق ترغب في استمرار علاقتها مع الدول، ولكن في نفس الوقت الجزائر دولة محورية في الاتحاد الإفريقي ولها كلمة مثلها مثل جنوب إفريقيا ونيجريا وهي من الدول التي أسست إلى عدم الاعتراف بالانقلابات العسكرية". وتابع "لا أعتقد أن وزير الخارجية المصري قد تلقى أي وعود في تحويل الموقف الإفريقي لأنه سيكلف الجزائر غاليا وخاصة في هذه المرحلة الحساسة"، وفق ما نقلت عنه وكالة "قدس برس". وأكد شنين أن على القاهرة أن لا تنتظر من الجزائر دعمًا لسياسة تتعارض مع مصالح الشعب المصري، وقال: "مصر الحالية والتي تمثل امتدادًا لمصر مبارك (في إشارة إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك) لم تكن مواقفها دائما داعمة للسياسة الخارجية الجزائرية وفي قضايا كثيرة، بل إن حلفاء مصر هم من مناوشي المواقف الجزائرية بدءا من السلطة الفلسطينية إلى بعض المؤسسات المالية الدولية إلى الغلق المصري على موضوع الصحراء الغربية إعلاميا أو سياسيا أو حتى في الندوات الفكرية داخل مصر، ولهذا لا يمكن أن تنتظر القاهرة من الجزائر إلا ما يمكن أن يعود على الشعب المصري بالخير". وانتقد شنين بشدة وصف وزير الخارجية المصري لمواقف الدول الداعمة للشرعية بـ "المشين" بما فيها قطر، بأنه "عين الغباء والهيسترية"، وقال: "حكومة الانقلاب في مصر قتلت الأبرياء في رابعة والمنصة وفي النهضة وكل يوم قتيل مسالم يستعمل حقه الإنساني في التعبير عن رـيه فتستهدفه قوات الشرطة أو الجيش دون وجه حق أليس هذا مشينًا؟ ـن تستهدف حرائر مصر وبناتها من قوات الشرطة ويعتدى على الأعراض دون أي استنكار رسمي أليس هذا مشينُا أن يسجن رئيس شرعي منتخب ويحاكم بتهمة التخابر مع "حماس" الفلسطينية في الوقت الذي تفتح فيه حكومة مصر الحالية الأبواب مشرعة أمام الصهاينة وأعوانهم أليس هذا مشينًا أن يزج في سجون مصر الحبيبة بخيرة علمائها ودعاتها ومنتخبيها دون وجه حق أليس هذا مشينًا؟". وأضاف: "أن تلصق تهمة الإرهاب بجماعة (الإخوان المسلمين) شهد لها العدو قبل الصديق بسلميتها وأنها بعيدة كل البعد عن العنف والإرهاب، وأظن أن وزير خارجية مصر لما تحدث مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد اسمعه موقف الجزائر من الإخوان الذين كانوا دوما مع الجزائر ثورة ودولة وفي أصعب الظروف". وختم قائلاً: "أليس من المشين أن تتهم حكومة الانقلاب من نعتقد أنهم فصيل مهم في وطننا العربي وشريك في التنمية والتحرر بالإرهاب لا لشيء إلا لتحقيق رغبة البعض في الوصول والبقاء في السلطة ولو على حساب شعب بأكمله"، على حد تعبيره.