/>

بعد 10 أشهر ...الانقلاب العسكري لا يحظى باعتراف دولي (2)



يحاول الانقلاب العسكري في مصر منذ يومه الأول "شرعنة" وجوده محليا وإقليميا ودوليا غير أنه لم يحقق إلي الآن هذه المعادلة ولا جزء منها ،فمحليا تزداد التظاهرات الرافضة للانقلاب يوما بعد يوم وإقليميا ورغم دعم عدد من الدول العربية وعلي رأسها دول الإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت إلا أنه ما تزال هناك دول عربية رافضة لهذا الانقلاب وعلي رأسها قطر ودوليا برغم عدم تسميته بمسماه الحقيقي"انقلاب" إلا أنه ما تزال دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا غير معترفة بشرعية وجوده رسميا .



روسيا تدعم الانقلاب



كعادة مواقفها المؤيدة للنظم الديكتاتورية والتي تتوافق مع مصالحها دعمت روسيا الانقلاب العسكري ليس من خلال موقف رسمي واضح لكن من خلال زيارات عديدة جرت بين الجانب المصري منها الزيارة التي قام بها المشير عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب لروسيا في فبراير الماضي ووقعت خلالها اتفاقات عسكرية بين الجانبين.



وكشف مصدر عربي مقيم في العاصمة الروسية موسكو في تصريحات صحفية أسباب الموقف الروسي مما يجري في المنطقة وشرح الأسباب الحقيقية وراء الحماس الروسي لدعم الانقلاب العسكري في مصر، مشيراً إلى أن لدى روسيا مخاوف من الإسلام السياسي أكثر من غيرها، وحتى أكثر من إسرائيل نفسها التي تمثل العدو التقليدي للإسلاميين.



وقال المصدر، وهو خبير في الشؤون الروسية، إن الدراسات والإحصاءات في البلاد تشير إلى ارتفاع كبير في أعداد المسلمين، وان موسكو ترى في المد الإسلامي بالمنطقة العربية خطراً عليها، حيث تخشى من أن قيام أنظمة إسلامية، خاصة إذا كان على رأسها الإخوان المسلمون الذين يتواجدون في روسيا، وتخشى أن يمثل دعماً كبيراً للمسلمين الروس، والذين يمكن أن يتحول نشاطهم من الدين إلى السياسة، ومن ثم ينتقلون إلى المشاركة في دوائر صنع القرار، وهو ما يعني أن هوية روسيا ستصبح مهددة من وجهة نظر القوى التقليدية فيها.



وبحسب الخبير فان هذه المخاوف تلعب دوراً كبيراً في الموقف الروسي ليس فقط من مصر، وإنما أيضا من سوريا التي تخشى موسكو من قيام نظام إسلامي فيها، حيث اتخذت موقفها هذا من الثورة السورية في أعقاب بروز القوى الإسلامية في كل من تونس ومصر، ما جعلها تشعر بأن البديل بعد انهيار نظام الأسد سوف يكون نظاماً إسلاميا.



يذكر أن روسيا تمثل الداعم الأكبر للنظام في سوريا منذ الشهور الأولى لبدء الثورة، ثم أصبحت الداعم الأكبر أيضاً للانقلاب العسكري في مصر ، فيما يدور الحديث عن أنها ستبيع أسلحة لمصر بقيمة 15 مليار دولار.



صفقات السلاح وراء دعم روسيا للانقلاب



كشف الدكتور محمد محسوب وزير الدولة للمجالس النيابية الأسبق والقيادي بحزب الوسط عن أسباب التعاون بين الحكومة التي جاءت بعد الانقلاب العسكري وروسيا.



وقال محسوب عبر صفحته الشخصية علي موقع "فيسبوك"نوفمبر الماضي : "ترحيب انقلابي بزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر أملا في أن تسهم الزيارة في تحسين الوضع الدولي للانقلاب ولتعويض النقص في أسلحة مواجهة التظاهرات السلمية بعد تردد أوربا وأمريكا في توريدها".



وأشار إلى أن الانقلابيين لا يفكرون كثيرا في استقلال الدولة المصرية أو في السيادة الوطنية، فهم يسلمون للدب الروسي بأطماعه في إيجاد بدائل لمنافذه البحرية في البحر المتوسط بعد أن أصبحت قاعدته في سوريا مهددة بسبب الثورة.



وتابع: "جاء الروس وهم يطمعون في قاعدة عسكرية بأحد المواني المصرية.. والانقلابيون لا يفكرون إلا في ترسيخ وجودهم في الحكم أيا كان الثمن ولو كان استقلال الدولة أو الخصم من السيادة".



الدول العربية بين داعم ومعارض للانقلاب



جاء علي رأس الدول العربية الداعمة للانقلاب العسكري في مصر منذ يومه الأول الأمارات والمملكة العربية والكويت الذين قدموا دعم مالي للانقلاب يقدر ب 13مليار دولار إضافة للمواقف الرسمية من قبل هذه الدول التي عبرت عن تأييدها لما سمته الثورة في مصر .



تونس وقطر تؤيدان الشرعية



في يوليو الماضي رفض الرئيس التونسي المؤقت، المنصف المرزوقي، ما يجري على الساحة المصرية، واصفا عزل الرئيس محمد مرسي بأنه "انقلاب"، محذرا من أن يؤدي الوضع إلى "اتساع دائرة العنف." في حين نددت حركة النهضة التي تعتنق فكر الإخوان بما يجري، قائلة إن الشرعية في مصر "واحدة" يمثلها الرئيس محمد مرسي.



وقال المرزوقي، إن "تدخل المؤسسة العسكرية المصرية بالشأن السياسي المباشر وفي سير المؤسسات المدنية أمر مرفوض دوليا" وأضاف في تصريحات نقلها التلفزيون الوطني أن من شأن ذلك أن "يفاقم الأزمة السياسية وذلك بتوسيع دائرة العنف والتطرف الذي قد يتغذى مما حصل إذا لم تقع إعادة المسار الديمقراطي إلى سكته بأسرع وقت."



أما حركة النهضة، فقد أصدرت بيانا باسم زعميها راشد الغنوشي جاء فيه: "أمام التطورات الأخيرة التي شهدها الوضع المصري والمتمثلة في اقالة الرئيس محمد مرسي في انقلاب واضح على الشرعية متمثلة في أول رئيس منتخب في تاريخ مصر فإن حركة النهضة ترفض ما حدث من انقلاب سافر وتؤكد أن الشرعية في مصر واحدة ويمثلها الرئيس محمد مرسي دون سواه."



في مارس الماضي قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر بسبب ما ادعته هذه الدول في بيان لها “عدم التزام قطر بمقررات تم التوافق عليها سابقا”،وقال البين أن قطر خالفت الاتفاق الذي ينص على عدم تدخل أي دولة في شؤون دول المجلس الأخرى، وعلى التعاون الأمني بين الدول الأعضاء، وعدم دعم "الإعلام العدائي".



يذكر أن قناة الجزيرة التي تبث من قطر تعارض الانقلاب العسكري في مصر وتدعم الشرعية وهو ما دعي هذه الدول الضغط علي قطر لتغيير مواقفها وموقف القناة من خلال سحب السفراء.



وفي بداية ابريل الجاري رفضت قطر بشكل نهائي طلب الانتربول المصري بتسليم أكثر من عشرين قيادي من جماعة الإخوان وأبرزهم وزير الاستثمار الأسبق يحيي حامد وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد ومحمود عزت المرشد المؤقت لجماعة الإخوان".



تركيا تدين الانقلاب



وأعلنت تركيا عدم الاعتراف بشرعية النظام الانقلابي في مصر وقال وزير الخارجية "أحمد داود أوغلو" إن عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي"غير مقبول"، ووصف ما قام به الجيش بأنه انقلاب عسكري.



وفى إطار التداعيات استدعت تركيا سفيرها في مصر من أجل التشاور، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية التركية وذلك احتجاجا على فض قوات الأمن المصرية بالقوة المظاهرات والاعتصامات المؤيدة للرئيس محمد مرسي.



وطالب الرئيس التركي عبدالله جول مصر بالإفراج عن الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي وغيره من السياسيين الذين تم اعتقالهم خلال الانقلاب العسكري.



وأوضح الرئيس التركي أن مصر اليوم تمر بعملية حساسة من شأنها أن تحدد ليس فقط مستقبل البلاد، بل أيضا مصير الديمقراطيات الناشئة بعد الربيع العربي، موضحا أنه بالنسبة لتركيا، أن الانقلاب كان انحراف واضح عن التقدم الديمقراطي، وكان يمكن تفادي هذا الوضع المؤسف.-

التعليقات
0 التعليقات