الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
التاريخ : 8 شعبــــــــان 1435 هـ
الموافق 7 يونيــــو 2014 م
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بأحكام الإعدام بالجملة على العلماء في مصر
ويؤكد على أن غياب العدالة لا ينهض بالشعوب وإنما يستحضر غضب الله تعالى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه ( وبعد)
فقد تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق واستياء بالغين أحكام الإعدام التي أصبحت شبه طبيعية من القضاء المصري في ظل الانقلاب العسكري الحالي ضد المطالبين بحريتهم وحقهم في احترام إرادتهم وإرادة شعب أتى بشرعية جار عليها الانقلاب تماماً حتى طالت أحكام الإعدام علماء مثل الدكتور عبد الرحمن البر والدكتور محمد عبد المقصود والدكتور جمال عبد الهادي – وغيرهم من العلماء – من الذين لا يختلف على علمهم أحد ولا وطنيتهم ولا تواجدهم في الثورة المصرية – ثورة 25 يناير – حيث لم يغادروا الميدان أبداً بشهادة الجميع ، ما يؤكد أن الانقلاب يستهدف ثورة الشعب المصري ورموز الثورة من العلماء والشباب وغيرهم ممن شاركوا فيها ويدافعون عنها .
وأمام تلك الأحكام القضائية الجائرة ، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى و يؤكد على ما يلي :
1) يسجل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اعتراضه وتنديده الكامل على تلك الأحكام بالإعدام في حق علماء الأمة ومنهم أعضاء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، ويؤكد على السخرية من أحكام بالإعدام في حق علماء بتهم مضحكة مثل قطع طريق وهم علماء وكبار في السن بل إن أحدهم لا يسير إلا بكرسي متحرك ، في الوقت الذي تصدر فيه أحكام قضائية بالبراءة لمن قتلوا ولا زالوا يقتلون أبناء الشعب الأحرار ، ومن هؤلاء قتلة المصريين في سيارة الترحيلات .
2) يحذر الاتحاد العالمي من استمرار سلطة الانقلاب في سياسة الاعتقالات وتفصيل التهم وتفصيل الأحكام القضائية كذلك وخاصة في حق العلماء والمشهود لهم بالكفاءة العلمية والدعوية ليس على مستوى مصر وحسب ، بل على مستوى العالم ككل .
3) يطالب الاتحاد العالمي العالم الحر ، أو من تبقى من العالم الحر ، بالوقوف مع الشعب المصري المطالب بالحرية واستعادة إرادته المسلوبة على يد قادة ومؤيدي الانقلاب العسكري الحالي في مصر ، ويطالب بالتصدي لتلك القرارات والأحكام التعسفية والتي لا علاقة لها بالشرع ولا بالقانون ولا بالعدالة .
4) يذكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هؤلاء القضاة في مصر بالله عز وجل ، وأنهم مستأمنون على تحقيق العدالة بين الناس ، وليس الانسياق وراء أحقاد أو مصالح شخصية أو دنيوية أو تعليمات انقلابية أمنية لا تصح في حق قضاء في حجم وتاريخ وثقل القضاء المصري .
5) يحذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من أن غياب العدالة لا يحقق أي نهضة لأي أمة وإنما يستحضر غضب الله عز وجل لأن الله لا يرضى بالظلم أبداً .
قال رسول الله : «الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: قَاضِيَانِ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ فِي الْـجَنَّةِ؛ رَجُلٌ قَضَى بِغَيْرِ الْـحَقِّ فَعَلِمَ ذَاكَ، فَذَاكَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ لا يَعْلَمُ فَأَهْلَكَ حُقُوقَ النَّاسِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَقَاضٍ قَضَى بِالْـحَقِّ فَذَلِكَ فِي الْـجَنَّةِ»[ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الترمذي: كتاب الأحكام، باب ما جاء عن رسول الله في القاضي (1322) ، وأبو داود (3573) ، وابن ماجه (2315) ، وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع (4447) .
أ. د. علي محيي الدين القره داغي - الأمين العالم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين .
أ. د. يوسف القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين