/>

محمد موافي يكتب لمن الشارع اليوم الشعب يريد تطبيق شرع اللة






... من أراد معرفة القوى الحقيقية فليراجع أيام الجمع منذ تنحي مبارك وحتى جمعة أمس,وسيدرك بمجرد مقارنة تقديرات الأرقام حجم كل فصيل بمصر,ومدى انتشار التوجهات المختلفة في الميدان.,وإن أكثر ما يدهش المرء في المعجزات أنها تحدث,وأكثر ما يدهشني في الأكاذيب أنها تتكرر حتى يعتقد مرددوها أنها حقائق ومسلمات, أما أكثر الأشياء المدهشة عظمة وروعة وجلالة فهي مقولة"أن الحق يعلو ولا يعلى عليه,وأنه لا يرتفع قزم فوق الأرض بالتهليل,ولا يختفي ضوء النهار,على الرغم من تناحر وتآمر وتكالب وحقد سحب الدخان العابرة,التي لا رعد لها ولا برق منها ,فضلا عن مطر أو خير.

في إحدي الجمع كان المحتشدون لا يتجازون بضعة آلاف بسبب مقاطعة التيارات الإسلامية لتلك الجمعة ,وساعتها راحت منابر إعلامية متطرفة تؤكد أن الحشود تجاوزت مليونين ,وقامت الدنيا على كاتب بحجم فهمي هويدي ,لما اعتبر أن ذلك تزييف للحقيقية,لإيهام الناس أن الإخوان والسلفيين لا يمثلون قوة حاسمة بالشارع .كان هذا وقتها لما رددت المنابر الإعلامية"الدستور أولا,ولا لزوم للاعتبار برأي ثمنين بالمائة من المصريين".

وأمس الرائع امتلأ الميدان تماما كما كان يمتلأ خلال ثمانية عشر يوما منذ انطلاق الثورة وحتى التنحي,وجرت العادة أن تختلف تقديرات وسائل الإعلام المختلفة في الميدان,فمع انطلاق الثورة ,كانت الوسائل المستقلة تتحدث عن مئات الآلاف وقد تتعدى المليون ,بينما كان الإعلام الرسمي يتحدث عن بضعة آلاف,ومنذ التنحي ,تعددت الجمع حتى الجمعة التي ظن منظموها أنها ستلغي نتائج الاستفتاء,وخرجت الصحافة والتلفزيونات تتحدث عن مليون في التحرير,بينما الوسائل المحايدة داخل مصر تحدثت عن عشرات الآلاف,واختلف التقدير.

وعلمني عملي أن أنظر للتقديرات من وجهة نظر بعيدة وغير محسوبة على أي طرف,ومنها على سبيل المثال ما ورد برويترز و وكالة الأنباء الفرنسية ثم موقع قناة العربية,وكانت تقديراتهم مئات الآلاف,بل كان نص العربية: "في أكبر تظاهرة منذ تنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك، تجمع في ميدان التحرير اليوم ما يزيد على المليون مصري معظمهم من الجماعات السلفية والإخوان المسلمين، حيث اكتسى الميدان والشارع المحيط به صبغة دينية وشعارات إسلامية، منها "القرآن دستورنا"، وهو الشعار الذي رفعته جماعة الإخوان، وشعار آخر رفعته الجماعة السلفية وهو "الشعب يريد شرع الله""



سأختلف مع الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية,وسأجلس بالمرصاد لكل خطاب من الدكتور محمد بديع أو الشيخ حمد حسان أو الدكتور محمد عبد المقصود أو الشيخ ناجح إبراهيم,ولن أترك كلمة منهم تمر دون تعليق ونقد,لكن كل مجهودي وحربي وجمعي لهم,لن تغير في حقيقة أن الشارع معظمه مع أولئك الشيوخ,الذين قد أختلف معهم ,لكن لا أختلف أن الشارع يقترب منهم ,حيث تبقى الحقيقة أن جمعة الأمس تؤكد أن مقاعد البرلمان تعرف الجالسين فوقها,وأن ذلك التيار يزداد قوة كلما ازداد مخالفوه تطرفا وافتئاتا على إرادة الناس









التعليقات
0 التعليقات