/>

ابراهيم عيسى والأسواني و خالدمنتصر وتغييب الوعي ومعادة الاسلاميين





عيسى والأسواني ومنتصر وتغييب الوعي


بقلم: مروان عادل   |  22-10-2011 23:21

كنت قد قرئت مقالة للأستاذ إبراهيم عيسى يتساءل فيها كيف ضاقت صدور المسلمين بالكنائس وبأصوات أجراسها وعزى ذلك للتطرف الذي غزى مصر ,كنت لأتفهم موقفه كثيرا لو ثبت عليه ,ولكن أن يكون التسامح في اتجاه واحد فهذا مثير للريبة والشك في النفس ضده وضد توجهاته ,إبراهيم عيسى نفسه الذي يتعجب من ضيق صدر المسلمين بصلصة جرس كنيسة له حلقه على قناة صديقه الملياردير ساويرس يسخر فيها من أصوات الميكروفونات بطريقة مثيرة للغثيان ,إبراهيم عيسى سخر من رفع صوت الأذان في الميكروفونات وأعلن عن إحدى فتاواه العجيبة – بعد رده لصحيح البخاري ونقضه عموم الإجماع – وقال إن الميكروفون ليس من الإسلام في شئ ثم سخر بشدة بمن يعارضونه في فتاواه.أعجب بأمر إنسان اتسع صدره وانشرح لصلصة أجراس الكنائس وقرع نواقيسها وضاق صدره عن أصوات ميكروفونات المساجد ! كنت لأكون أثر تفهما لموقفه لو كان صدر كله في اتجاه واحد ,أتفهم أن ترفض أصوات الأذان ونواقيس الكنائس ,أتفهم أن تنادي بحرية المسلم والمسيحي في الدعوة للشعائر ولكن ما لا أفهمه أن يتسع صدره وسمعه وينشرح في اتجاه واحد ويسل لسانه على من يصفهم بالمتشددين الذين ضاقت صدورهم عن أصوات الأجراس!!!
إذا هي أزمة ضمير هذا ليس موقفا فكريا ولا سياسيا موقف الأستاذ إبراهيم عيسى هنا لا يقبل حقيقة إلا من نصراني متطرف ولا أقول علماني فحتى العلماني يطبق قواعد العدل – بحسب مفهومه – بالتساوي بين كل الأديان ولكن الأستاذ إبراهيم الذي اتسع صدره لكل الناس وضاق عن كل التيارات الإسلامية ,إبراهيم عيسى الذي استخدم عدسات رجاله المكبرة على أي هفوة للإسلاميين هو نفسه الذي يتقبل بصدر واسع أي سباب أو إهانة من أي رمز مسيحي ليس للإسلاميين بل للمسلمين ولرموز الإسلام والمسلمين.

إبراهيم عيسى الذي لم تفته هفوة من هنا أو هناك لأي إسلامي تعامى عن إهانة نجيب ساويرس للإسلام ,وتجاهل التحريض الطائفي المقيت لماتياس نصر وفيلوباتير جميل ضد الإسلام والمسلمين ,إبراهيم عيسى الذي لا يكبح جماح لسانه كابح إذا كان الخطأ يرتدي عمامة ولو كانت أزهرية لا يجسر على أن يقول كلمة الحق مرة في إنصاف التيار الإسلامي أو ضد خصومهم فقلمه لم يعرف الإنصاف قط إذا ذكر الإسلاميين.
إبراهيم عيسى ليس حالة متفردة في هذا الشأن بل هي أزمة ضمير تعاني منها مؤسسات صحفية كاملة وبرامج حوارية تحظى بأعلى نسب مشاهدة ,خذ عندك مثلا الدكتور علاء الأسواني لا يمكن لمنصف أن ينكر أنه كان واحدا من أجرأ الأصوات التي علت من التيار العلماني ضد النظام الأسبق وضد ظلمه وجبروته ولكن الرجل يعاني من أزمة حقيقية كابوس اسمه الإسلاميين ,الدكتور علاء عاجز تماما عن أن يحلل مصيبة في البلد بعيدا عن التيار الإسلامي ,الرجل مصر على إقحام التيار الإسلامي في كل مصيبة تحدث في بلد ,كل حديثه عن التيار الإسلامي أو حتى رجال الدين بوجه عام سلبي للغاية
صديق عزيز حلل طريقة الدكتور علاء في الحديث يأتي بمثالين شديدي التناقض إحداهما إسلامي وغالبا ما يكون موقفا شديد السلبية في مقابل موقف ايجابي من الغرب ثم يبدأ في الحديث عن الثقافات الوافدة من دول الخليج وتبدأ وصلة سباب

الدكتور علاء الذي يريد أن يعلمنا كيف نتعلم الخلق والتقدم والحضارة من الغرب تغرق رواياته في تفاصيل جنسية تشمئز منها النفوس ,من قرأ روايتيه عمارة يعقوبيان وشيكاغو يدرك أن الرجل – الذي طالما اتهم الإسلاميين بالتفكير بنصفهم السفلي – يفرط في استخدام الجنس بصورة مقززة في رواياته , في رواية عمارة يعقوبيان مثلا لم يذكر اسم رجل وامرأة- تقريبا- مقترنين من أول الرواية إلى أخرها إلا ومارسا علاقة شاذة ما ,دعارة واغتصاب واغتصاب شذوذي واغتصاب للزوجة ومعاشرة من أجل المال أو مساعدة الزناة حتى يخيل لمن يقرأ الرواية أن شعب مصر لا يفكر إلا في الجنس ,من السهل أن تحصل على جائزة من أي بلد في الدنيا يكره مصر ما دمت صورت مصر بتلك الحقارة ,الرواية في مجملها تلعب على الوتر الذي لا يخيب ,ثلاثي "دين –جنس – سياسة " جرب أن تركب أي حافلة وتكلم في أي موضوع منها وستجد من أمامك يدير رأسه لك ليناقشك ,إنها المواضيع الأكثر ربحية خصوصا إذا نجحت في ضبط الخلطة ,وبراعة الدكتور علاء في استخدام هذه الخلطة لا يفوقه فيها إلا خالد منتصر ودكتور خالد منتصر يختلف عن الاسمين السابقين أنه لم يعرف له أي جهاد سياسي من أي نوع بل جهاده لا يدور إلا مجالين الهجوم على الإسلاميين والتاريخ الإسلامي عموما أو الجنس ,والرجل لفرط حديثه عن الجنس ظننته لفترة طويلة طبيب أمراض تناسلية حتى فوجئت أنه طبيب أمراض جلدية ولكنها صورة أخرى من خلطة "دين – جنس – سياسة" إلا أن دكتور خالد الذي كان كاتبا في الأهرام ثم من بعده في المصري اليوم وصاحب فقرات ثابتة على قنوات خاصة لم يقترب من السياسة مطلقا إلا فيما يتعلق بنقد التيار الإسلامي فحسب أمثال هؤلاء الإعلاميين خلقوا جيلا من الشباب له عدو خرافي ,عدو هؤلاء الشباب هم السلفيين والإخوانجية عملاء إيران والسعودية الذين يمولون من السعودية ويتدربون على يد السي أي ايه والمكتب الخامس ,وهؤلاء لا هم لهم إلا التفكير في النساء والطعام ويكفرون خلق الله جميعا وهم غالبا أجهل من الدواب وأغبى من الأنعام. هؤلاء الشباب تدخل على خبر عن اغتصاب فتاة على يد مسجلي خطر فيدخل الشاب العبقري من تلامذة هؤلاء الأعلام ليكتب كلاما سخيفا لا قيمة له عن التدين الشكلي الذي غزا مصر الذي لا هم له إلا حجاب النساء وإطلاق اللحى وتحريم الفنون والموسيقى ,تتساءل في حيرة ما علاقة تحريم الموسيقى بالاغتصاب؟ تفكر مليا كيف يؤدي دعوة النساء لالتزام الحجاب إلى اغتصاب النساء!
منطق عجيب معوج ولكنه ينتشر للأسف بين أوساط الجهلة وأنصاف المتعلمين يدخل الشاب من هؤلاء على خبر اختراع جديد ليتحدث عن المتخلفين المتطرفين الذي توقفوا عند تكفير الناس والدعوة لدخول الحمام بالقدم اليسرى في الوقت الذي تقدم العالم وتطور وأفاد الكفار البشرية بالاختراعات ! تظل ربع ساعة تحاول أن تفهم ما العلاقة بين الدعوة للتسنن بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في قضاء الحاجة وبين تأخرنا عن التقدم والاختراع !
هذا نموذج صغير لما يمكن أن يصنعه الإعلام الكاذب في أدمغة الشباب والكذبة السخيفة مع التكرار والتواصل تصير واقعا له حقيقة وجسد فإن الإعلاميين الكذبة ينتهجون منهج جوبلز الذي يقول اكذب ثم اكذب ثم اكذب فسوف يصدقونك في النهاية ,إنهم يستخدمون بحرفية وبراعة التقنية المعروفة في علم الإجتماع "ما تكرر تقرر" هؤلاء الذين يدعون الحرية والإنصاف لم يعرفوا إنصافا يوما لخصومهم وجرائمهم في تزييف وعي الشعوب قائمة بين أيديهم وشاهدة عليهم كما يقول جوبلز مرة أخرى: "أعطني إعلاميين بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي"
مهندس برمجيات
عضو حزب الإصلاح وجبهة الإرادة الشعبية





التعليقات
0 التعليقات