محمود رضا يكتب: يا رجال الأزهر! أدركوا الأزهر .. مخطط قاسم أمين يُعاد من جديد !
يا رجال الأزهر! أدركوا الأزهر .. مخطط قاسم أمين يُعاد من جديد !
تظاهر صباح الأربعاء المئات من طلاب جامعة الأزهر بأسيوط تظاهرة سلمية داخل حرم الجامعة احتجاجـًا على القرار الذى تم إتخاذه من قِبل رئاسة الجامعة والذى تضمّن إلحاق خمسون طالبة بالفرقة الأولى بكلية طب " البنين " بالجامعة ، فى ظاهرة مُفجعة هى الأولى من نوعها فى جامعة الأزهر أقدم جامعة إسلامية عالمية ومنارة الإسلام على مر التاريخ ، وقد قوبل هذا القرار الخطير بإستنكار وإستغراب من طلاب وأساتذة الجامعة بكلياتها المتنوعة إزاء هذا التحدى السافر لتعاليم الإسلام ومبادئه الواضحة بشأن مسألة " إختلاط النساء بالرجال" ، وذلك فى جامعة يعلم كل مسلم وغير مسلم أنها قلعة الإسلام وحامية الشريعة الغراء
وقد تساءل الطلاب لماذا تم تمرير هذا القرار فى هذا التوقيت الحرج من تاريخ مصر والعالم الإسلامى !؟ وكيف نسير فى فلك " تفعيل الإختلاط " بالجامعات والمدارس فى الوقت الذى يُقلع " الغرب " عن هذه الظاهرة على أرضه ؟؟ أهى مؤامرة على الفضيلة والإجهازعلى البقية الباقية من ثوابت الإسلام بالأزهر والتى حافظ عليها علماء وشيوخ الأزهر على مدى تاريخه!؟ وهل هناك أيدٍ خفية قامت بالضغط على المؤسسة الدينية الرسمية من أجل تمرير هذا القرار؟ هل المخطط الصليبى التغريبى يسير كما حدد له أساطين الكفر كما جاء على لسان أحد المُنصّرين قديمـًا : " سيظل الإسلام صخرة عاتية تتحطم عليها كل محاولات التبشير مادام للمسلمين هذه الدعائم الأربع : القرآن والأزهر واجتماع الجمعة الأسبوعي ومؤتمر الحج السنوي العام " ؟؟؟؟؟!!
هذا وقد رفض بعض الآباء وأولياء الأمور ـ بارك الله فيهم ـ ذلك القرار المُخزى والإنتهاك الأثيم لحياء بنتاهنّ ورفضوا كـ "مسئولين عن بناتهن أمام الله فى يوم العرض" أن يضعوهن فى مكان يختلطن فيه بالرجال متعدين بذلك على أوامر الله وأوامر رسوله الصريحة فى تحريم إختلاط الرجال بالنساء ، وعلى الفور قاموا بالتحويل لبناتهنّ ( وعددهم 25 طالبة ) من كلية طب البنين (المُختلطة!) إلى كليات أخرى بالقاهرة كطب الأسنان من أجل ألا تقع بناتهنّ فى هذا الفعل الأثيم والذى جاء رغمًا عنهم من إدارة جامعة الأزهر! ، فى الوقت الذى ظل باقى الآباء " واقفين محلك سر" ! ولم يأخذوا بموقف من سبقوهم من الآباء الغيورين على بناتهن ، ورضوا لبناتهنّ " الأزهريات" بذلك ! كيف ستكون إجابتهم عندما يسألهم الله عن ذلك !؟
نحن لا نرفض بالقطع أن تتعلم أخواتنا بالكليات المختلفة للجامعة بل وندعمهم فى ذلك ، نحتاج طبيبة النساء المسلمة وطبيبة الأسنان المسلمة ، المجتمع يحتاجهم بشدة ، ولكن أن يكون الأمر بهذه الصورة المُحرمة وهذا الوضع المُهين لأخواتنا الطالبات ؟ فلا وألفُ لا ! ولا بُد أن يتضامن الجميع طُلابًا وطالبات وآباءً وأساتذة ً وعلماء أمام هذا الغزو الفكرى الجديد على منظومة الأزهر حصن الشريعة !
إن الصورة الآن قاتمة للغاية وسيئة إلى أبعد المستويات ، أن يختلط الطالبات بالبنين فى جامعة الأزهر ، فجأة يجالس الطلاب البنات ويختلط الجميع ببعضهن البعض على ما هو معلوم فى جامعات وزارة التربية والتعليم وما يحدث ويتم فيها من طوام يعلمها القاصى والدانى ، فجأة ينتقل هذا إلى الأزهر ! إنه العجب العجاب ، والدنية التى لن نعطيها فى ديننا ولن نقبلها أبدًا ولن تُمرر بالأزهر تحت أعين رجاله وأساتذته وطُلّابه !
لقد كان قديمًا مبنى المدينة الجامعية المخصصة للبنين تدخل ضمن أسوار كلية البنات الإسلامية وذلك فى عهد شيخ الأزهر السابق/ محمد سيد طنطاوى ـ رحمه الله وغفر له ـ ، ثم جاء اعتراض الطالبات على ذلك وأنهنّ يرفضن هذا الإختلاط وتقدموا بشكوى فى ذلك الوقت لشيخ الأزهر إبان زيارة له إلى كلية أصول الدين بالجامعة ومعه رئيس الجامعة وشيخ الأزهر الحالى/ أحمد الطيب ، وتضامنوا مع موقف الطالبات وأيدوا موقفهم وعلى الفور تم إتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل مدينة " البنين" مكان مدينة البنات ونقل البنات إلى المدينة المجاورة لكلية البنات الإسلامية ، مع ما كان عليه الأمر من حواجز ومسافات بين مدينة البنين وكلية البنات والأمن والحرس الجامعى إلخ
وأما الآن فلم يجعلوها حواجز بل الصورة هى نواة مستقبلية للإختلاط الكامل وبدايته بكلية الطب داخل
وقد ردد الطلاب المتظاهرين هُتافات محتجة تصف ما يعتمل فى نفوسهم وغيرة وغضبة ً للدين وللأزهر كـ :
لا إختلاط لا إختلاط .. رغم كل القرارات
الأزهر ليس كالعام فهو منارة الإسلام
الأزهر الإسلامى .. عمره ما هيكون علمانى
شيخ الأزهر قول الحق .. دا حرام ولا لاء!
البداية فى طب كانت .. بكرة كل الكليات
منظومة قاسم أمين .. أولها الـ 25 !!
الأول 25 .. عرفونا آخركم فين !؟..
إنا أرسلنا النداء .. لن نُخالط النساء..
الإختلاط هو البداية .. والفساد هو النهاية..
البنات ويا البنين .. زى النار ويا البنزين..
علِّىِ وعلِّى وعلِّى الصوت اللى بيهتف مش هيموت
علِّىِ وعلِّى وعلِّى كمان .. بنت الأزهر لن تُهان
أن نُخالط النساء .. هذا هو عين البلاء.. وغيرها من الهُتافات
وفى نهاية التظاهرة التى بدأت بفناء كلية الطب مرورًا بكلية صيدلة ثم أصول الدين واللغة العربية والشريعة والقانون والعلوم توجه الطلاب لمبنى أمانة الجامعة لإيجاد حل، وبالإجتماع مع نائب رئيس الجامعة وبحضور عميد كلية الشريعة وعميد كلية الطب بالجامعة مع لجنة مفوضة من الطلاب المتظاهرين، وكان أن رفض بدوره هذا القرار وقال بأن القرار قد تم إتخاذه من قِبل مجلس جامعة الأزهر وأنه فقط مُنفذ !، فى حين صرّح عميد كلية الشريعة برفضه التام لذلك الإختلاط المُحرّم داخل أسوار جامعة الأزهر ،
فى حين صرح من جانبه عميد كلية الطب بأن الأمر كارثة فى حد ذاته حيث أنه فى العام القادم لن يستطيع توفير أماكن للمحاضرات وللمعامل للطالبات ، وقد اقترح الطلاب المتظاهرين بتخصيص مكان لطالبات كلية الطب بمبنى كلية البنات الإسلامية ووعد عميد كلية طب بأنه سيتواصل ـ رسميًا ـ مع عميد كلية البنات الإسلامية من أجل العمل على ذلك ، وهو أمرٌ ـ واقعيـًا ـ مُستبعد حصوله ولو على المدى البعيد ! لما هو معلوم من بيروقراطية النظام الإدارى داخل الجامعة ، وإلا كان مجلس الجامعة قد ابتنى مكانـًا يأوى أخواتنا الطالبات متوفر به كل ما تحتاجه الكليات العملية !!
ونتساءل كيف سيقف أمام الله ـ عز وجل ـ من مرر هذا القرار الأثيم وقد اختار وقته بخبثٍ ودناءة فى هذا التوقيت الحرج من تاريخ مصر والأزهر؟ وكيف يفعل مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فى يوم الحشر " سُحقـًا سُحقـًا .. بُعدًا بُعدًا لمن بدل بعدى "؟؟ وأين شيخ الأزهر من هذا القرار؟؟ وهل عَلِم فضيلته بذلك القرار؟ أم أنه لم يعلم بما يحدث داخل مؤسسة هو مسئول عنها أمام الله!!؟ وماذا فعل إن كان على علم بهذا الإختلاط الفاضح داخل جامعة الأزهر!؟
والله لئن رضى بهذا رجال المؤسسة الدينية الرسمية بالأزهر فلن يرضى بها رجال الأزهر، ولن يمر هذا الموقف بسلام ونحن الذين رضينا بالإنتهاكات والمنع من حقوقنا المشروعة طبقـًا للوائح الجامعة من عدم دخول ٍ للمدينة الجامعية وعدم بناء مستشفى جامعى لطب الأزهر وعدم وجود مبنى لطلبة كلية زراعة! ووجود كليتى الصيدلة والأسنان ومستشفى طب الأسنان فى مبنى واحد!! وغيرها الكثير مما هو معلوم لدى المؤسسة الإدارية الأزهرية ، كل هذه أمور دنيوية نرضى بالتفريط فيها مع ما فيها من ظلم وإجحاف وإستخفاف بطلاب جامعة الأزهر
ولكن لن نرضى بالتفريط أبدًا فى أن يدخل الإختلاط الأزهر تحت أعيننا ، وإن الأزهر به رجال شُرفاء قد يتركون حقوقهم الدنيوية المشروعة ولكنهم لن يُفرطوا أبدًا فى حق الله ـ عز وجل ـ وهم بوقفتهم هذه إنما يقتدون بقول الله تعالى : " وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( 164 ) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( 165 ) " الأعراف.
وفى النهاية نتوجه إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بأن يرفع عنا هذه المصيبة التى نزلت بأرض الأزهر، ونطالب جميع المسلمين وعلى رأسهم علماء الأزهر وأساتذته ومُعلميه أن ينتفضوا جميعًـا ويقفوا بيدٍ من حديد وقفة رجل ٍ واحد أمام هذه الجريمة التى دُبرت بليل ٍ لطمس هُوية الأزهر والتى لم يتبق فرق ٌ بينها وبين جامعات العام إلا أن يختلط البنين بالبنات ونقول ساعتها : على الأزهر السلام !
فإلى الله المُشتكى وهو المستعان وحسبُنا الله ونِعم الوكيل ..
إن شاء الله أدخل الصبح أتواصل معاك إن شاء الله يا ميمو لو فيه حاجات موصلتش فى الأوفلاين أو حاجة محتاجة توضيح وربنا يهيئ خير
وجزاكم الله خيرا
شاهد: مسيرة طلاب الأزهر بأسيوط فى تظاهرات ضد إختلاط البنين والبنات فى الجامعة إثر قرار الجامعة بضم 50 طالبة لكلية الطب بنين