/>

بالأسماء والأرقام.. "حيتان" المخدرات في مصر خريطة الأوكار.. وأشهر الدواليب.. وأسعار تجارة "الكيف"



القائمة الكاملة لـ"ديلرز" المناطق العشوائية والبؤر الإجرامية "هنا إمبراطورية الصنف"، الخريطة شبه الكاملة وقائمة بالكاد استطعنا الحصول عليها من مصادرنا المنتشرة فى كل مكان، بصعوبة حصلنا على معلومات مؤكدة بالعناوين والأسماء لأماكن انتشار كبار تجارة التوهان وحيتان الكيف ومناطق تمركز البؤر الإجرامية التى انتشرت، وأضحت تباع علنًا فى وضح النهار، خاصة بعد فترة الانفلات الأمنى والزلزال الذى ضرب وزارة الأجهزة الأمنية بعد 25 يناير. القائمة بما بذلنا فيها من جهد، نضعها على مكتب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية واللواء منتصر أبو زيد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية وكل الأجهزة المعنية لاتخاذ ما يلزم تجاه من يعيثون فى الأرض فسادًا، ويبيعون الوهم لشباب الوطن للقضاء على مستقبله وحاضره، مستغلين الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد. بانتهاء تجارة المخدرات من الباطنية تمامًا، وشوارع الدرب الأحمر، تستطيع الآن التجول فيها بحرية نسبية بعد أن اختفى "النادورجية"، ممن كانوا ينتشرون فى العديد من الأزقة والحواري، يقفون على ناصيتها.. تراهم ضخام الجثة، قسمات وجوههم لا تخلو من إصابة عميقة، يعترضون طريقك لمعرفة من أنت، وسبب دخولك لهذا الزقاق أو تلك الحارة! يباع الحشيش هناك على هيئة دبابيس وقروش وأوقيات لمن يريد أن يشترى جملة، والأوقية تبلغ "8 قروش" بوحدة قياس عالم المخدرات! والحال لا يختلف كثيرا فى الجيارة التى تقع فى حى مصر القديمة، ولكن لم تعد قلعة محصنة ومغلقة من جميع الجهات، فتتركز عمليات البيع والشراء بمناطق معينة، هى منطقة العلواية وشارع أبو سيفين وتحت كوبرى السكر والليمون وشارع حسن الأنور. وفى الجيارة تجد "قروش الحشيش" و"باكتات البانجو" جنبًا إلى جنب، وإن كان الإقبال الآن على الحشيش نظرًا لارتفاع سعر البانجو ورداءة جودته، ومع ذلك له زبونه، وعلى مقربة من الجيارة فى منطقة زينهم، وبالتحديد فى منطقة المقابر أمام ساحة مسجد على زين العابدين تقبع بورصة البرشام، حيث يجتمع الباعة والمدمنون وسط زائرى المقابر والمتسولين ومجاذيب الصوفية، لتبادل عمليات البيع والشراء لأقراص الأدوية المدرجة فى جدول المخدرات مثل "أبو صليبة والترامادول والترامال"، وغيرها وتكون عمليات البيع مساء الثلاثاء من كل أسبوع، حيث تقام حضرة صوفية يختلط فيها الحابل بالنابل، ويتم خلالها التسليم والاستلام، حيث يقف المتعاطون فى طابور كما كنا نشاهد فى أفلام الباطنية لشراء المخدرات. تمكنت "المصريون" من اختراق عمليات بيع المواد المخدرة، واختراق طوابير بيع المخدرات التى انتشرت منذ السبعينيات لتبدأ من جديد بعد الثورة. وفى المنطقة نفسها، الجيارة بمصر القديمة، وتحديدًا شارع سيدى حسن الأنور, على مرأى ومسمع من الجميع، يبدأ طابور المخدرات "الدولاب"، بدءًا من الساعة السابعة مساءً حتى ساعات متأخرة من الليل. دواليب القاهرة عين شمس تنتشر المخدرات بمنطقة عين شمس فى عدة أماكن وعلى نواصى بعض الشوارع، منها دولاب شارع مكة ودولاب الخليل إبراهيم ودولاب شارع السلام ودولاب سيد بلال. وفى مدينة نصر، يعتبر دولاب العرب من أكبر البؤر لترويج عملية بيع المخدرات والاتجار فيها، إذ يتردد عليه الزبائن من كل صوب وحدب، وفى منقطة الزاوية الحمراء يوجد دولاب شارع السوق ومنطقة المساكن. "نور.ا" و"مجدى.ب" و"حمامة".. أخطر مروجى المخدرات فى "الزاوية الحمراء" منطقة "الخارطة" بحى الزاوية الحمراء، الأهالى فيها يعيشون فى خوف وغضب دائمين بسبب ممارسات بعض شبابها المخالفين للقانون ليل نهار، حيث يتجمع بعض من الشباب عند كل ناصية، يتبادلون أشياء بقليل من الحذر الذى ارتسمت علاماته على ملامحهم، بالإضافة إلى حركتهم القلقة، ومع اقترابنا منهم شيئًا فشيئًا، تمكنا من رؤية المشهد بصورة أوضح، وخاصة بعدما ظهر شاب عشرينى وأعطى أحدهم مبلغًا من المال مقابل "كيس أبيض" أفرغ محتوياته على يده ثم تناوله كالظمآن. كان الوقت ظهرا، بينما الشباب يتبادلون "المخدرات" بشيء من الجرأة ولا يخشون شيئًا، ثم تجد شابًا يرتدى "تى شيرت" أسود اللون و"بنطلون جينز"، يعرض مجموعة من العقاقير التى استطعنا تمييزها، وكانت عبارة عن حبوب الترامادول الشهيرة وعقار آخر يعرف بـ"أبترل"، بالإضافة إلى كمية كبيرة من مادة "الحشيش" المخدرة مقطعة إلى أجزاء بأحجام متفاوتة لتسهيل تبادلها، وتبين بعد ذلك من خلال الحديث مع أهالى المنطقة أن الشاب معروف فى الحى بـ"الديلر"، ويدعى "نور، وهناك آخرون منهم "منس"، و"نانا"، و"العجل"، و"كعبورة"، و"كعبر"، و"الخواجة"، و"دوسة"، و"مجدى "، و"حمامة"، الذى عاد لمزاولة نشاطه من جديد عقب خروجه من السجن. إمبراطورية الجيارة لترويج المخدرات رصدنا خلال ذلك أحد أقارب "كتكت"، تاجر مخدرات شهير، يدعى "و.ح"، يقوم بالدور نفسه فى الاتجار بالمخدرات وبالمكان نفسه "الجيارة" أيضًا، وبالطريقة نفسها التى كان يعمل بها سلفه منذ ثلاثين عامًا تقريبًا، إذ يتم إغلاق باب العقار المملوك باسم أحد بنات "كتكت"، وتدعى نجاح فى منطقة الجيارة، والذى أعطت المحكمة الحق لها بالعيش بداخله، بعد أن تم وضع الحراسة المشددة على جميع أملاك أبيها التى حصل عليها من تجارة بالمخدرات, ويقوم "و.ح" بتأمين المكان من الخارج من خلال عدد من النادورجية العاملين معه، للتنبيه بالخطر ومنع دخول الشرطة للمكان. ومن الطريف أن نجد فى منطقة مصر القديمة، بالقرب من مسجد عمرو بن العاص، وتحديدًا بمنطقة "الأبوة" لوحة معلقة فى الشارع مكتوب عليها "من أهالى مصر القديمة.. ممنوع بيع المخدرات نهائيًّا". العبارة تدعو للانتباه لأنها تدل على أن تجارة المخدرات أصبحت أمرًا اعتياديًّا، ما دفع الأهالى إلى كتابة تلك اللافتة. كما تأتى منطقة المدبح بالسيدة زينب على رأس أوكار ترويج المخدرات، وخاصة المكان الأشهر للتعاطى والاتجار خلف مسجد على زين العابدين القريب من مستشفى سرطان الأطفال، كما يشتهر دولاب أبو القاسم بتجارة المواد المخدرة بالمنطقة الشهيرة. محطة مترو الملك الصالح.. "دولاب مخدرات" يقول محمد صابر أحد العاملين بمستشفى المبرة أمام المحطة وأحد قاطنى منطقة مصر القديمة، إن محطة مترو الملك الصالح تشهد أوكارًا من العناصر الإجرامية وتاجرى ومحرزى المواد المخدرة بشتى أصنافها والعقاقير المنشطة والأقراص المخدرة بداية من سور مستشفى مبرة مصر القديمة، حيث ينتشر تجار الصنف بالدراجات البخارية، دون لوحات معدنية لترويج كل الأنواع المخدرة على عملائهم فى عز الضهر. بؤرة إمداد وتموين أحياء الجيزة أما فى الجيزة فتعد منطقة المعتمدية التى تقع خلف منطقة أرض اللواء، أكبر مناطق المحافظة لتخزين مخدرات الحشيش والبانجو، فقد تحولت المنطقة إلى إمبراطوريات صغيرة لتجارة المخدرات، والتى تعتبر وكرًا نموذجيًّا للتعاطى بعد الشراء بعيدًا عن أعين رجال مكافحة المخدرات أو الحكومة، كما يقولون، نظرًا لطبيعة المنطقة الزراعية وسهولة الاختباء بين الزراعات للتعاطي. وتعتبر المعتمدية أكبر منطقة إمداد وتموين لمدمنى المخدرات فى الأحياء الراقية، مثل المهندسين والدقى والعجوزة، بالإضافة إلى عدد من المناطق الأخرى مثل بولاق الدكرور، وتعتبر "قدارة" أشهر تاجرة فى منطقة إمبابة، خصوصًا بعد اضمحلال نشاط تجارة المخدرات بمنطقة الحوتية الشهيرة بالعجوزة. وعلى الجانب الآخر من المحافظة، فى الجزء الجنوبى منها، تجد معقلين من أكبر معاقل تجارة البانجو لسنوات طويلة قبل أن يتراجع مرة أخرى لصالح الحشيش، وهما الطالبية والعمرانية، وكلتاهما تكتظ بالعاطلين حيث ينتعش نشاط الاتجار بالمخدرات، على اعتبار أن "الشيء لزوم الشيء"، فستجد دائرة مغلقة للشباب العاطل.. فهناك يدمن ثم يتجه إلى العمل فى التوزيع للإنفاق على إدمانه وهكذا. وعلى الرغم من ذلك، تبقى "الكيت كات" أشهر أماكن بيع الحشيش، ولا تزال معظم الغرز فى الحوارى والأزقة تعمل بنشاط كل ليلة. طلاب الجامعات وأولاد الذوات والفنانات زبائن مثلث الرعب "فتحة يمن" أشهر طريق يصلك بعالم آخر من الإجرام، هنا على بعد 25 كيلو مترا من القاهرة، تقع قرى مثلث الرعب الجعافرة وكوم السمن والقشيش بالقليوبية، صداع مزمن فى رأس الدولة وعقبة أمنية تواجهها مديرية أمن القليوبية، لفرض سيطرتها الكاملة على المنطقة. تلك القرى اكتسبت صبغتها الإجرامية منذ قديم الزمان، وتحتاج الدولة لخطة أمنية محكمة لتحريرها من قبضة النادورجية والبلطجية ومروجى الصنف، بمجرد أن تطأ قدمك شوارع القرى الثلاثة، إلا وتجد طوابير طويلة من الزبائن معظمهم من طلاب الجامعات والفتيات وأولاد الذوات والأثرياء والمدمنين وبعض الفنانات المدمنات ينتظرن دورهن فى الحصول على جرعة الكيف. الدكش فى قبض الأمن عدة عوامل تعوق الأمن عن فرض سيطرته الكاملة على المنطقة، أبرزها المزارع الكثيفة والمترامية الأطراف حول الجعافرة، كما أن غالبية أهالى المنطقة يعملون فى تجارة الصنف دون استثناء، لذلك يصعب تفرقة وفرز التجار من المواطنين الشرفاء وتتعامل أجهزة الأمن تتعامل بخطة اصطياد العناصر الخطة بعد أن تحين الفرص ومراقبتهم جيدًا لعدم وقوع خسائر فى صفوف القوات والأهالى، فالأمر هناك أشبه بحالة حرب، نظرًا لانتشار السلاح والبصاصين على نواصى الشوارع غير الممهدة والطرق الوعرة، فالأمر يحتاج إلى اجتماع مجلس الدفاع الوطنى وكل قيادات الأجهزة الأمنية فى مصر، لوضع خطة مدروسة للقضاء على تلك البؤرة الخطرة، وكان آخر الحملات الأمنية الناجحة منذ عدة أيام سقوط الدكش حافظ أمين فى قبضة رجال الأمن، وهو مطلوب على ذمة عشرات القضايا. ومن أبرز الدواليب بالمثلث "أمين م" وعصابته، محكوم عليه بالإعدام والمؤبد فى عشرات القضايا. أم عبير وحماشة وأوشة والحاجة وفاء أشهر تجار شبرا وفى القليوبية، تشتهر امرأة تدعى "أم عبير" بعزبة رستم ببهتيم، كما يعد من أشهر التجار بها: محمد الأسود, وحماشة, وإبراهيم بلو, والقطاوي, والشقيان, وإسلام أتارى بشارع الكابلات وعزبة عثمان ومنطاى وأم بيومي. وفى سوق المؤسسة، تنتشر تجارة المخدرات بعد صلاة العصر أمام أكشاك سوق الخضار، أما دائرة القناطر ففيها منطقة أبو الغيط والخرقانية وشلقان. وشبين القناطر بجميع قراها تعتبر مقرًّا أساسيًّا لتجار المخدرات وخاصة الزهويين، وفى مركز طوخ وكفر منصور من أشهر التجار بها محمد وشقيقه رواش وأمهما، ويهربون إلى المقابر حينما تداهم الأجهزة الأمنية المنطقة، كما يوجد كل من ياسر وجمال والحاجة وفاء وأوشة، كما توجد العريضة وكوم الأطرون والعمار وبلتان وزاوية بلتان، وخاصة عند محطة بلتان يتم البيع فى عز الظهر. ويعد بندر بنها من أشهر المناطق، فتوجد منطقة الرملة, وميت عاصم, وعزبة الحرس الوطنى خلف وابور الثلج, وعزبة السوق, وكفر الجزار, وروره, ودملو, وكفر باطا. بيع الصنف فى "عز الظهر" بالإسكندرية وبالانتقال إلى محافظة الإسكندرية، نرى البيع علنيًّا فيها حيث حارة اليهود بحري، وحارة البطارية بحري، وشارع حمام الورشة اللبان، وحارة بطوطة اللبان، وأمام مسجد النبى دانيال، وأمام مسجد أبى العباس، وشاطئ الأنفوشي، وشارع بازادا المنشية، ومساكن المأوى القباري، ومساكن النجع القباري، والكرانتينة الورديان، والطوبجية كرموز، وجبل ناعسة كرموز، وميدان الساعة كرموز، والعلواية غربال، وأرض سليم إسكندر أب، وسليمان وأرض الخواجة إبراهيم أبو سليمان، ومساكن الأمريكان سيدى بشر، وشارع توريل الرأس السوداء، وشارع محمد عطية المندرة، والرأس السوداء فيكتوريا، ومنطقة أبو خروف العصافرة، وشارع 45 العصافرة، وشارع المعهد الدينى العصافرة، وشارع عثمان بن عفان العصافرة، وأسفل كوبرى العامرية، وحارة البزازة الدخيلة، وشارع الجيش الدخيلة. ومعظمها مناطق تزدهر بها تجارة الحشيش وترتفع نسب البيع. البيع جملة وقطاعى فى السويس.. والأربعين أشهر الأوكار ومن الغرب إلى الشرق، حيث محافظة السويس، وعلى الرغم من صغر مساحتها، فإنها تشتهر بكثرة مناطق التوزيع والاتجار، حيث أوكار المخدرات فى منطقة الهيشة، وبالتحديد إحدى الحوارى خلف مصنع البلاط، فالأهالى أنفسهم محاصرون من تجار المخدرات "جملة" فى أحد المخازن بالحارة و"قطاعي" على النواصى وتقدموا على مدار أشهر الثمانية الماضية بآلاف الشكاوى، ولكن دون جدوى، ما دفعهم إلى تعليق لافتات عن أماكن بيع المخدرات "جملة وقطاعي"، وتوسطها لافتة كبيرة على أول الشارع كتب عليها: "هنا تباع المخدرات.. برشام حشيش بانجو". الممنوعات تباع بمحيط سجن دمو وأجهزة محافظة الفيوم وترتفع نسب البيع سواء بالمقاهى أو بالصيدليات والسوبر ماركت داخل محافظة الفيوم، والتى يخصص فيها البعض جزءًا من المنشآت للبيع بداخلها المواد المخدرة، ولا يتم البيع إلا لزبائن المحل المعروفين لدى البائع. ومن أشهر الأماكن التى تنتشر فيها هذه التجارة، هى حى الصوفى والحواتم ومنطقة الشيخة شفى وكميان فارس الذى يعتبر من أهم الأحياء وأخطرهم، حيث تقع بهذا الحى جامعة الفيوم، حيث يتم بيع المواد المخدرة بجوار الأحوال الشخصية والتنظيم والإدارة. لن يقتصر الأمر على التجار من الرجال فقط، بل هناك سيدات تقمن بالبيع ويتاجرن فى أنواع المخدرات بالمدينة، وتعتبر "سلوى المهر" التى سقطت فى قبضة مباحث الفيوم منذ أيام، هى خير دليل على ذلك، حيث تم القبض عليها وبحوزتها عدد 35 لفافة من البانجو المخدر كبيرة الحجم، تزن 115 كيلو بقصد الاتجار، وذلك بعد مداهمة قوات الأمن لها بمنطقة مساكن دمو بالفيوم. التعاطى طقس يومى على أرصفة الدقهلية وينتشر تناول المخدرات داخل مراكز محافظة الدقهلية بصورة غير مسبوقة، وتمثل ذلك فى وجود أماكن ثابتة للبيع معلومة للجميع، خاصة أنها تتركز فى بعض المقاهي.. رصدنا هذه الظاهرة، حيث أكد أصحاب أحد المقاهى المتهم فى إحدى القضايا، ولم يرد ذكر اسمه، أن أبرز فئات المتعاطين هم العاطلون الذين يجلسون على المقاهى حتى الصباح بانتظار الكيف الذى ينسيهم مأساتهم، وهذه فئة، أما الفئة الثانية فهم العمال العاديون الذين لم ينالوا قسطًا من التعليم، فهم يجدون فى البانجو لذة تساعدهم على تحمل أعباء الحياة. والفئة الثالثة تتمثل فى قطاع عريض من الطلبة وبالأخص المرحلة الثانوية التجارية والصناعية، وللأسف الشديد امتد الإدمان ليشمل طلاب المدارس الإعدادية، كما أن أولاد الذوات الذين يحصلون على مصاريف، قد تكفى لشراء أكثر من البانجو، قد أصبحوا من ضمن تلك الفئات ونتيجة لتعاطى وإدمان هذه المادة المسماة بالبانجو بين الشباب وتحت سيطرة هذه المادة المخدرة عليهم تقع المعارك اليومية بين هؤلاء الشباب بجميع أنواع الأسلحة البيضاء كالسنج والسيوف، ويحدث ذلك ليلاً ونهارًا، فقد أصبح الضرب بهذه الأسلحة من ضمن الطقوس اليومية العادية وازدادت أوكار تعاطى البانجو، فلم يعد التعاطى مقتصرًا على المقاهى، فقد أصبح التعاطى على الأرصفة وبين الطرقات وفى الشوارع. وأثناء جولتنا بمحافظة الدقهلية، قابلنا "أسامة.ز"، متعهد أفراح من مركز بلقاس، قال: "إن تعاطى البانجو فى بلقاس وقراها له مذاق خاص خصوصًا فى الأفراح الشعبية". وأضاف: "إن مركز بلقاس يعتبر جامعة احتراف لعالم الإجرام، فبداخله يتم تدريب النشالين على طرق النشل، وكذلك يتم تدريب المتسولين، وفى الليل يجتمع الكل على مائدة واحدة أمام الراقصات لصرف ما تم الاستيلاء عليه". وقال أحد الأشخاص، لم يرد ذكر اسمه، يعمل فعليًا فى الترويج للمخدرات: "إن البانجو أصبح يباع جملة وقطاعى فى قرى معروفة حتى أصبحت هذه القرى من أكبر المراكز لتوزيع البانجو، وبالأخص (كفر الترعة القديم والسوالم وعزبة الجبانة بشربين، أما فى مركز بلقاس، فهناك قرى المعصرة ومحلة دمنة، بالإضافة إلى سوق ستوتة بالمنصورة). وعن أنواع المخدرات التى يروج لها، أكد أن هناك أنواعًا كثيرة من نبات البانجو، والذى يكثر انتشاره عن أى مخدر آخر، قائلاً: "هناك نوع فاخر من البانجو، تباع اللفة منه فيما بين 1200 و1500 جنيه، بخلاف النوع الشعبى والذى تباع اللفة منه من 300 إلى 500 جنيه، ويتم تقطيع البانجو إلى لفافات صغيرة ثمن اللفة من 25 إلى 30 جنيهًا". أما عن طرق النقل، يقول أحد السائقين المتخصصين فى نقل المخدرات: "أهم مصدر نجلب منه "البضاعة"، يقصد المخدرات، محافظة الإسماعيلية، والمنزلة وضواحيها، وأغلب منتج هذه المصادر هو "البانجو الشعبي"، أما النوع الفاخر فيأتى رأسًا من العريش وسيناء ومرسى مطروح". ويقول "خالد م" سائق سيارة نقل مخدرات، ولكنه يقوم بنقل البانجو فى عربات مخصصة بتحميل الخضار والفاكهة: "يتغلب المهربون على مطاردة الكلاب البوليسية المخصصة لرصد البضاعة بواسطة الشطة، بوضع كمية من الشطة الحمراء على نبات البانجو، الأمر الذى يجعل كلب البوليس لا يستطيع تمييز رائحته من الشطة وتنتابه حالة عطس". "صدام" و"نانسى" و"هيفاء" أشهر الأصناف.. والفستك أردأ الأنواع أما عن أشهر أنواع الحشيش المنتشرة فى مصر، فأخطرها "التلاتات" كما يطلق عليه فى المناطق العشوائية، وهناك ما يسمى بحشيش "أوباما" والذى يتوهم المتعاطى أنه يمنح إحساسًا بالقدرة على التحدث والجرأة والشجاعة، أما حشيش الـ s.d.k، فهو الذى يمنح شعورًا بالخمول والهبوط، ويسمى أحيانًا بالحشيش "الرخم"، كما أطلق بعض التجار على الحشيش الذى يتميز بجودة أعلى أسماء بعض الفنانين كحشيش "نانسي" و"هيفاء" و"صدام" و"إليسا"، وهناك حشيش يسمى "إف16" وحشيش "صرخة أنثى"، أما الحشيش الأقل جودة أو المغشوش، فيطلق عليه "لحشيش الفستك" أو السبعات. وينقسم تجار المخدرات إلى عدة أقسام، فمنهم من يسمى بـ "الديلر" وهو بائع تجزئة صغير ويقدر عدد من يقوم ببيع الحشيش إليهم 1000 شخص، أما "الدولاب" فهو بائع الجملة الذى يسيطر على منطقة بأكملها، أما الإمبراطور فهو التاجر الذى يقوم ببيع المواد المخدرة إلى الدواليب ليقوموا بعد ذلك ببيعها إلى الديلر.

التعليقات
0 التعليقات