كشفت مصادر مطلعة لـ"المصريون"، أن السفارة الأمريكية تدعم بقوة تشكيل تحالف علمانى ليبرالى، للحد من النفوذ المتنامى للإسلاميين، خلال المرحلة القادمة، فى ظل التوقعات بهيمنتهم على البرلمان المقبل، عبر لقاءات مكثفة عقدت مع رموز هذا التيار ومرشحين رئاسيين معروفين بمواقفهم المناهضة لنفوذ الإسلاميين.
وقالت المصادر، إن مسئولين محسوبين على جهاز المخابرات "سى آى أيه" بالسفارة، سعوا لتعزيز نفوذ الأحزاب الليبرالية من خلال خطة واضحة سياسية وإعلامية عبر حملة، تهدف لإثارة المخاوف من تداعيات لعبه دورا سياسيا على استقرار مصر خلال المرحلة القادمة.
ووفق المصادر ذاتها، فإن رموز القوى العلمانية والليبرالية طالبوا خلال اجتماع عقد أخيرا بواشنطن، بالتدخل لدى المجلس العسكرى لتأجيل الانتخابات القادمة، بذريعة تدهور الأوضاع الأمنية، فى ظل التوقعات القوية بأن هذه الانتخابات قد تدفع بالإسلاميين إلى الحكم، وبما يسمح لهم بتحديد هوية الرئيس القادم.
وأضافت أن واشنطن لن تركز فقط على فتح نوافذ الحوار، بل إنها ستسعى خلال المرحلة القادمة لفتح نوافذ الحوار مع القوى الإسلامية، وفى مقدمتها "الإخوان المسلمين" والسلفيين، بعد أن واجهت محاولة عقد مثل هذه اللقاءات صعوبات خلال المرحلة السابقة.
لكن بشائر تذليل هذه الصعوبات بدت فى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، حول استعداد واشنطن للدخول فى حوار مع جماعة "الإخوان المسلمين".
ورجح الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، تدشين حوار بين الإسلاميين والأمريكيين، فى إطار ما وصفه بـ"محاولة خطب ود الإسلاميين والتعرف على رؤاهم من جميع القضايا للتوصل معهم لتوافق يحافظ على مصالح واشنطن، ويضمن عدم تدهور علاقات مصر مع إسرائيل".
وقال لـ"المصريون"، إن واشنطن لا تخفى قلقلها من وصول الإسلاميين للسلطة، لكنها لا ترغب فى تكرار السيناريو الإيرانى، حيث ركزت على علاقاتها مع نظام الشاه وأهملت المعارضة، وهو أمر سيضع، فى حالة تكراره، مصالحها فى مصر على المحك، مما يعزز الاتجاه لعقد حوار مع الإسلاميين خلال المرحلة القادمة، يضمن وجود نوع من التوافق حول علاقات الطرفين بشكل يحول دون انفجار الأوضاع فى المنطقة ويحقق نوعا من الاستقرار.
إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن مصدر مطلع بالسفارة الأمريكية فى القاهرة، أن سياسة بلاده بعد الثورة المصرية هى الانفتاح على كافة الفصائل السياسية، طالما لا تستخدم العنف.
وأشار فى هذا المجال إلى أن المسئولين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة تقابلوا مع ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية وعدد من المرشحين المحتملين للرئاسة، مثل عمرو موسى والدكتور محمد البرادعى، غير أن المراقبين ركزوا على اللقاءات مع "الإخوان المسلمين" فقط.
وأوضح المصدر، أن السفارة الأمريكية لا تعلن عادة عن هذه اللقاءات بصورة رسمية، وأن هذه الجهات غالبا هى التى تعلن عن ذلك، موضحاً أن هذا الأمر تقوم به مختلف الأحزاب مع بقية السفارات العاملة فى مصر، وأنها تقوم بدعوة هؤلاء لحضور بعض فعالياتهم وأن الدبلوماسيين يلبون تلك الدعوات.
وفيما يتعلق بما نسب لوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، من استعداد واشنطن للتعاون مع "الإخوان المسلمين"، قال المصدر، "إن الوزيرة الأمريكية كانت ترد على سلسلة من الأسئلة الموجهة إليها، وإن من وجهوا تلك الأسئلة فى الغالب لا يعرفون باقى التيارات الدينية من السلفيين وغيرهم مثلما يعرفون الإخوان المسلمين".
وأعرب المصدر عن عدم وجود مخاوف لدى أمريكا من أن تفرز الانتخابات فى المنطقة العربية عما يسمى "الهلال الإسلامى" من غزة وحتى تونس، موضحاً أن هؤلاء عندما يصلون للحكم لا بد لهم من تقديم خدمات لمواطنيهم الذين سيحكمون عليهم ولن ينتخبوهم ثانية إذا لم يفعلوا ذلك.