/>

بعد الفيلم الهندي لفودة / عودة يسري فودة إلى أحضان ساويرس






عودة يسري فودة إلى أحضان ساويرس


جمال سلطان   |  14-11-2011 22:27

الحمد لله ، تم الصلح بين الزميل يسري فودة وبين الملياردير نجيب ساويرس ، وعادت المياه لمجاريها الطبيعية بين الاثنين بعد الهوجة التي رتب لها بذكاء شديد يسري وخرج منها بطلا مضطهدا وضحية للحصار الإعلامي الوهمي على النحو الذي صاغته الصحف "الصديقة" ، وبعد أن أقام الدنيا ولم يقعدها تهييجا على قناة ساويرس واضطهاده وخضوع ساويرس وقناته لضغوط خفية حسب إشارته ، الآن اكتشف يسري أن ساويرس مناضل ومحترم وجنتل وأن العمل معه يشرف يسري فودة ويضيف إلى تاريخه المهني الكثير ، وهذا تطور جيد نهنئ عليه الطرفين ، كما أنه من المفيد والإيجابي لكل الصحف "الصديقة" التي وظفها يسري أن تكتب عن هذا الحدث السعيد وأسبابه وخلفياته تماما كما كتبت عن الهوجة التي افتعلها يسري وقدم فيها صورة مختلفة تماما لساويرس وقناته .

كل ما سبق جميل وممتع للمشاهدة والتسلية على حال الإعلام المصري الآن وكيفية "تدويره" ، ولكن الذي ليس جميلا في المشهد هو "المهر" الذي أراد يسري فودة أن يدفعه لساويرس وقناته مقابل الصلح "التاريخي" الذي تم وعاد بموجبه يسري فوده إلى أحضان ساويرس ، وبدأ حسابه البنكي يستقبل مائة وثمانين ألف جنيه شهريا من حر مال ساويرس نظير "الخدمات" التي يقدمها يسري للرجل ، في قناته طبعا .

يسري كتب ليلة عودته إلى أحضان ساويرس مقالا من أبشع ما يمكن كتابته في صحيفة مصرية ، ملخصه أن الاشتباكات التي حدثت بين المتطرفين الأقباط الذين هاجموا مبنى التليفزيون وحاولوا اقتحامه وبين الشرطة العسكرية التي منعتهم وأسفرت المواجهة عن قتلى وجرحى بالعشرات من الجانبين ، شبهها يسري فودة بمحارق النازي ضد اليهود ، أكرر ، شبه يسري فودة الجيش المصري بقوات هتلر التي ارتكبت مذابح وجرائم ضد الإنسانية في حق مئات الآلاف أو ملايين اليهود ، ووضع أقباط مصر في نفس موقع اليهود الذين تعرضوا للإبادة الجماعية على يد النازي ، الذي هو الجيش المصري ، هذا هو خلاصة مقال يسري فودة ، أو خلاصة "المهر" الذي دفعه لكي يعود إلى أحضان ساويرس .

ما كتبه يسري يصعب أن تناقشه بأي معنى أو منطق ، لأنه محض كلام حقير ومتدني ومغرق في النفاق السياسي الرخيص ، ولكن المهم إثباته هنا ، أن ما فعله يسري فوده هو جريمة كاملة الأبعاد ، ولو كانت هناك جرأة ومؤسسات قضائية مستقرة لكان من المؤكد أن تتم محاكمته على تلك "الجريمة" التي ارتكبها في حق مصر ومؤسستها الوطنية التي صنعت تاريخ مصر الحديث منذ محمد علي ، الجيش المصري ، نختلف أو نتفق ، نتشاجر ونغضب أو نتسامح معه ، أما أن يأتي كاتب "مصري" ليشبه الجيش المصري بجيش هتلر ، ويشبه دفاعه عن مبنى التليفزيون وعن جنوده الذين ضربوا بالرصاص والسيوف والشوم بأنه مثل ما فعله هتلر عندما حرق اليهود في أفران الغاز ، فهذا أوضح دليل على مبلغ ما يمكن أن يتسبب فيه المال الطائفي من فساد وإفساد وتدمير لمقومات هويتنا الوطنية وتعريض كل شيء فيها للبيع والمقايضة .

من حقك أن تصالح أو تبيع أو تشتري يا يسري ، ولكن ليس على حسابي وحساب ملايين المصريين ، وليس على حساب الوطن ، وكنت أتصور أن أنك قد أخذت الدرس من "الواقعة الباكستانية" الشهيرة ، والتي ستظل عمرك كله تتحسس رأسك وقفاك مما حدث فيها ، ولعل كابوسها هو ما يدفع يسري حتى الآن لكي يقدم صورته مع مقالاته وهو يتحسس "قفاه" .

almesryoongamal@gmail.com 







التعليقات
0 التعليقات