قال الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى، إن مجلس الشعب المنتخب لا يمكن أن يكون مسرحية حتى لو كان أداؤه فى الجلسة الأولى لم يكن مشرفاً لوقوع بعض الأخطاء الإجرائيه من قبل بعض النواب، إلا أنه برلمان مدعاة للمفخرة، لافتاً إلى أنه لا يمكن مقارنة برلمان الثورة ببرلمان سرور وعز، رافضاً رصف جلسة البرلمان بالمسرحية من قبل أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق "المسرحى"، حسب وصفه.
وأضاف المسلمانى، أن "الهرجلة" التى شهدتها الجلسة الإجرائية لمجلس الشعب بدأت بقيام أحد فنيى المجلس بضبط الميكروفون الخاص برئيس الجلسة الإجرائية الدكتور محمود السقا يتحدث، قائلاًَ: "كان قدامه 8000 ساعة يضبط فيها الميكروفون حبكت دلوقتى"، مضيفاً أن الأمانة العامة لمجلس الشعب تعاملت مع رئيس المجلس بـ"هرجلة".
وانتقد المسلمانى، السلوك السلبى لبعض النواب الجدد بمجلس الشعب الذين اصطحبوا معهم أجهزة "الأى باد" مستخدمين إياها فى التصفح أثناء الجلسة الافتتاحية لبرلمان الثورة، لافتاً إلى أن سلوك هؤلاء النواب ذكرنا بـ"لاب" أحمد عز.
وانتقد المسلمانى، أيضاً سلوك بعض النواب الذين قاموا بتوزيع الحلوى، قائلاً: "هو فرح بيوزع حلويات على إيه"، مستنكراً بشدة سلوك نواب آخرين كانوا يتحدثون داخل البرلمان فى الهاتف النقال.
ولفت المسلمانى، إلى بعض السلبيات التى شهدها جلسة مجلس الشعب الأولى، مشيراً إلى أن بعض النواب لم يتوفر لهم مقاعد للجلوس عليها، مما اضطرهم للوقوف فى جوانب القاعة، مشيراً إلى أن أحد النواب صاح بصوت عالٍ قائلاً: أنا لا أجد مقعداً يا جماعة إلى أن أحضروا له مقعداً للجلوس عليه.
وأشار المسلمانى، إلى التنوع فى الزى الذى كسى به نواب برلمان الثورة فى أولى جلساته، لافتاً إلى زيادة عدد النواب المتشحين الجلباب بكثرة، بالإضافة إلى 11 نائباً يرتدون عمة الأزهر الشريف، ونائبين كانا يرتديين العقال العربى - الزى البدوى-، ونائبين آخرين يرتديان الطاقية البدوية، معتبراً ذلك انعكاسا حقيقياً للتنوع الشعبى المصرى.
وقارن المسلمانى، بين قادة مجلس الشعب قبل الثورة وبين قادة المجلس بعد الثورة، بداية برئيس المجلس السابق الدكتور أحمد فتحى سرور وهو نزيل سجن طرة الآن؛ أما رئيس المجلس الآن فهو الدكتور محمد سعد الكتاتنى من الإخوان المسلمين، وبالنسبة لوكلاء المجلس فكان السيد راشد هو أشهر وكيل للمجلس؛ وكان يخطب كل عام فى عيد العمال مادحا فى الرئيس السابق مبارك، أما الآن فوكيل مجلس الشعب هو النائب الوطنى المحترم محمد عبد العليم داوود، وزعيم الأغلبية كان الدكتور عبد الأحد جمال الدين-وطنى-، أما بديله الجديد فهو الدكتور حسين إبراهيم -إخوان-، مشيرا إلى الإختلاف الجذرى الذى شهده مجلس الشعب بعد قيام الثورة.
وأشار المسلمانى، إلى مثلث القوة فى مجلس الشعب قبل الثورة من الحزب الوطنى؛ والممثل فى 3 أشخاص وهم: أحمد عز؛ وزكريا عزمى؛ وأحمد فتحى سرور، والذى حل مكانه مثلث قوة إخوانى ممثلاً فى: الكتاتنى؛ وعصام العريان؛ وحسين إبراهيم.
وأوضح المسلمانى أن مركز القوة الخارجى المؤثر فى البرلمان قبل الثورة كان ممثلاً فى جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطنى، والآن يتمثل فى شخص المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
ونوه المسلمانى إلى أن أبرز الجديد الذى شهده البرلمان بعد الثورة هو وجود التيار السلفى بكثرة داخل المجلس؛ حيث حل وصيفا بعد الإخوان بعد أن كان تمثيله صفر قبل الثورة، كما أن كافة التيارات السياسية لم يحصل أيا منها على الأغلبية المطلقة التى تتعدى 50%، كما أستطاع حزب الوفد أن يستعيد مكانته كأكبر حزب مدنى معارض داخل البرلمان مع الفارق فى التمثيل، حيث مر الحزب بثلاث حقب تاريخية؛ أولها: قبل ثورة 52 كان حزبا للأغلبية الحاكمة، والحقبة الثانية قبل ثورة 25 يناير والتى مثل فيها كأكبر حزب مدنى معارض، والحقبة الثالثة والمعاصرة بعد ثورة 25 يناير والتى يمثل فيها كأكبر حزب مدنى معارض والثالث فى الترتيب بعد الحرية والعدالة والنور السلفى.
وقال المسلمانى، إن الأداء السياسى داخل مجلس الشعب لنواب الإخوان المسلمين فى تقديرة هو الأفضل، مشيراً إلى أن سلوك نواب حزب الحرية والعدالة بدى الأكثر إنضباطا والتزاماً ونضجاً عن كافة التيارات السياسية خلال جلسة المجلس الأولى، مدللا على ذلك بمؤشرات ثلاثة، أولها: إرتداء عدد من النواب أوشحة سياسية داخل المجلس، قائلا: التظاهر وإرتداء الأوشحة والشعارات للمواطنين بينما النواب ليس لهم إلا التشريع والرقابة، المؤشر الثانى: تغيير بعض النواب فى نص القسم الدستورى؛ إما لأسباب دينية أو لأسباب ثورية بحسن نية.
وأستكمل المسلمانى، المؤشر الثالث الذى يؤكد نضج نواب الحرية والعدالة السياسى داخل البرلمان: وهو خروج العشرات من النواب إلى صلاة الظهر ورفع الجلسة؛ وذلك قبل إنتهاء الجلسة بدقائق مع العلم بإختلاف مساحة الوقت بين الأذان والإقامة من مسجد إلى أخر وهو مايتسع لذلك فى بعض المساجد، المؤشر الرابع من خارج المجلس: هو حضور الرجل القوى خيرت الشاطر نائب المرشد للاخوان المسلمين إحتفال الهند بيوم الجمهورية فى سفاتها بالقاهرة وهو مايعنى نوع من المسؤولية السياسية والبرجماتية والوعى باهمية العلاقات الخارجية لحزب الأغلبية تجاه دولة كبيرة تقاطعها العديد من الدول الإسلامية لموقفها مع باكستان ذات الأغلبية المسلمة بينما فطن الإخوان إلى أهمية التواصل معهم لتحقيق مصالح باكستان.