/>

عيال أناركية أيضًا مقال محمد موافي



محمد موافى   |  14-01-2012 14:50

...لم أتخيل وأنا أكتب مقال (شلة عيال أناركية) أن العيال بهذا الانتشار, وأن الأناركية بهذه القدرة على الابتزاز, وأحمد الله أن مقالاً لى انتشر من حيث لم أقصد وأنه جلب شتائم زادتنى إصرارًا على الموضوعية, ولو (مش عاجبك) يا كل أناركى, فاشرب من البحر أو عض الصخر.

والمشكلة ليست فى الأناركية الذين يؤمنون بالفوضى وحكم المنظمات وهدم الدول وتدمير الجيوش, وإحياء نتانات ماركس. ليست المشكلة فى هؤلاء, بل المشكلة فى عدم فهم كثيرين منا لأدب الاختلاف, فقبل الثورة جعل الحزب الوطنى المصريين فى خانتين، إما معى أو أنت من الإخوان والمتطرفين أو على أضعف الإيمان أنت من (كفاية). أما بعد الثورة فقد صار كل ثائر وكل جالس على الكنبة حزبًا وطنيًا أكثر شراسة, فإما أنت معنا أو أنت فى الجانب الآخر.

يعنى لو أنت اعترضت على سحل فتاة وتعريتها فى مجلس الوزراء, فأنت إذن معارض للمجلس العسكرى وأنت إذن من الثوار والمعتصمين. ولو أنك قلت يا جماعة الخير ليس بالاعتصامات تعيش مصر أو تنجح الثورة, أو قلت: لا يمكن أن نظل ليوم الدين مختلفين ومعارضين وثائرين ومعتصمين ومفتئتين, فأنت إذن من العباسية وممن ينافقون الجيش أو من جماعة (إحنا آسفين يا ريس). يعنى ليس هناك منطقة وسطى ما بين الجنة والنار.

لو فشلنا أن نتفق على مسلمات وبديهيات, أو حتى نتفق على قضايا عامة, فليس أقل من أن نتفق على أننا جميعًا نحب مصر, ونريد لها استقرارًا, حتى لو كان مفهوم كل منا للاستقرار مختلفًا عن مفهوم الآخر.



وأعود لمقالى (شلة عيال أناركية) حيث المفاجأة هو أن كل مخالف لى فى وجوب الاستقرار والهدوء وعدم تحويل ذكرى الثورة لجنازات ومشاهد دماء واحتلال لدواوين الحكومة, اعتبرنى أقصده بوصف (الأناركية), يعنى كل من خالفنى الرأى أو خالفته الكلام, رآنى فى الجانب الآخر, لدرجة أن أحدهم لم يجد ردًا ولا تعليقًا يكتبه فقال (على فكرة موافى مذيع فى التليفزيون المصرى) وكأنه أمسك الذئب من ذيله, وأتى بالمفاجأة المدوية, ولو تسمحون لى لتكلمت عن نفسى ولكن هذا لا يليق, ومجرد سطر لو تسمحون أقول إنى أحترم دينى وأحفظ قول من لا ينطق عن الهوى (أغلق عليك بابك) ولذا فقد لزمت بيتى ولجنتى الشعبية طيلة أيام الثورة. والتليفزيون عملى وأكل عيشى وأحترمه حتى أستحقه.. ولكن القلم هوايتى واحترافى, ومصر هى معشوقتى الأولى, وأنتم الناس أيها المصريون, فلا تتركوا عيالاً مغررًا بهم- على رأى السادات- أن يقسمونا جانبين إما (أناركية) أو (آسفين يا ريس). ولو نحن مختلفون فيما بيننا فإننا متفقون جدًا على قيمة مصر.

mmowafi@gmail.com

التعليقات
0 التعليقات