/>

ديل الكلب مقال محمد موافى




محمد موافى   |  17-03-2012 14:07

ولولا خوفى ألا أوفيهم حق الذم, ومبلغ النقد, وكمال التوبيخ, لقلت عجبًا وأعاجيب, ولجمعت كل تراكيب شتائم الحطيئة على هجاء جرير, ورصصتها شموعًا لا تنطفئ على روح تلك القنوات وهذه الصحف, التى لا تريد أن ينصلح الحال أبدًا, وهل تعلمون أن كثيرًا من تلك الوسائل وضعت تسعيرة لمرشحى رئاسة الجمهورية, وتراوحت الساعة على الهواء بين ستين إلى ما شاء الله من آلاف الجنيهات, وقد فوجئت بالموضوع لدى مقابلتى أحد المرشحين الذى تميز بسبق الجميع من حيث صغر السن, واشتكى من أن فترة الدعاية المسموح بها قصيرة ولا تكفى لإيصال الصوت ولإيضاح البرامج الانتخابية ومميزات كل مرشح, فقلت: لو فى هذا ظلم, فهو أمرٌ واقعٌ على الجميع وليس على أحد دون أحد, وبالتالى فأنا أراه عين العدل, والمشكلة لدى المرشحين الذين لم يعملوا مبكرًا, فهناك بضعة أسماء مطروحة منذ خلع مبارك, وهى قامت بجهد معتبر فى الدعاية والتسويق وهذه نقطة لصالحهم, وهى أيضًا تقصير من بقية المرشحين الذين تعدوا خمسمائة حتى هذه اللحظة. فرد ذلك المرشح صغير السن, بأنه لا يملك ستين ألف جنيه ليقدمها للبرنامج الفلانى. ولم آخذ الكلام صدقًا متواترًا لا قدح فيه ولا علة, بل ذهبت أستفسر وأتحقق, وتحسست الأمور من زملاء منتشرين فى فضاء النايل سات, حيث كانت الطامة, يوم ينتهز الجميع فرصة انتخابات الرياسة, بل المصيبة هى أن بعضًا من كبار المرشحين, بادر بالدفع والعرض إلى جانب مكافآت وهدايا من تحت الطاولة, بعيدًا عن عدسة الكاميرات المشغولة بمكياج المذيع وملابس المذيعة.

وأنكى من الفساد استمرار الفساد, وأبشع من الرذيلة ادعاء الأشرار للطهارة, و(نصحتك لم تنتصح / والطبع فيك غالب / وديل الكلب لم ينعدل / ولو علقوا فيه قالب), ويكاد المريب يقول خذونى, فتجد صحفيًا لامعًا, ومذيعًا طالعًا, يقذفك بمقال من عينة (التطهر والتطهير والطهارة) مع أن نفس السيد رأيته وأقسم بالله بعينى اللتين سيأكلهما الدود, وبنظارتى التى تزداد مع العمر سماكة عدساتها, رأيته وهو يحوم حول جمال مبارك ويوشك أن يقبله, أو ينال صورة إلى جواره, أو يحظى بابتسامة رضا, أو نظرة سماح, وسماح يا أهل الملاح, وأمانة لا تسألنى مَن أنا ولا مِن أين جئت, وحسبك بأنى ها هنا الآن, وأنا قاب قوسين من الانفجار موتًا أو الانشطار ضحكًا فى وجه هؤلاء, كلما رددوا على مسامعى شعارهم (مصر تنتخب) مع أن وجودهم دليل دامغ على أن (المحروسة تنتحب).



قلت مرة ساعة صفاء وانبساط . لصديق أعرفه - قبل عالم السيراميك - أيام اللعب على البلاط: لولا الخوف من فتح بوابات العداءات والشجون, لكتبت كتابًا من عجين وطين, بعنوان (إن كثيرًا من الصحفيين هم المنافقون) فقال لى: وما مهنتك؟ قلت أنا واحد منهم على (قدى) و لا أعرف مَن معي ومَن ضدي. فقال صديقى الصدوق: أنا معك, فصرخت فى البلكونة (وإسلاماه), يا رشدى أباظة.

mmowafi@gmail.com

التعليقات
0 التعليقات