أكدت موقع "أهم القضايا" الإسرائيلي أن جولة المواجهات الأخيرة والمعارك بين إسرائيل ومنظمة الجهاد الإسلامي في غزة، إثر اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية زهير القيسي، أدت إلى وقف العمل في مفاعل سوريك النووي لمدة سبعة أيام، خاصة في ظل استهداف الصواريخ الموجهة لمنطقة "جان يفنيه" موقع المفاعل النووي.
وأضاف الموقع أن مفاعل سوريك القديم يواجه في الآونة الأخيرة عدة مشاكل، ولذلك فقد نقلت إسرائيل قضبان يورانيوم تمثل نفايات نووية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
كما تم ايقاف اثنين من كبار المسئولين بمفاعل سوريك النووي عن العمل لارتكابهما مخالفات خطيرة تتعلق بأمن المعلومات مما يشكل خطورة على أمن الدولة، وفقا للموقع الإسرائيلي.
وفي الآونة الأخيرة صدرت العديد من التقارير في إسرائيل وفي الخارج تؤكد أن مفاعل سوريك شأنه شأن مفاعل ديمونة أصبح قديماً وخطيراً، كما صدرت تقارير توصي بإغلاقهما تجنبا لحدوث كارثة كبرى.
وانتقد الموقع استمرار عمل المفاعلين وتوقفهما بشكل مؤقت وليس إغلاقا تاما، مضيفا: "بالرغم من الوضع النووي الخطير في المفاعلات الإسرائيلية لازال أصحاب المصالح الذين يحققون أرباحاً طائلة من وراء هذين المفاعلين يؤكدون أن كل شيء على ما يرام وأن لا شيء يدعو للقلق، إلا أن كلامهم هذا لا يمكن أن يكون مطمئناً".
ومفاعل سوريك النووي, ويُعرف بإسم " مركز سوريك للبحوث النووية يقع المركز غرب مدينة ناحال سوريك في المنطقة الواقعة ما بين "كيبوتز بلماحيم" و"كيبوتز يافني" على شاطيء البحر الابيض المتوسط جنوب تل ابيب.
وتأسس المركز ضمن البرنامج النووي للرئيس الامريكي الراحل دوايت "ديفيد ايزنهاور" عام 1958, وهو مشروع مُساعدة أمريكية لاسرائيل تحت عنوان "الذرة من أجل السلام".
ومفاعل سوريك النووي يسبق مفاعل ديمونة النووي المعروف بإسم "مركز النقب للبحوث النووية" في بئر السبع في العمر ببضعة سنوات, وترفض اسرائيل السماح للوكالة الدولية لاجراء عمليات تفتيش على كلا المفاعلين رغم قِدم عمرهما
وبدأ مفاعل سوريك النووي العمل بطاقة 1 ميجا واط عام 1960 بحضور "جولدا مائير" وزيرة الخارجية الاسرائيلية و"شمعون بيريز" مدير عام وزارة الدفاع آنذاك, لتصل طاقة المفاعل الى 5 ميجا واط عام 1969, وقد زودت واشنطن تل ابيب بالخبرات العلمية وفتحت أبواب مراكزها النووية لتأهيل كوادرها.
ويعمل المفاعل الذي صممه المهندس المعماري الامريكي فيليب جونسون تحت إشراف لجنة اسرائيل للطاقة الذرية, ويجري المركز الذي يظُم مكتبة في الفيزياء النووية والكيمياء العامة والرياضيات وغيرها ابحاثاً في العلوم الفيزيائية المُختلفة وخاصة في تطوير أجهزة الأستشعار وأشعة الليزر وأبحاث الغلاف الجوي والبيئة الفضائية والسلامة النووية والتشخيص الطبي وغيرها.
واستبعد العديد من الخبراء أن يكون لهذا المفاعل القدرة لصناعة الأسلحة النووية نظراً لأنه ينتج البلوتونيوم من اليورانيوم 238، وذلك يعني أن المادة المنتجة هي غير قابلة للانشطار، إلا أن بيتر براي يؤكد في كتابه "الترسانة النووية الاسرائيلية Israel's Nuclear Arsenal " أن المفاعل يستطيع أن ينتج أسلحة نووية بسهولة و ذكر أنه في الفترة الواقعة ما بين 1960-1966 وافقت أميركا علي تزويد إسرائيل بخمسين كيلوجراما من اليورانيوم 235 بخلوص 90 % لتزويد مفاعل ناحال سوريك بالوقود الذري، وأن هذه الكمية تكفي لصناعة عدة قنابل انشطارية.