/>

إدمان الحرائق بين وزارة الخارجية والداخلية





إنه عبث وجنون، ذلك الكلام المنسوب لمصدر قضائى رفيع المستوى بأن "اللجنة العليا للانتخابات ليست ملزمة بقرار محكمة القضاء الإدارى الصادر لصالح المرشح حازم أبو إسماعيل، والذى يلزم وزارة الداخلية بمنحه شهادة تفيد بعدم تمتع والدته بأى جنسية غير المصرية، وذلك من واقع السجلات الرسمية للوزارة، حيث إن اللجنة سبق وأن استعلمت من جهات رسمية، هى وزارة الخارجية عن جنسية والدته، والتى أفادت بأنها تحمل جنسية أمريكية منذ عام 2006، وما ورد من الداخلية فقط، هو إفادة بدخولها البلاد بجواز سفر أمريكى والعبرة بما جاء عن الخارجية، لأنها هى الجهة المنوطة بالتحدث مع نظائرها فى الخارج".
هذا المصدر يدرك أن كلامه مخالف للقانون من ألفه إلى يائه، وأن وزارة الداخلية وحدها دون غيرها، هى صاحبة السلطة فى إثبات وضع الجنسية الأجنبية لمواطنيها، فقانون الجنسية اختصها وحدها بالنظر فى الطلبات التى تقدم لها بخصوص ذلك، أو التقدم لمجلس الوزراء بقرار نزع الجنسية المصرية لمن يحصل على أجنبية دون إذن.
لا علاقة لوزارة الخارجية بهذا الأمر، ولا مسوغ للقول بأنها الجهة المنوطة بالتحدث مع نظرائها فى الخارج. لا يجوز أن تستقى حكومة مصر حالة مواطنيها من حكومات الدول الأخرى، كما أن القوانين الأمريكية تمنع الإفصاح عن حالة مواطنيها للغير، سواء بالسؤال عن الجنسية أو عن وثائق أخرى.
إضافة إلى أن الخارجية كما أثبتت المحكمة لم تقدم وثائق، وإنما صورًا ضوئية وتوقيعات غير واضحة لا يمكن الاعتماد عليها لحرمان مواطن من حقوقه السياسية.
فى مصر ما يكفيها من الحرائق، وما يفكر هذا المصدر القضائى المجهول فى تمريره لن تكون نتائجه حريقًا عاديًا.. سيكون عصيًا على الإطفاء لأنه فى حقيقته "مؤامرة" مرئية للجميع لإبعاد مرشح يحظى بشعبية هائلة، لصالح البعض الذى لا يحظى بأى شعبية وتسنده فقط الجهات الأمنية والسيادية.
حريق آخر سيتسبب فيه ترشح نائب مبارك رغم موافقة البرلمان يوم الخميس على قانون حرمان الفلول. الكثيرون يتوقعون تعطيل القانون من المشير وتحويله إلى المحكمة الدستورية لتضييع الوقت، ويعتمدون فى ذلك على تسريبات كثيرة حول دور لعبته الشرطة العسكرية فى سرعة استخراج التوكيلات لعمر سليمان، وما نشرته مواقع التواصل الاجتماعى عن مجندين حصلوا على إجازات مقابل توكيلات، وغير ذلك من الرشا.
يتحدث سكان القاهرة عن الإعلانات العريضة التى تتناثر فى أماكن ممتازة منذ أكثر من شهر فى الطريق الدائرى والمواقع الهامة ولا تحمل سوى كلمة "الرئيس".. واتضح بعد إعلان ترشح سليمان رسميًا أنها تخص دعايته الانتخابية.. حوالى 100 لوحة تزيد تكلفة الواحدة عن مائتى ألف جنيه.
اعتاد أولو الأمر فى مصر على شم رائحة الحرائق والتلذذ بها، ولهذا لا يبالون بالنار التى يشعلونها فى أوقات لا تحتمل.





التعليقات
0 التعليقات