كتب القتل والقتال علينا، وعلى الغانيات انتخاب الفلول، وعلى غوانى الإعلام عدم الوقوع فى ذات الخطأ مرتين، والإعلام فى بلادى حكايته حكاية، ولا يكاد الإعلاميون يتعلمون الدرس إلا قليلاً من المحترمين منهم وقليل جدًا ما هم، وتذكرون فضائح الإعلام التى ألصقوها كلها بالإعلام الرسمى أثناء الثورة، مع أن الجميع كان مدانًا وملوثًا، فى أكثر الفضائيات وأغلب الصحف، فهم هاجموا الثورة فى بدايتها، ثم انقلبوا وراحوا يضعون أكاليل الزهور على قبر الشهيد المعروف والمجهول، وجعلوا من مصاطبهم نصبًا لدماء الشهداء، وكانوا يقبضون من أمانة السياسات، وعلى اتصال مباشر بما يمليه عليهم الدكتور على الدين هلال بصفته أمينًا لإعلام الحزب المنحل، ثم رأيناهم هم أول من يهيل على رموز النظام السابق التراب، ولو كان لديهم ذرة حياء لأهالوا على أنفسهم التراب، وسكتنا وقلنا إن الله يتوب على من يشاء من عباده، وليس عيبًا أن تخطئ طالما تبت ورجعت وأنبت وغيرت وداعمت الثورة، وأخلصت العمل لمصر، فى وقت لا ينفع فيها غير العمل. ثم بدا لنا منهم ما لم نكن نحسب ونتصور ونتخيل، وبدأوا فى الوقوف فى أشد خانات الثورة تطرفًا، وشعارهم أبدًا "يسقط يسقط حكم العسكر" ثم إذا ما تدفقت أموال الفريق شفيق حتى شنت أم الفلول وصديقها "شرى حيران" ومعد كل برامجهم "مُعدى الجزار" شنوا كل مدفعيتهم الضارية الفارغة على الإخوان والسلفيين، ثم فوجئنا جميعًا بمدى انتشار ظاهرة مصرية من أبوين مصريين واسمها "الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل" فظلوا يحاولون إلصاق تهمة الكذب به، وهم يعلمون سلفًا أنهم هم الكذابون والكاذبون صوتًا وصورة ورائحة، ثم ما إن أعلن اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية المخلوع، وصاحبه الترشح للرئاسة الجمهورية، وهو يملك ملفات أسماها عمرو أديب "الصندوق الأسود" كما يملك دعمًا خفيًا من أماكن خفية، حتى وجدنا الكل فى واحد فى الذات الكريهة والكارهة للثورة ولرغبة الملايين من شعب مصر، ورأينا نائبًا صحفيًا إعلاميًا قوميًا سورى الهوى قذافى الدولارات، يعلن بطريق غير مباشرة أنه مع اللواء عمر سليمان.
إذن عاد أولئك من حيث أتوا، وردوا إلى ما حاولوا التصنع بعكسه، وكنت أقول للمخدوعين اصبروا وما صبركم إلا بالله، فالقاعدة العربية والمثل المعروف يقول "كل إناء ينضح بما فيه" وما فى هؤلاء إلا السم والبغاء الصحفى على رأى صديقنا أشرف عبد الشافى صاحب كتاب "البغاء الصحفى".
بالفتن تنجلى حقيقة المعادن، وتعود الشوائب شوائب وهوامش وأباطيل أشبه برغاوى الصابون التى يطيرها أطفالنا حلقات فى الهواء.
مصر اليوم تمامًا كمصر فى بداية الثورة، وإعلامها هو هو، والأغبياء منهم من ينظرون تحت أقدامهم، والجبناء من يكرروا خطيئاتهم، مقابل حفنة دولارات أو مناصب ما بعد تولى - لا قدر الله - عمر سليمان عرش مصر، مع أن نفس العرش ضربت فوقه شجرة الدر بالقباقيب، وهو ذات العرش الذى قوبل بأحذية الثوار متطايرة فى وجه مبارك عند كل خطاب أيام الثورة الثمانية عشرة. واللهم إنى قد عزمت أمرى فاغفر لى وأعنى فلا معينًا سواك، ولا ربًا لمصر إلاك.