عمرو أديب ارتد فورًا من صف الثوار الذى التحق به عقب خلع المخلوع وانضم إلى نائبه عمر سليمان بمجرد أن ظهر فى الأفق أن الجنرال سيصبح الرئيس الجديد من بوابة الانتخابات.
منى الشاذلى، التى بكت بدموعها على المخلوع قبل أن يرحل.. ثم التحفت بلحاف الثورة بعد انتصارها.. ارتدت على أعقابها أيضا والتحقت بركب المهللين لعمر سليمان بمجرد دخول موكبه الرئاسى اللجنة العليا للانتخابات.
وقس على ذلك إعلاميين آخرين لا أشعر بالأسف على أى منهم، لأنهم مع السلطان أينما ذهب وحل.. فعندما كان مبارك سلطانا كانوا معه، ولما انتقل الأمر إلى ميدان التحرير، تحولوا إلى "ميدانيين" أكثر من الشباب الذى ثاروا وأسقطوا النظام السابق.
لكنى أتأسف على موقف الأستاذ مصطفى بكرى.. ما كنت أظن أنه سيتحول هكذا. من رجل يطارد مبارك بالدعاوى القضائية بمجرد أن ركب الطائرة وشرخ من قصر العروبة، إلى رجل يستقبل عمر سليمان بحوار صحفى يقدمه إلى الشعب بوصفه "المنقذ المنتظر" وبالورود والرياحين مدافعا عن حقه فى الترشح لرئاسة الجمهورية والتصدى لقانون عزله سياسيًا.
أفهم أن عمر سليمان بلدياته – يعنى من نفس المحافظة – لكنى أيضًا من "قنا" ولا أشعر أبدا بأى تعاطف معه منذ وصف الثوار قبل خلع المخلوع بأنهم ينفذون أجندة خارجية.
وإذا كان الشىء بالشىء يذكر.. فإن الدكتور مصطفى الفقى صديق عمر سليمان المقرب، والذى كتب خطاب اعتذاره عن الترشح، قال إنه تراجع استجابة لرغبة أحبابه فى الدول العربية.. فهل نفهم من ذلك أن سيادة الجنرال مرشح جهات خارجية وليس نزولا على رغبة الملايين الذين خرجوا فى شوارع المحروسة يبكون ويلطمون الخدود حتى يعود إليهم وينقذهم من الفوضى وانعدام الأمن، كما أوهمنا؟!
إنى أمزح طبعًا.. فلا ملايين ولا يحزنون.. كلهم بضع عشرات يعدون على أصابع اليدين والقدمين!
ماذا سيكون موقف الإعلاميين المرتدين إذا نجح مجلس الشعب فى إصدار قانون بعزل عمر سليمان؟!.. الإجابة ندركها مما فعلوه مع مبارك، فسيجندون طاقات برامجهم لرشقه بكل ما فى حناجرهم من سهام إذا تأكدوا أنه لن يستطيع الترشح وأن المجلس العسكرى تخلى عنه.
عمرو أديب تحدث عن اتصال عمر سليمان به ليقول إن "الصندوق الأسود الكبير هينفتح قريباً يا عمرو، لكن هناك صندوقا آخر لا يمكن أن يُفتح".
استغرب أن يتصل جنرال ترأس أقوى أجهزة المخابرات فى الشرق الأوسط ليعلن هذا التحذير الذى يعنى أنه رشح نفسه على مبدأ ابتزاز من على رأسه بطحة.. ويبدو أنه يرى الشعب كله مبطوحاً!
رجل مثل هذا كان يستحق السجن والمحاسبة مع مبارك وليس قانون عزل فقط، فهو من كبار أعوانه وحافظ أسراره والساكت على عيوبه وأخطائه وعراب التوريث.