/>

نعوم تشومسكى: خلافات قـادة الانقلاب وصلت إلى مرحلة التصفية الجسدية



إن قادة الانقلاب وصلو إلى مرحلة مخيفة وخطيرة؛ فهاجس المحاكمة يراودهم ليلا ونهارا، ولكن وصولهم إلى مرحلة تصفية بعضهم بعضا هذا يوحى بأن الخلافات بينهم باتت واضحة وأصبحت مكشوفة.
مقتل اللواء الذى كان يقود عملية اقتحام منطقة كرداسة وما قيل عن اشتراطه عدم قتل من لا يحمل سلاحا برصاص حى مهما فعل.
ويبدو أن مخطط تصفيته جاء بقرارات منفردة والخروج للرأى العام بلقطات تتناقض كلها مع بعضها بعضا، وكل لقطة فضحت الأخرى، والأدهى من ذلك اتصال أحد أطباء الطب الشرعى وأحد من شارك فى كتابة التقرير المبدئى عن الوفاة على قناة فضائية يؤكد أن احتراق الملابس من أسفل الذراع، يعنى أن الرصاصة أُطلقت من مسافة نصف متر، والإبط هو المكان الذى لا يغطيه الساتر، وهذا يعنى أن الرصاصة جاءت لتكون قاتلة.
ثم فجأة تتغير وتتبدل أقواله ويؤكد أن الرصاصة أُطلقت من بعد 15 مترا، وهذا يوضح حجم التهديد الذى تعرض له الطب الشرعى ومن المعلوم أن الطب الشرعى جهاز حساس يتبع وزارة العدل بشكل إدارى، إلا أن سيطرة المخابرات وأمن الدولة عليه واضحة على مدار تاريخ من التقارير المخالفة للواقع الطبى لكثير من الحالات.
يبدو أن الأيام القادمة ستشهد تحولات خطيرة ومثيرة لأن الواقع يتجه نحو مزيد من التصعيد لأن الزحف إلى العاصمة المصرية سيصبح متاح لأن الجامعات ستكون بؤرا للتجمعات سيرتبك الأمن فى التعامل معها، لا سيما أن ارتكاب مزيد من القتلى -وخصوصا فى الجامعات- لن يمر مرور مجازر الميادين، وسيقابل بتنديد دولى وسيفاقم المشكلات الاقتصادية لأن الاستثمارات متوقفة عن مصر بشكل كامل خشية تدهور الوضع والسياحة لا تأتى اليوم حتى بما يكفى برواتب العاملين فيها، وحتى رواتب الموظفين فى كل مؤسسات الدولة تعانى استقطاعات لا تتماشى مع موجة غلاء توحى بثورة جياع ستنضم لاحقا إلى ثورة أنصار «مرسى».
مشكلة انقطاع الكهرباء باستمرار ليس لها معنى سوى تقصير من دول النفط التى تستيطع حلها فى ساعات، رغم أنها المشكلة ذاتها التى تسببت فى موجة غضب شعبى ضد «مرسى» ويذكر أن إحدى دول الخليج اشترطت على نظام «مرسى» دفع ثمن شحنة الوقود وهى فى البحر وتوقفت الحاملة فى عرض البحر فى انتظار تحويل المبلغ المستحق حينها، وليس لفشل الانقلاب معنى آخر فى نظر الخليجيين الذين بدءوا ينفقون بحذر على الانقلابيين خشية عودة «مرسى» الذى قد يعود أقوى مما كان، ولن تجرؤ قوة على الأرض حينها على عزله، وسيتوقف العبث بأمن مصر القومى الذى تم العبث به طيلة فترة حكم «مرسى» بعلم من العسكر وبترخيص من المخابرات.
العالم أجمع يجمع على صعوبة التنبؤ بما قد يحدث فى مصر لأن موجة الثورة ككرة الثلج تتدحرج وتكبر وفى النهاية لا بد أن تصطدم، ولكن بمن سوف تصطدم.. والأكيد أن التظاهرات أبدا لن تتوقف

التعليقات
0 التعليقات